تدخل موسكو وأنقرة عسكرياً يكتب نهاية المعارك.. ويمهد الطريق لمفاوضات السلام

شهدت الأزمة السورية منذ بدايتها فى 2011 تدخلا مباشرا وبالوكالة من قوى دولية لأهداف مختلفة إما لدعم النظام السورى أو الإطاحة به، وتنوعت درجة التدخل وفقا لمجريات الأحداث على الأرض، إلا أن التحركات الروسية والتركية والإيرانية الأخيرة، التى توجت بالإعلان عن خطة شاملة لوقف الحرب الأهلية فى سوريا، باستثناء تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية، حددها وساهم فى التوصل لها بشكل أساسى التواجد العسكرى لموسكو وأنقرة على الأرض.
وقدمت روسيا منذ بداية الأزمة دعما سياسيا وعسكريا للنظام السورى، باعتبار أن سوريا تضم قاعدة «طرطوس» العسكرية الروسية الوحيدة فى البحر المتوسط، ولا تزال موسكو تحتفظ ب 24 طائرة حربية فى سوريا قادرة على حمل أسلحة دمار شامل، وهى 12 طائرة من طراز «سو-24» و4 طائرات «سو-30»، و4 طائرات «سو-34» ومقاتلات «سو-35». واستخدمت روسيا مطار حميميم فى اللاذقية، قاعدة عسكرية، لعملياتها فى سوريا، ونشرت به مقاتلات ومروحيات حربية مختلفة وطائرات بدون طيار، كما نشرت منظومة الصواريخ المتطورة «إس-400» للدفاع الجوى، وتتمركز سفن حربية روسية فى ميناء طرطوس، التى تعتبر معقلا لنظام الأسد، وقال مسؤولون أمنيون أمريكيون إن عدد أفراد القوات العسكرية الروسية فى سوريا يصل إلى 4 آلاف.
أما تركيا فقد طالب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان منذ بداية الأزمة السورية برحيل الأسد من الحكم، وإن خفت لهجته بعد المصالحة التى أجراها مع روسيا، حليف الأسد، وكانت تركيا معبرا لدخول «الجهاديين» لسوريا، ومقرا للمعارضين، ومصدر تمويل للمنشقين عن الجيش السورى النظامى، والذين شكلوا «الجيش السورى الحر»، وشنت أنقرة عملية «درع الفرات»، حيث دخلت قوات تركية معززة بالدبابات وبغطاء جوى، مدينة جرابلس السورية الحدودية، آخر بوابة حدودية بين سوريا وتركيا كانت تحت سيطرة «داعش»، فى أغسطس الماضى، بهدف إضعاف التنظيم الذى نفذ سلسلة هجمات داخل تركيا، لكن الهدف الأهم لتركيا، هو الاستحواذ على المناطق التى تسيطر عليها قوات أكراد سوريا لمنعها من إقامة إقليم مترابط خشية تصاعد النزعة الانفصالية للأكراد بداخلها، بما يمكنهم من تأسيس دولتهم المستقبلية.