بقلم د. ياسر الدرشابي بعض الفلل من فلول النظام يصعُب عليهم فكرة محاكمة المخلوع فهو ولي نعمتهم و الراعي الأول لجرائمهم و مصائبهم و رئيس عصابتهم العتيدة علي مدار ثلاثة عقود كاملة. بل إن البجاحة و الغطرسة دفعت عدد محدود من هؤلاء الفلل للتظاهر مطالبين بعدم محاكمة المخلوع لأنهم لا يرون أنه إرتكب أي جرما ً و إنه لم يكن يعلم بالفساد الذي كان يعلمه كل صغير و كل كبير في مصر. أما و إنه لم يكن يعلم فمعني ذلك إنه لم يكن يعيش في مصر أو إنه لم يكن يعيش إصلاً في أي مكان علي وجه الأرض. فسمعة الفساد في مصر كانت مدوية داخلها و خارجها. نعم إن كان لا يعلم فلابد و إنه كان ميتا لا يعي و لا يفقه شيئا َ. و كيف كان لا يعلم و هو من أتي بالفاسدين واحدا ً بعد الأخر ليتحكموا في شئون الوطن فيسرقوه و في شئون المواطنين فيستبيحون دمائهم و كرامتهم. سمعنا من قبل عن فاسدين في حكومة ما و لكن أن تكون الحكومة كلها عن بكرة أبيها فاسدة فهو ما يوضح إستراتيجية القيادة العليا في إختيار اللصوص و الفاسدين و إقصاء كل من يكون له زمة أو شرف. أما و أن يخرج بعض الفلل من الفلول يظهرون ولائهم للمخلوع علانية َ فهو أمر فريد من نوعه و صحيح إن لم تستحي فأفعل ما شئت، حيث يعلو صوت اللصوص بلا حياء أو خشي. خرج عشرون فلة فيما يسمونه "إنتفاضة شعب" فكانت فضيحتهم بجلاجل عندما كانت أشبه برفصة حمار منها أن تكون إنتفاضة شعب. و العجيب أنهم كانوا يهتفون "شوفوا المصريين". لقد فقد هؤلاء أي حس منطقي و أي فكر عقلاني و لم يبقي لهم غير الخوف من فقدان ربهم الأعلي، رب الفساد و الإنحلال الذي لا يريدونه أن يُهان. عفوا ً أيها الجهلة ، إن سيادة القانون ليست إهانة بل إنها شرف للدولة التي يتساوي فيها كل المواطنين أمام القانون. عفوا ً أيتها الفلل إن عدم مسائلة و محاسبة الفاسدين هي بعينها الإهانة للأمة كلها و ليس لفرد واحد مثله مثل العضو الأعوج الذي يجب تقويمه حتي لا تتبع إعوجاجه باقي أعضاء الجسد. من هؤلاء ؟ هم أبناء القتله و اللصوص، هم بقايا العفن الذي فُرض علي هذا الوطن أن يتجرعه و يقاوم تسممه حتي أتي التطهير مع الثورة. السؤال هو، إذا كنا نعلم أن الثورة المضادة خطر علي الثورة و علي امن هذا الوطن فلما نترك مثل هؤلاء الفلل و مثل الفلل الأعلامية ترتع في سلام فتبث سمومها و تضلل الكثيرين من الأبرياء. هل يصعب علي المجلس العسكري معرفة عناصر الثورة المضادة من بقايا النظام من المسئولين و الأعلاميين وهل يجب أن نتهاون في سحق هؤلاء الخونة حتي نصل بالثورة إلي بر الأمان ؟ و حتي نستأصل من جسد الأمة هذا الورم الخبيث فيتم الشفاء للأبد إن شاءالله.