أنا لا أعرف الفرق بين «المطرب الشعبى» و«المطب الصناعى» غير أن كليهما يظهر فجأة ويعلا ويعلا علشان نكاكى... نكاكى، وأفضل عليهما قانون الضرائب الجديد خاصة الفقرة السابعة التى تلزمك بطلب فاتورة من أى شخص «يصبح عليك» وهو ما أفقدنى الكثير من أصدقائى على أساس أننى أصبحت مصدرا للدخل القومى على حسابهم حيث ينقلهم «صباحى الأغبر» إلى شريحة ضريبية أخرى أعلى من المطب... أحد أصدقائى كان عائداً من السفر ولا يدرى بما يحدث فى مصر وقعد يصبح عليّا فى الرايحة والجاية إلى أن باع العربية والباسبور لسداد الضرائب المستحقة عليه من الصباحات، صحيح أنه بعد بيع العربية دخل الوعاء الضريبى ولم يعد يدخل الجراج لكنه ارتاح من المطب... كان أمام كل عمارة بواب ومنذ سمحت الحكومة بالاستثمار فى المطبات والحفر أصبح أمام كل عمارة حفرة مضادة للأفراد ومطب مضاد للسيارات وظهرت لافتة «مطب خاص».. حيث لايسمح صاحبه بالمرور عليه إلا لسيارته فقط، والمطبات والحفر ليست فى الشوارع فقط ففى الدستور مطبات (مواد زائدة) وحفر (مواد فارغة)، المواطنون متساوون (حفرة) والتعليم مجاناً (مطب) والقانون ملىء بالحفر للصغار والمطبات، للكبار... وبعض أعضاء البرلمان «حفر أو مطبات» وقانون الضرائب الجديد ليس حفرة أو مطباً بل وعاء ويُقال «وعاء الوالدين» ومنذ صدور القانون والسيد وزير المالية حريص على الاحتفاظ بكل فواتير الحلاقة وضمها إلى مضبطة المجلس للحصول منه على «نعيماً» التى تقال للمواطن بعد الحلاقة وللوزير بعد ترك المنصب... أما لماذا يصدر قانون ضرائب جديد كل ست ساعات ولا يصدر قانون محاكمة الوزراء فالسبب أن صالونات الحلاقة فاضية وبِتْنِشّ لكن قاعات المحاكم مزدحمة ومشغولة... وإلى أن يصدر قانون مكافحة الوزراء سوف يظل وزير الإسكان مثلا هوه اللى عنده فيلات وقصور ووزير الصناعة هوه اللى عنده مصانع ووزير الرى هوه اللى عنده «خراطيم». [email protected]