أمر المستشار محمد القاضى، المحامى العام لنيابات شمال الجيزة، أمس، بإخلاء سبيل طبيب أسنان، وزوجته، بضمان محل إقامتهما، على ذمة اتهامهما بتعريض حياة طفليهما التوأم للخطر، إذ تركتهما الأم بحضانة فى منطقة بشتيل، بالاتفاق مع زوجها للتخلص منهما، لعدم قدرتهما على الإنفاق عليهما. وقررت النيابة برئاسة المستشار محمد هانى إيداع الطفلين «مازن ومحمد»، لدى الحضانة التى شهدت الواقعة، بناءً على طلب من «أمنية. ع»، مالكة الحضانة التى قالت: «عاوزه أعمل خير واتكفل برعاية الصغيرين»، كما طلبت النيابة إجراء تحليل «DNA» للطفلين للتأكد من نسبهما للمتهمين من عدمه. وتقدم المتهمان للنيابة بصورة رسمية «شهادة ميلاد» للطفلين، لإثبات نسبهما إليهما، ورغم ذلك لم تصرح لهما بتسلم المجنى عليهما. واعترف المتهم الأول «محمد. ص. ع» 35 سنة، بجريمته، خلال التحقيقات، قائلاً: «تزوجت منذ نحو 3 سنوات، وكنت أقيم بمنزل عائلتى فى كفرالشيخ، لكن أهلى رفضوا إقامتى معهم، لأنهم رافضين زواجى من (رشا)، لأنها تكبرنى ب6 سنوات، ولأن هناك فروقا طبقية بيننا». وتابع المتهم: «تركت بيت أهلى منذ عامين على الأقل.. وجئنا لمنطقة روض الفرج بالقاهرة، استأجرنا شقة للعيش بها، وأنفقت 200 ألف جنيه على زوجتى لإجراء عملية حقن مجهرى، للتمكن من الإنجاب، ورزقنا بالتوأم، ووجدت نفسى عاجزا عن الإنفاق عليهما، بعد بلوغهما نحو سنة ونصف، واتفقت مع زوجتى على التخلص منهما بأى وسيلة كانت، وعقب ذلك يحدث الطلاق بيننا». وبرر طبيب الأسنان جريمته: «الطفلان فقرونى وصرفت عليهما كل ما أملك، وعجزت عن استكمال تربيتهما». وقالت المتهمة الثانية «رشا. ف. ع» 41 سنة، فى اعترافاتها: «اخترت الحضانة التى شهدت الواقعة، لقربها من منزل شقيقى، وراقبت المكان أكثر من مرة، وعرفت أن هناك كاميرات مراقبة بالقرب من الحضانة، فارتديت نقابًا لإخفاء هويتى، وذهبت للعاملين بالحضانة، وقلتلهم عاوزه أسيب عندكم الطفلين مجرد استضافة ساعتين، لكنّنى لم أحضر للحضانة مرة أخرى، حتى تمكنت الشرطة من ضبطى وزوجى». وبمواجهتها بما ورد من تحريات أجهزة الأمن وتفريغ كاميرات المراقبة بشأن خط سيرها بعد التخلى عن المجنى عليهما، أضافت: «بعد خروجى من الحضانة، ركبت توك توك لتوصيلى لموقف سيارات البوهى، ومن هناك ركبت ميكروباص لروض الفرج، وأخبرت المتهم الأول بتفاصيل ما حدث». وأشارت المتهمة إلى أنها ربة منزل، وليس لديها عمل، ولم تكن تعرف كيف تنفق على الطفلين لو قررت الانفصال عن والديهما بالطلاق، وأهلها «ناس على قد حالهم». وأيد شهود العيان ومالكة الحضانة والعاملون بها ما جاء باعترافات المتهمة إذ قالوا: «هىّ تركت الصغيرين، وواضح أنها تعانى ظروفًا مادية وزوجها، ورأيناها ترصد مكان الحضانة أكثر من مرة، وحضرت بتوك توك». بداية الواقعة، كانت ببلاغ لمركز شرطة أوسيم، من مالكة حضانة، 38 سنة، بمنطقة بشتيل، بأنها حال تواجدها بالحضانة عملها حضرت سيده منتقبة وبصحبتها توأم، وقالت إنها تعمل ممرضة، وطلبت إيداع الطفلين بالحضانة لحين عودتها من عملها، إلا أنها لم تعد مره أخرى. على الفور تشكل فريق بحث وتم نشر صور الطفلين بدائرة المركز والدوائر المتاخمة، حتى توصل لمنطقة الساحل وأمكن التوصل إلى أن «رشا» 38 سنة، ربة منزل ذات الأوصاف الجسمانية للمتهمة، وزوجها «محمد» 30 سنة، طبيب أسنان، ولديهما طفلان ذكور توأم لم يتم مشاهدتهما مؤخرا من أسبوع تزامنا مع تاريخ تلقى البلاغ، وأن الطفلين «مازن وعمر» مواليد 2018. عقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بسبب خلافات زوجية وأسرية بسبب رفض أهل الزوج تلك الزيجة بسبب فارق السن والمستوى الاجتماعى، وعدم قدرتهما على مراعاتهما، فاتفقا على التخلى عنهما، وحددت الزوجة الحضانة محل الواقعة أثناء ترددها على المنطقة لزيارة شقيقتها واستخدمت النقاب لإخفاء هويتها.