شاهد «عزل ترامب»: أجبر 3 دبلوماسيين على التعاون ضد بايدن

فى شهادة علنية حاسمة شهدتها جِلسة لجنة التحقيقات الاستخباراتية فى الكونجرس الأمريكى، بشأن قضية تحقيقات أوكرانيا التى تمهد لعزل دونالد ترامب، قال السفير الأمريكى بالاتحاد الأوروبى جوردون سوندلاند أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أجبر الدبلوماسيين ال3 الذين يتعاملون مع أوكرانيا بشكل مباشر - وهو واحد منهم، بالإضافة إلى وزير الطاقة، ريك بيرى، ومبعوث واشنطن الخاص إلى أوكرانيا آنذاك، كيرت فولكر- على العمل مع محاميه رودى جوليانى، مضيفاً: «نفذنا الأوامر التى صدرت لنا.. أدركنا جميعًا أننا إذا رفضنا العمل مع جوليانى، فسنفقد فرصة مهمة لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، لذلك اتبعنا أوامر الرئيس.
ووجّه «سوندلاند»، أصابع الاتهام للرئيس الأمريكى، الذى كان حليفًا له، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومى السابق، جون بولتون، وقال بوضوح إنه أدرك وجود «مقايضة بين تعليق مساعدات بقيمة 391 مليون دولار وإعلان (كييف) فتح تحقيقات بشأن منافس ترامب الديمقراطى، جو بايدن».
وأضاف «سوندلاند»، فى الجِلسة العلنية المتلفزة التى رصدها وتابعها الجميع، أمس الأول- نظرًا لخصوصية الشاهد الذى يعد حليفًا لترامب وله علاقة مباشرة معه- أنه يعتقد أن سيد البيت الأبيض كان يضغط على أوكرانيا للتحقيق بشأن منافسه السياسى جو بايدن، مستدركًا فى إفادته أمام لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب: «لقد نفذنا أوامر الرئيس».
وأشار «سوندلاند» إلى أن التعليمات جاءت من المحامى الشخصى للرئيس الأمريكى، رودى جوليانى، كما أن وزير الخارجية كان على علم بذلك وأيد تمامًا تلك الجهود، منوهًا بأن جهود «جوليانى» لحث الرئيس الأوكرانى للتحقيق مع «بايدن»، كانت مقايضة مقابل ترتيب زيارة ل«زيلينسكى» إلى البيت الأبيض، معتبرًا أن الجميع كان جزءًا من جهود «ترامب» لحمل أوكرانيا على إجراء تحقيقات قد تصب فى صالحه، بمن فيهم نائبه مايك بنس، ووزير الخارجية.
وأوضح «سوندلاند» أن طلبات «جولياني» من أوكرانيا كانت مقابل ترتيب زيارة للرئيس الأوكرانى، زيلينسكى إلى البيت الأبيض، وأضاف أنه «لم يتلق إجابة واضحة أبدًا» عن سبب تعليق الولايات المتحدة المساعدات الأمنية لأوكرانيا التى تقاتل الانفصاليين المدعومين من روسيا فى شرق البلاد، لكنه يعتقد أن ذلك مرتبط بالتحقيقات التى طلبها «ترامب»، وتابع: «لقد عارضت بشدة أى تعليق للمساعدات، لأن الأوكرانيين بحاجة إلى هذه الأموال لمواجهة العدوان الروسى، فى ظل عدم وجود أى تفسير موثوق به لتعليق المساعدات، توصلت فى وقت لاحق إلى الاعتقاد بأن استئناف المساعدات الأمنية لن يحدث حتى يتم إصدار بيان علنى من أوكرانيا تلتزم فيه التحقيقات فى انتخابات 2016 وشركة بوريزما كما طلب جوليانى.. ولم أسمع قط من الرئيس بصورة مباشرة أن المعونات العسكرية سيتم الإفراج عنها فى مقابل التحقيق، غير أن جوليانى أراد من زيلينسكى أن يحقق فى نظرية المؤامرة التى تشير إلى أن أوكرانيا زرعت دليلًا على أجهزة كمبيوتر الحزب الديمقراطى الذى ينتمى إليه بايدن تُظهر أن روسيا تدخلت فى انتخابات الرئاسة».
وصرح الرئيس الأمريكى بأنه لم يطلب شيئًا من القيادة الأوكرانية، ووفقًا لموقع شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، رفض «ترامب» الإجابة عن أسئلة الصحفيين حول شهادة «سوندلاند»، كما أنكر علاقته ب«سوندلاند»، قائلًا: «أخبرت السفير أننى لا أريد شيئًا من الجانب الأوكرانى.. سوندلاند يبدو لطيفًا، لكنى لا أعرف هذا الرجل الذى يشهد فى جلسة الاستماع فى الكونجرس.. كما أن دعمه لحملتى الرئاسية جاء متأخرًا».
وتمكن مصور، كان فى البيت الأبيض، من التقاط صورة لملاحظات كتبها الرئيس الأمريكى بخط اليد - فى وقت كان يتحدث فيه إلى الصحفيين قبيل توجهه إلى «تكساس»، للرد على شهادة «سوندلاند» وجاء فيها: «لا أريد شيئًا.. لا أريد شيئًا.. لا أريد مقايضة، أخبر زيلينسكى أن يفعل الصواب، هذا آخر كلام من رئيس الولايات المتحدة». وفى معرض اتهامه ل«بومبيو ومايك بنس»، استشهد «سوندلاند» برسالة البريد الإلكترونى التى أرسلت فى 22 أغسطس لوزير الخارجية الأمريكى، بشأن جهوده لحمل «زيلينسكي» على الالتزام بإجراء التحقيق، مشيرًا إلى أن ذلك ربما يكون سبيلًا للخروج من المأزق بشأن المساعدات الأمنية والاجتماع بين الرئيس الأوكرانى و«ترامب»، وتحدث عن اجتماع حضره مع «بنس» قبل لقاء الأخير مع «زيلينسكي» يوم 1 سبتمبر، وقال إنه أبلغه آنذاك بأن لديه مخاوف من أن تأخير المساعدات قد يرتبط بمسألة التحقيقات، وتابع: «بنس استمع لتعليقات ترامب وأومأ برأسه لكنه لم يرد عليه».
وكشف «سوندلاند» أنه أرسل رسالة بالبريد الإلكترونى لمسؤولين، بينهم «بومبيو»، والقائم بأعمال كبير موظفى البيت الأبيض، ميك مولفانى، ووزير الطاقة، ريك بيرى، فى 19 يوليو، مفادها أن الرئيس الأوكرانى الجديد مستعد لطمأنة «ترامب» بأنه سيجرى تحقيقًا كاملًا وشفافًا وسيسلك كل الطرق.