بصوا يا جماعة، أنا عارفة إن المجال العام فى مصر هذه الأيام يعج بالكثير من القضايا الحيوية والمصيرية. ولأن تلك النقاشات فى أيد أمينة، فقد قررت أن أقوم بدور جدتى الحاجة نفيسة التى كانت لا تنسى تحت أى ظرف من الظروف، السؤال عن مريض فى العائلة أو قريب فى أزمة. بصراحة قلبى واكلنى على ناس كانوا ملء السمع والبصر يا دوب من كام أسبوع، بل كانوا من شهور يملأون هذه الحياة صخباً بتصريحاتهم وطلتهم البهية وبعدين فجأة اختفاااااء. على أول قائمة المنسيين يتربع السيد الرئيس المخلوع. لا عدنا نسمع أخبار الوفود الطبية الرايحة جاية من شرم الشيخ، مرة بقيادة السيد رئيس مصلحة الطب الشرعى (صحيح هو السباعى راح فين يا جماعة؟!) ويطلع إن المسائل كانت دائما فى الفبركة الكاروهات فنقول لأ مينفعش، قوم إيه يذهب وفد آخر من الأطباء لإصدار تقرير عن حالة مبارك الصحية وبعدين لا حس ولا خبر. طيب طمنونا، أصل آخر ما سمعنا هو أن صحته زى البمب بس نفسيته متضايقة حبتين. ولا يفوتنى أيضا السؤال عن السيدة سوزان ثابت (بعد سحب اللقب الزوجى منها فجأة)، هو الموضوع مش كان فيه أزمة صحية، قلب وقسطرة، وبعدين بعد تقديم فدية حاجة وعشرين مليون جنيه مصرى (شوية فكة من بتوع البقال والمكوجى) مفيش خبر. يعنى كده خلاص مفيش محاكمات ولا حتى تحقيق. هو إحنا فى كل الأحوال بحاجة لمتابعة ما يحدث علشان لو محتاجين نلم فلوس للعلاج أو نبعت إلى شرم الشيخ اتنين كيلو برتقال وكيلو موز. أضف إلى ذلك اختفاء فعلى لبعض الناس. وياللغرابة، دول بقى بالذات هما اللى صدر ضدهم أحكام رادعة وغيابية بالثلاثة. منهم رشيد محمد رشيد، والسيد وزير المالية السابق اللى صدر ضده حكم ب30 سنة سجن، أين هو الآن؟ يا ترى فى لندن ولا باريس. مصدر قلقى طبعا إن الدنيا هناك بتمطر ويمكن مش عاملين حسابهم فى حاجة تقيلة. نلم من بعض ونبعت لهم جاكيتات، أو بطاطين حلوة كده من بتوع ليبيا أو تفاحتين. كاميليا ووفاء وعبير، أين أنتم؟ والأساتذة اللى بيسموا نفسهم سلفيين، فينهم؟ واخدين ويك إند فى السعودية ولا حاجة؟! وبينما تختفى أخبار نجوم الشباك السابقين فجأة ودون مبرر، تحتل الساحة الإعلامية أخبار الجاسوس الإسرائيلى المحرض على كل بلاوى ما بعد الثورة ومفجر أنبوب الغاز لإسرائيل، والمحرض أيضاً على أحداث شغب قسم الأزبكية حيث إنه شوهد وهو يقول للمصريين ارموا مولوتوف وطوب (صحيح أين تحقيقات حادث الأزبكية ومن المتسبب فى قتل السائق؟). سبحان القاهر الجبار. دى إسرائيل طلعت جامدة جدا بعد ما افتكرنا إن أسطورتها كانت فشنك. كلما تأملت حالة المد والجزر الخاص بقضايا الثورة والمحاكمات فى مولد الإعلام المصرى، مستقل وعادة، أشعر بأن قلبى متوغوش على الغائبين وأسئلة شريرة بتلعب فى رأسى. هل هناك قائد خفى لأوركسترا مصر الهمايونى، واحد زى اللى واقف «ورا عمر سليمان» يحرك الخيوط فتختفى موضوعات وتظهر أخرى؟ أنا بس كنت عايزة أسلم عليه وأقول له إن الشعب فاهم جدا ومش مضحوك عليه، بالعكس إنه من يضحك الآن على المولد اللى صاحبه غاب فى ظروف ليست غامضة.