بكراسى متباعدة بمسافة متر ونصف بين كل كرسى وآخر حرص الأباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس ورهبان الأديرة على الالتزام بضوابط الوقاية الطبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد بالبعد عن أماكن الزحام وذلك أثناء حضور صلاة قداس خميس الأسرار المعروف بخميس العهد، والذى ترأسه صباح اليوم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية في دير القديس الأنبا بيشوى في وادى النطرون من دون حضور شعبى. وشارك البابا في الصلاة الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس ورهبان الأديرة. وألقى البابا عظة روحية مقتضبة عقب الانتهاء من صلاة اللقان قائلاً: انتهينا من صلاة قداس اللقان واللقان والذى يعنى تقديس الماء ويتم 3 مرات في العام الاول في صلاة عيد الغطاس أو المعمودية أو العماد والثانى في صلاة قداس خميس العهد والثالث في صلاة عيد الآباء الرسل في يوليو من كل عام لكن المرة الرئيسية في خميس العهد مشيرا إلى ان الماء يتقدس بالصلوات والقراءات والالحان ورشومات الصليب المقدس وعلشان كده يصير مقدس. وأوضح البابا أن هذا الماء المقدس موجود في الكنائس لاستخدامه في المنازل خاصة في ظل الظروف الحالية والجميع بامكانه استخدامه في كل مكان جديد مثل شراء بيت أو محل أو شقه جديدة أو عند الذهاب إلى مكان جديد لان ماء اللقان أصبح ماء قوى قادر على طرد الارواح الشريرة في الانسان وشفاء الاجساد المريضة لما لها من قيمة قوية في حياتنا وبيوتنا. وتابع: «ظروفنا السنة استثنائية وغير اعتيادية.. مش كلنا موجودين في الكنائس واللقان هيبقى موجود في الكنائس ممكن أي مسيحى يطلبه في أي وقت للاستخدام ومتاح لاى شخص استخدامه والسيد المسيح في خميس العهد غسل أرجل تلاميذه». وعلق البابا على عدم فهم البعض لقرار غلق الكنائس بسبب فيروس كورونا قائلاً: فيه حاجات كتيرة في حياتنا تتم والظروف الحاضرة في حياتنا يمكن مش فاهمينها لكن أقول لهم كما قال المسيح لأحد المعترضين على غسل أرجل تلاميذه بقوله: لست تعلم ما أنا فاعله الآن ولكنك ستفهم غداً وأقول لهم ردا على قرار غلق الكنائس الآن بسبب العدوى لستم تعلمون ما أنا فاعله الآن ولكنكم ستفهمون غداً. وتحدث البابا تواضروس الثانى عن الاتضاع في غسل الارجل قائلاً أنه أهم درس نتعلمه من الاحتفال بيوم خميس العهد، أحد الأعياد السيدية بالكنيسة، الذي أقيم فيه أول قداس في العالم على يد السيد المسيح برفقة التلاميذ . وعقب الصلاة قام البابا بما فعله السيد المسيح حين غسل أرجل تلاميذه من الكهنة والشمامسة في يوم خميس العهد وأمرهم بأن يفعلوا مثله وقام برسم أرجلهم بعلامة الصليب، اقتداء بالسيد المسيح الذي قام بغسل أرجل تلاميذه. وأوضح أن المسيح في هذا اليوم وضع خريطة العهد الجديد، الذي يعيش فيه الإنسان، وأن أكبر درس يتعلمه الإنسان في هذا اليوم هو التواضع. وخميس العهد يعرف أيضاً بالخميس المقدس وهو عيد مسيحي أو يوم مقدس يسبق عيد الفصح وهو ذكرى العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه وهو اليوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته كما يعد خميس العهد اليوم الخامس من أسبوع الآلام يسبقهٌ أربعاء البصخة ويليه الجمعة العظيمة. وتحتفل الكنيسة في خميس العهد أو الخميس الكبير، بذكرى تسليم السيد المسيح تلاميذه سر الإفخارستيا وهو سر من أسرار الكنيسة كما صلى البابا صلوات اللقان والتي تنتهي بقيام الكاهن بغسل أرجل الشعب تنفيذًا لوصية السيد المسيح التي أوصى التلاميذ بهذا بعد أن غسل أرجلهم.
