الشباب والقيادة

القيادة هى تحفيز الشباب وغيرهم للقيام بالعمل. فإذا وضعنا الخطة فى أيدى أناس لم يلتزموا بتنفيذها، فالسبب الأساسى هو أن القائد لم ينجح فى تحفيز الشباب لأداء الخطة. ترى.. ما هى الخصائص التى يجب أن تتوفر فى القائد؟
الخصائص المطلوبة فى القائد:
1- الشخصية القوية:
غير المهتزة، فالذبذبة فى التفكير، أو فى الحماس، ينعكس على من تقودهم، والشخصية أيضًا لابد أن تكون متميزة لكى يستطيع الناس أن يتبعوها بسبب تميزها.
2- الحياة الخاصة النشطة:
كثيرًا ما نتوه فى كثرة الأنشطة وننسى الحياة الخاصة للقائد، التى يدخل فيها إلى مخدعه، ويفتح كتابه، ويعيش فى عمق. وهذه الحياة الخاصة تؤثر على صفاء الذهن والعمق الداخلى.. وبدون هذه الحياة الخاصة يُستهلك القائد بسرعة، فنحن فى احتياج مستمر لحياة خاصة نشطة فيها الملء والنمو.
3- القائد لابد أن يكون قدوة:
إن تأثير القدوة أكثر بكثير من تأثير الكلام، فربما يكون الكلام مؤثرًا، ولكن التطبيق يتضح فى القدوة..، فإذا استطاع القائد نفسه تطبيقه، أعطى هذا الكلام إمكانية أن يكون كلامًا عمليًا قابلاً للتطبيق، وليس نظريًا. وقد رأينا ذلك فى السيد المسيح، حينما أراد أن يعلمنا شيئًا علمنا ما كان يسلك هو فيه فقال: «تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب..» (متى29:11)، وكان بالفعل وديعًا ومتواضع القلب.
4- الإيجابية:
القائد الناجح هو الذى يبحث عن إيجابيات الأشياء، ومهما كانت السلبيات أمامه، يحاول تحويلها إلى إيجابيات، ويتجلى هذا فى نظرته إلى النفوس، فيعرف أن فى أعماق كل نفس جوهرة وضعها الله، وعليه أن يبحث عنها ويظهرها.
5- التعلم:
إن القابلية للتعلم لا تنتهى.. والإنسان الذى يشعر بالاكتفاء فى قراءته أو إمكانية تعلمه، قد وضع رجله على بداية النهاية.
ومقدرة التعلم غير مرتبطة بالشخص الذى يعلمك، بل يمكنك أن تستقى علمك من أى إنسان مهما كان أصغر أو أكبر، متخصصاً أم عادياً.. فكل إنسان له شخصية منفردة ومختلفة، ويمكن أن يعطى شيئًا. والسيد المسيح نفسه أعطانا مثالاً حين قال: «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ» (مت3:18)، فوضع الطفولة أمامنا لنتعلم منها، لأن فى الأطفال صفات كثيرة مثل: البساطة، والبشاشة، والقابلية للتعلم.
6- قادر على نقل التأثير:
أى على نقل العطايا الروحية، التى أعطاها له الله، وهو بطبعه ملح للأرض، ويجب عليه أن يؤثر لا أن يتأثر، أى يعطى مما أعطاه الله، ويستثمر الوزنة التى أخذها لخير الآخرين. والتأثير لا يعنى طبع نسخ من القائد، بل إعطاء صفاته الجيدة لمن حوله، وترك الحرية لكل فرد فى اختيار الصفة التى تهمه أو تشبعه، لينمو فيها.
7- فن تطوير الناس:
القائد الناجح حريص أن يسير قدمًا نحو تطوير النفس وتنميتها. فهو يكتشف صفات النفس أو مواهبها- ومهما كانت صغيرة- ويصقلها وينميها ويطورها.
ويساعده على ذلك أسلوبه فى الحوار.. فالتشجيع يدفع النفوس دائمًا إلى الأمام، ويحفزها على التطوير، أما النقد الهدام فهو يدمر الشخصية، ويلغى الثقة بالنفس.
8- علاقات دافئة:
من المهم أن يكون للقائد علاقات قوية ومشبعة مع الآخرين، فهو لا يعاملهم كقائد بل كأخ، يهتم بنفوسهم وأرواحهم، ويتابع مشكلاتهم، وله معهم علاقات محبة دافئة. فالقائد الناجح هو الذى يستطيع أن يحطم الحواجز، ويزيل الفوارق، بينه وبين من يتعامل معهم.
كيف يمكن أن نحفز الناس؟
1- أهمية المسؤولية التى سيقوم بها:
من المهم أن يشعر كل فرد بأن ما يفعله شىء له قيمة، وذو أهمية، وأن هناك احتياجًا شديدًا له، وأنه سيقوم وحده بهذا العمل.. لذلك على القائد توضيح هذه الأفكار للمسؤولين، فيولد فى داخلهم شعورًا عميقًا بالأهمية، فيتحركون من أنفسهم ولا يحتاجون إلى من يدفعهم.
2- غذِّ المسؤولية ونمِّها:
- فأحيانًا كثيرة تشعر بأن الآخرين مجرد دمى نحركها لتحقيق رغباتنا، أو تنفيذ خطة معينة.. فنحن نعطى المسؤولية للآخرين، ولكننا نلاحقهم بالمتابعة فى كل لحظة مما يشعرهم بعدم الثقة..
- ونتدخل أحيانًا لنلغى آراءهم، مما يعطى الصورة شكل الديمقراطية، ولكن العمق يعبر عن ديكتاتورية.
- فالخطر الحقيقى هو أنك تعطى المسؤولية لآخرين، بينما القرارات مازلت محتفظًا بها لنفسك.
3- شجع واعترف بالإنجاز:
التشجيع دينامو خطير، يدفع من حولك للعمل بكل طاقاتهم، أشعره دائمًا بأنه قدم شيئًا له قيمة، مهما كان الإنجاز صغيراً.. تحدث دائمًا عن الإنجاز، ولا تتكلم كثيرًا عن التقصير.
4- وضح له: كيف؟
حينما تعطى مسؤولية لأحد، وضح كيف يمكن أن ينجزها.. ولا تتردد فى أن تعطيهم مسؤوليات.. فالهدف هو إنجاز الشىء بنجاح، وليس وضع المسؤولين فى امتحان.
5- ألغِ الحواجز:
لا تشعره بأنك تنظر إليه من فوق وتراقبه.. بل أشعره بأنك بجانبه لتسنده، فحينما يتعثر، يأتى إليك فترشده.
6- الإيمان:
إن الله قادر أن يقود الضعفاء والجهال، فاطلب المعونة منه تعالى.. والرب معك.
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية