أكدت منظمات حقوقية أن العمال والطلاب السوريين أجبروا على الخروج فى مظاهرات مؤيدة للرئيس السورى بشار الأسد خلال الأسبوع الجارى. قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان فى سوريا، عمار القربى، إن أوامر صدرت للعمال والموظفين الحكوميين لحضور مظاهرات مؤيدة للأسد. وأشار إلى أن مذكرة حكومية رسمية تم تسريبها تهدد العامل أو الموظف الحكومى الذى يتخلف عن المشاركة فى المظاهرة المؤيدة للأسد باستقطاع راتبه واعتباره متغيباً عن العمل. وقال القربى، المقيم فى مصر حالياً، إن منظمته تلقت الشكاوى من العشرات من الطلاب السوريين الذين أجبروا على المشاركة فى المظاهرات المؤيدة وإلا واجهوا احتمال خفض علاماتهم الأكاديمية العام الحالى. وأضاف أن المديرين التنفيذيين فى شركات مؤيدة للأسد، مثل شركة «سيرياتيل» التابعة لرامى مخلوف، طالبوا موظفيهم بحضور المسيرات المؤيدة للنظام، وتعرضوا للتهديد بخصم رواتبهم. ولم يتسن التأكد من مصداقية الوثيقة، فى حين لم ترد الحكومة السورية على اتهامات القربى. يأتى ذلك فيما دخل مئات اللاجئين السوريين المذعورين تركيا فرارا من تقدم الجيش السورى الذى بات على مسافة مئات الأمتار فقط من مخيماتهم. وأكد ناشط حقوقى أن الجيش السورى تدعمه دبابات داخل قرية خربة الجوز (شمال غرب)، الواقعة قرب الحدود السورية التركية، حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع. وعلى الجانب التركى من الحدود، أفاد شهود أتراك أنهم رأوا دبابات وجنوداً سوريين يصلون إلى مشارف الحدود. وفى الوقت نفسه، دعا ناشطون إلى إضراب عام الخميس فى جميع المدن السورية بمناسبة مرور 100 يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات الدموية المطالبة بإسقاط النظام الذى لجأ للعنف لقمعها. كما دعوا إلى التظاهر اليوم مجدداً تحت عنوان «سقوط الشرعية» عن الرئيس السورى، مشيرين إلى أن «الأسد لم يعد رئيسا». وفى الوقت نفسه، اعتبر ابن عم بشار الأسد، الرئيس السورى، ريبال الأسد، أن الخطاب الذى ألقاه الأسد الأسبوع الجارى «مخيب للآمال، وأن هذه الأيام تتطلب أفعالا لا أقوالا. وأضاف ريبال، الذى يدير منظمة الحرية والديمقراطية فى سوريا ومقرها لندن، أنه يجدر بالرئيس السورى تشكيل حكومة وحدة وطنية والسماح بالتعددية الحزبية وحرية تكوين الأحزاب السياسية فى البلاد، بالإضافة إلى إلغاء المادة ال8 من الدستور التى تنص على أن حزب البعث الحاكم هو قائد للدولة والمجتمع، مشيرا إلى أن الأسد ليس أمامه سوى التغيير أو التنحى، وعليه تحديد موقفه دون إضاعة المزيد من الوقت. يذكر أن ريبال (36 عاما) هو نجل نائب الرئيس السورى السابق، رفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد، الذى أبعده من سوريا فى أواسط الثمانينيات بسبب خلاف بينهما على الحكم. وفى غضون ذلك، اتهم مصدر إسرائيلى رفيع المستوى إيران بالمشاركة فى قمع المظاهرات المناوئة للنظام فى سوريا. ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن المصدر الخميس أن أفراد الحرس الثورى الإيرانى وقوة القدس بقيادة الجنرال قاسم سليمانى، يمارسون نشاطهم فى أنحاء سوريا. وأكد «وجود معلومات واضحة حول تورط إيران فى قمع الاحتجاجات، إضافة إلى مشاركة حزب الله، موضحا أن دورهم ليس مقتصرا على إطلاق الرصاص، وأن إيران قدمت المعدات إلى الجيش السورى، والتى تشمل بنادق القناصة وأنظمة اتصالات لقطع خدمات الإنترنت فى سوريا».