كل يوم الصبح يعملوا فى شارعنا «مطب» حتى أصبحت المطبات على الأسفلت متتالية مثل موج البحر وأصبحنا نعيش فى أزهى عصور المطبات وفى المساء يقيمون سرادق عزاء حتى قال الناس بعد انتهاء انتخابات مجلس الشورى بحوالى نصف ساعة «ربنا يجعله آخر الأحزان» وبعضهم قال «تعيش وتاخد غيرها» طبعاً يقصدون انتخابات مجلس الشعب وبعد أن اطمأنوا على النتيجة وعلى أسعار الذهب ناموا يحلمون بالعدل أو على الأقل الخروج بكفالة.. والحمد لله مر الأسبوع بخير وسلام دون أن أخصخص بيتى وأطرد أولادى على الرصيف وهو أسبوع عجيب ففى هذا الأسبوع – دون مبالغة - كلما قابلنى شخص سألنى عن حالى وحال أولادى وعن آخر مرة أكلت فيها لحمة ثم يعطينى عشرات الاستمارات المختومة المخصصة لانتخابات مجلس الشورى والتى عثر عليها فى الشارع بعد أن ألقتها الشرطة بجوار الجامع مثل ماجدة فى فيلم «دهب» حتى تجمع عندى (135) ألفاً و(896) استمارة مختومة فأعلنت فوزى بالتزكية وهنأنى الجيران وقدموا الطعون ضدى والذى أعرفه من آداب السلوك أن «اللى يزوّر ينّضف مطرحه» ولا يترك الاستمارات المختومة تملأ الشوارع بعد انتهاء التزوير لأن التزوير مسؤولية كل مزور وأتذكر ونحن فى سنة تانية ثانوى بعد انتهاء لجنة الغش كنا نقطع «المانفستو» أو نعطيه لطالب من أولى ثانوى ليستفيد منه فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة إعمالا للقاعدة التى تقول «اللى يزوّر ينضّف مطرحه».. فمن الظلم أن تقوم الحكومة بالتزوير وتترك الشعب «ينضّف» الشوارع مطرحها.. جربنا الصناديق الخشب فى انتخابات الرئاسة وجربنا الصناديق الزجاج فى انتخابات الشورى ونريد فى انتخابات الشعب أن نجرب «الكونتنر» الذى تأتى فيه البضائع فى الجمارك من الخارج بحيث يكون للبلد كله «حزب» واحد و«لجنة» واحدة و«كونتنر» واحد ليسهل التخلص منه مثل النفايات الذرية.. الأسبوع الماضى كل واحد رايح يزور مريض واخد معاه (2) كيلو استمارات شورى فما هو هدف الحكومة من إغراق الأسواق بالاستمارات لدرجة أن ابنى سألنى (هى الاستمارات طلعت؟) فأفهمته أنها تطلع فى الشتاء لكنه قال (أنا مش عايز بطيخ هات لنا استمارات).. ما هو مستقبل بلد الانتخاب فيه بالتزوير والتعيين فيه بالواسطة؟.. أعتقد أنه مستقبل «زاهر» رئيس اتحاد الكرة. [email protected]