بقلم د. ياسر الدرشابي - إذا كان فريد الديب قد إرتضي لنفسه أن يدافع عن الظلم و الفساد و عن القتلة و المجرمين فلا نلومه علي ذلك طالما ضميره و أخلاقياته قد سمحا بذلك. و إذا كان قد إختار لنفسه أن ينحاز للمجرمين معادياً بذلك الشعب الذي أسقطهم فله أن يتحمل تبعات إختياره الذي قد يكون سَبقه قرار منه أن يغادر مصر بلا رجعة بعد أن يحصل علي جائزته المالية من المخلوع و أعوانه. أما و إن كان إختياره أن يعيش في مصر فعليه أن يجيب عن سؤال هام: كيف سيعيش وسط الشعب الذي أنكر هو عليه حقه في القصاص من قاتله و سارقه و ممن أفشي في الوطن الفساد. نعم، ففريد الديب هو محامي الخصم و عليه أن يتعايش مع هذه الحقيقة التي رفضها الكثير من المحاميين الذين مازالوا يضعون مصلحة مصر قبل مصلحتهم في الحصول علي بضعة ملايين من مال تم جمعه علي حساب دماء المصريين. و لكن ما لا نقبله و لا نرضاه هو هذه التصريحات الإستفزازية التي تتناقلها وسائل الإعلام علي لسان هذا المحامي المفترض إنه مصري حتي و إن كان عنده جنسية او جنسيات أخري مثله في ذلك مثل أولاد المخلوع و باقي نزلاء طره. هل المقصود من هذه التصريحات و تداولها في وسائل الإعلام هو التأثير علي القضاه أم إستفزاز مشاعر الملايين الذين يتنظرون القصاص من المجرمين؟ في إحدي التصريحات قال فريد الديب أن ثروة مبارك لا تتعدي المليون دولار. فكيف إذا ستحصل يا فريد علي أتعابك أم إنك متطوع للدفاع عن المخلوع كعمل خيري؟ ألم تكن تعيش وسطنا و كنت تري و تعرف عن ظهر قلب النعيم و الرخاء الذي كانت عائلة المخلوع تعيش فيه علي رفات الشعب المصري و بعد سرقة قوته و مص دمائه؟ و في تصريح أخر صدق فيه فريد الديب نفسه و لم يصدقه غير نفسه عندما قال إن المخلوع و العادلي أبرياء. من الذي إذا قتل المتظاهرين؟ هل هم العفاريت أم أن المتظاهرين قد إنتحروا؟ يا سيد فريد، ضع لسانك في فمك و لا تُنعم علينا بتصريحاتك المستفزة و كما قالوا "إذا بُليتم فإستتروا" و أيضاً قالوا "إذا لم تستح فإفعل ما شئت" و الرجاء من كل القائمين علي مصلحة البلاد العليا أن يوقفوا هذه التصريحات التي تخرج علينا و كأنها تخرج من بالوعة قذرة لا تفيد في تهدئة الأمور و عموم الإستقرار، بل و تفرض علي الرأي العام ما لا و لن يمكن لعاقل أن يتقبله. عظيمة يا مصر