الجمل الأجرب!

«إن النسور وإن حانت منيتها فقمم الجبال الشاهقات لها ملتحدا..».
الأفعى المجلجة ذات الجرس، معلق فى رقبتها جرس الخيانة، تطل من كوة جحرها المدفون فى مقبرة الخونة، تبخ سُمًا زعافًا، وتعمد إلى الوقيعة بين أهلنا فى سيناء وجيشهم البطل المقاتل.
الرخيص المترخص يترخص يرقص عاريًا من الشرف الوطنى على الدماء الطاهرة، النجس لفظته الأرض الطاهرة، سيناء تلفظ الخونة، وتتطهر كل حين، وتتوضأ مع طلعة الفجر، وتتقرب إلى الوطن بالنوافل، بعد تأدية الفروض الوطنية تامة على وقتها.
أهلنا فى سيناء فى قلب المعركة، وهم بين صامد فى وجه الإرهاب، فى ظهر جيشه، أو مطارد فى الأودية حذر القتل، قوائم المطلوبين من شباب سيناء وعواقلها ومخاتيرها الوطنيين منشورة، للأسف الفجرة جمع «فاجر» بعد أن تولوا يوم الزحف، يجلجلون كالحيات تزحف على بطونها فى دروب الخيانة الرطبة.
إطلاق فيديوهات الدخان على خط المواجهة مع الإرهاب خيانة وطنية، أخطر من إطلاق الرصاص فى ظهور الجند غيلة، اغتيال أهلنا فى سيناء بفوارغ الكلمات، يحزنهم وهم الصامدون الصابرون، هم وقود معركة وطن مع الإرهاب، أهلنا فى سيناء قوم ولفوا على الشهادة، مفطورون على الفداء.
بالسوابق يعرفون، سوابقهم التاريخية ناصعة بيضاء تسر الناظرين، ومن شرد من الأصفار الصغار أو انجرف يشمسونه أى يطردونه خارج الديار، كالجمل الأجرب لا يقربه إنسان، يعيش طريدًا ويموت طريدًا، مطرودًا من شرف العائلة، موصومًا بالخيانة، حديث الخيانة ترجمته هنا دماء.. لا يسلم الشرف الرفيع.
شهداء العمليات ليسوا جنود الوادى فحسب، بل وشباب سيناء، قائمة الشهداء فى سيناء تجمع بين الأحبة جميعًا، ورغم قسوة المعركة فإنهم مرابطون فى الأرض، ورغم النزيف لايزالون يروون الزرع، ويرعون فى الأرض الطاهرة، ويحلبون لبنًا يروى العطشى للحياة، يقاومون بحب الحياة.
حديث الخيانة مصدره خائن، والتحريض على أهلنا فى سيناء إجرام، من يحب مصر يحب سيناء، ومن يحب سيناء يحب أهلها ومن يحب أهلها يلفظ الاتهامات المختمرة فى آنية نجسة يعبها نفر ممسوس فى مضارب العار، مضروب بالخيانة، والخونة فى سيناء ليس لهم مكان!.
من يمس أهلنا فى سيناء بسوء القول، حاقد أو حاسد أو مستغِل أو مستغَل ، أو مدفوع أو مخبول، اسألوا قادة الحرب المجيدة فى سيناء، كيف أهلنا فى سيناء (وهم) فى رباط، كيف كانوا ولايزالون ظهيرًا، واقفين وقفة رجالة، لم يبخلوا بالغالى والثمين، بالأرواح، اسألوا عن تضحيات رجال منظمة سيناء.. سترون عجبًا.
أعرف منهم عواقل ومشايخ وفضليات من النساء لا يرضون بغير الوطن بديلًا، وخرجوا على الإخوان فى جبروت حكم المرشد، ويوم خلع الخائن الجاسوس كانوا فى الميدان، وتحدوا الإرهاب بصدورهم العارية، وطاردوا عصاباته فى الجبال والوديان، وما هانوا ولا خانوا. قطع لسان من يلسن على النسور فى شواهق الجبال!.