إثر الضربات الموجعة التى وجهتها مصر لإسرائيل فى حرب الاستنزاف اقترحت أمريكا تسوية سلمية (مبادرة روجرز)، وقبلتها مصر لكسب الوقت لتجهيز الجيش واستكمال حائط الصواريخ، وفى 28 سبتمبر 1970 توفى الرئيس عبدالناصر وجاء السادات رئيساً، ورفضت إسرائيل التسوية السلمية، وكأنما كانت فى حاجة لضربة قاصمة مباغتة تشفى وساوسها من هلاوس الغرور، فكانت هذه الحرب الخالدة، ومن قبلها صفعات الاستنزاف القاصمة، هى الوحيدة التى وضعت إسرائيل فى حجمها الطبيعى، وهى الحرب التى شنتها مصر على قوات الكيان الصهيونى وليس على المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ كشأن إسرائيل، وكانت هذه الضربة القاصمة ومعركة استرداد الكرامة «زى النهارده» فى 6 أكتوبر 1973، حيث هاجمت القوات السورية قواعد القوات الإسرائيلية فى الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول القناة وفى عمق سيناء، وتم اختراق خط بارليف فى ست ساعات، وقامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ ضربة جوية أولى ب222 طائرة مقاتلة عبرت القناة فى الثانية ظهرا، واستهدفت محطات التشويش والرادار وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومخازن الذخيرة، وحققت الضربة نجاحا بنسبة 95%، كما نجح سلاح المهندسين فى فتح ثغرات بخط بارليف باستخدام خراطيم المياه، وتوغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، ثم توقفت الأعمال الحربية فى 22 أكتوبر 1973 بقرار مجلس الأمن، وعمل وزير الخارجية الأمريكى كيسنجر كوسيط بين الجانبين، وكان من نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضى فى شبه جزيرة سيناء.