«وهبة» يوثق حياة «الواحات» بلوحات من الرمل الطبيعى.. «حتى لا تندثر»

برمل طبيعى من أراض مُختلفة فى مصر، بألوانه المختلفة المٌبهجة، وريشة بدائية، استطاع الرسام أحمد وهبة، أن يرسخ حياة الواحات على لوحاته، من عادات وتقاليد ومناسبات عديدة، وحياة يومية يتخللها البساطة، مستخدماً أنامله الصغيرة.. حتى لا يندثر ذلك التراث.
يقطن «وهبة» فى الوادى الجديد، يعشق الرسم منذ صغره، ولا يقل عن عشقه له، ولعه بتراث بلدنا، تحديداً تراث وحياة وعادات وتقاليد الواحات، وحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ عليه من خلال لوحات تعيش سنوات وسنوات لأجيال قادمة، لذلك قرر أن يأخذ من رمال أرضها، ويوثق بريشته ما يراه يومياً.
منذ التسعينيات وهو شغوف بالرسم بالرمال الطبيعية، بعد أن طور موهبته بتعلمه لفن الخط العربى، جميعها هوايات فطرية، لم يتداخل فيها التعليم الأكاديمى، أو الاستعانة بالأساليب الحديثة كالإنترنت.
ويقول ابن محافظة الوادى الجديد ل«المصرى اليوم»: «عاداتنا وتقاليدنا تندثر مع الوقت، حبيت أحكى فى لوحاتى عن طبيعة حياة الواحات منذ زمن بعيد، وأحافظ على تراث المرحلة، لأن شباب هذا الزمن، عمرهم ما هينقلوها لأنهم بيدوروا على المهن السريعة ومعظم شغلهم تقريبا على الإنترنت».
وأضاف «وهبة» ابن واحات الخارجة: «بحب أرسم كل حاجة شوفتها وعشتها فى حياتى، كله مرسوم فى خيالى، درب الخارجة اللى كنت عايش فيه، قعدة الرجالة وهم بيشربوا شاى، سيدات الواحات، الزرع والنخيل والجمال، وغيرهم».
لوحات «وهبة» الرملية، تأتى من قلب الجبال، فيذهب باستمرار إلى المناطق الجبلية، للحصول على نوعية رمال بعينها ليستخدمها فى لوحاته، ويقول: «بجيب الحجر الرملى من الجبال وبيكون قوامه متقارب، وبطحنه وبغربله، وسبحان الله، جميع الألوان موجودة فى الجبال ماعدا الأزرق، عشان كده عمرى ما لجأت للألوان الصناعية، كله طبيعى».
وأضاف: «بستخدم كمان فى لوحاتى خشب الدوم، وأضع عليه الغراء الأبيض، وأرمى عليه الرمل، وأسيبه ينشف، ومهم جدًا الأرضية تكون مظبوطة، وبعدين بشكل عليها الرسومات».
شارك وهبة فى العديد من المعارض داخل القاهرة وخارجها، ويشارك فى معرض «تراثنا»، الذى يضم أكثر من 500 عارض من جميع محافظات الجمهورية.
تفرد وهبة فى موهبته التى قضى عمره فيها، جعله يتمنى أن يستكمل مهمته فى ترسيخ عادات وتقاليد محافظات أخرى، لكن كبر سنه يمنعه من ذلك.