تعد منطقة المصيعد من أكثر المناطق فقرا داخل مدينة الطور بمحافظة جنوبسيناء، حيث تقطن بها نحو 20 أسرة فى ظروف معيشية مأساوية بسبب نقص الخدمات وانعدام المرافق الأولية كالمياه والكهرباء والصرف الصحى، التى امتنع مجلس المدينة عن توصيلها للسكان بدعوى تعدى السكان على أملاك الدولة، ليست هذه فقط مأساة أهالى القرية لكن الأمر امتد إلى التأثير على المستوى التعليمى لهم خاصة الفتيات منهم، فبسبب ظلمة المكان وقسوة ظروفه يمنع الأهالى فتياتهم من الذهاب للمدارس. تقول سامية إحدى سكان المنطقة: «نعانى الأمرين بسبب انعدام مياه الشرب والكهرباء ونشترى جراكن المياه ونخزنها فى البيوت لفترات طويلة لأنها أصبحت عملة نادرة، طبعاً التخزين يسبب نمو الحشرات والطحالب فى الجراكن لكن ما باليد حيلة». تضيف سامية: «المنطقة تعيش فى ظلام دامس بسبب عدم وجود كهرباء سواء فى البيوت أو الطرق، وتنتهى حياتنا اليومية بحلول العصر، فلا يستطيع أحد منا الخروج للشارع حتى للضرورة القصوى، ولا توجد فتاة واحدة منا لديها شهادة أكبر من الابتدائية وكذلك فإننا نحاول الانتظام فى دروس محو الأمية بصعوبة لأنها تقدم فى وقت يصعب علينا العودة إلى منازلنا بسبب ظلمة الشوارع» وتتابع: «كانت إحدى السيدات المسنات تعانى من مرض السكر وعندما فاجأتها نوبة السكر فى منتصف الليل لم يستطع أولادها نقلها للمستشفى حتى كادت تفقد حياتها». أما محمود فيحكى الوجه الآخر للمنطقة قائلاً: «بناتنا ممنوعات من الخروج للشارع بعد العصر، وبحلول المغرب ينام الجميع وتنقطع كل الطرق المؤدية للمنطقة، بينما تنتشر البرك والمستنقعات حولنا محاصرة البيوت بسبب عدم وجود خدمات الصرف الصحى، التى يرفض مجلس مدينة الطور توصيلها إلينا حتى بعد دراسة حالتنا ومستوى معيشتنا، ويتهموننا بالتعدى على أملاك الدولة ويهددون بطردنا دون توفير أى شقق بديلة لنا فأين كان مجلس المدينة عندما بنينا بيوتنا ودفعنا دم قلوبنا لكى نوفر منزلاً يحمينا نحن وأسرنا». تقول سمية، التى تبلغ من العمر 10 سنوات: «أنا اتولدت فى الصعيد وباروح المدرسة الصبح، ولما آجى الضهر أتغدى وأحل كل الواجبات اللى علىّ قبل ما نور الشمس يروح عشان مفيش كهرباء، وإذا كانت الواجبات كتير أروح أحلها عند جدتى فى حى الأمل اللى جنبنا عشان فيه نور ومياه نظيفة ومفيش ناموس زى اللى عندنا، بس أنا بعدى الشارع لوحدى وأخاف من السيارات اللى ماشيه بسرعة، مرة السيارة خبطت بنت صغيرة وودوها المستشفى وجالها ارتجاج فى المخ، ولما آجى أروح لازم حد من الرجال ياخدنى لحد البيت وده صعب». من جهته، قال اللواء ياقوت وهبة ياقوت، رئيس مجلس مدينة الطور، إن هناك تعديات من جانب الأهالى على أملاك الدولة فى منطقة المصيعد، وبحسب قرار رئيس الوزراء سيتم تقنين أوضاع كل المساكن التى تم حصرها قبل تاريخ 31 أغسطس 2006، أما من جاء بعد هذا التاريخ فقد صدرت بحقهم قرارات بالإزالة باعتبارهم متعدين على أملاك الدولة، أضاف: «منطقة المصيعد قديمة وسبب ظهورها سوء التخطيط، وقانونا ليس للمتعدى على أملاك الدولة أى حق فى الحصول على شقق بديلة، ولا نستطيع إلغاء القانون فهل سنعطى كل من يتعدى بديلاً؟». أضاف: «لقد تم تحويل هؤلاء المتعدين للنيابة وصدرت بحقهم قرارات إزالة وكلهم عليهم جنح تعدى على أراضى الدولة وهؤلاء حرامية وشوية بلطجية وسيطبق عليهم القانون». وأكد أن مسألة تقنين أوضاع بعض سكان المنطقة وقتية وسيتم الانتهاء منها وتسوية أوضاع من لهم الحق قريباً دون أن يحدد المدة الزمنية التى سيتم الانتهاء من خطة التقنين خلالها، وأضاف: «لا نستطيع إدخال الخدمات والمرافق للمنطقة إلا بعد الانتهاء من تخطيطها وبعدها سيكون لمن تم تقنين وضعه الحق فى إدخال المرافق وذلك طبقاً للقانون، ونحن لا نساعد على البلطجة وكل متعد سيتم تغريمه وإزالة البناء، والناس دى مالهاش حاجة عندى». تحدث اللواء محتداًحول تكرار حوادث السير فى المنطقة التى لا تعرف الأسفلت إلا فيما ندر وتحاصرها برك الصرف الصحى وأكوام القمامة من كل اتجاه، خاصة أن غالبية الضحايا من طلاب المدارس والمسنين: «تلك الحوادث سببها مجموعة سلوكيات خاطئة من جانب الأهالى أنفسهم سواء المشاة أو السائقين، ومجلس المدينة قام بإنشاء 40 مطباً خلال السنة الماضية فقط وذلك فى التقاطعات وأمام المدارس وغيرها وهنعمل إيه تانى يعنى أكتر من كده». أضاف رئيس مجلس المدينة: «الأسفلت المخصص للمطبات سينزل للشوارع ابتداء من الأسبوع المقبل، لكن لن يستطيع مجلس المدينة أن يملأ المدينة بالمطبات وليس مسؤولاً عن حماية الأطفال والمسنين من الحوادث بسبب سلوكياتهم، وعلى أى حال إحنا هانعملهم مطبين فى حى الأمل خلال الأسبوع المقبل».