انطلقت، أمس، بالعاصمة السودانية الخرطوم، اجتماعات وزراء المياه فى مصر والسودان وإثيوبيا، فى جولتها الثالثة، بمشاركة ممثلى وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى، لاستكمال المباحثات بخصوص التوافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، والتى تستمر حتى اليوم. وقالت مصادر حكومية رفيعة المستوى إنه أعقب الجلسة الافتتاحية عقد اجتماع مُوسَّع، تم خلاله تناول الأطراف وجهات نظرهم بشأن الخطوات اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل 15 يناير المقبل لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث للوصول إلى توافق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد. وأضافت المصادر أن الخلافات مازالت حول آلية التوافق حول عدد سنوات ملء بحيرة السد، وقواعد الملء، وتشغيل السد خلال فترات الجفاف الممتد، رغم وجود محاولات للاتفاق مع إثيوبيا لزيادة فترة الملء لتص ل إلى 7 سنوات حدًا أدنى بدلًا من 3 سنوات لتقليل الأضرار على مصر خلال فترة الملء لسد النهضة. وأوضحت أن هناك محاولات للتوافق حول كيفية تشغيل السد وفق منظومة هيدروليكية موحدة لمياه النيل الأزرق، بالتنسيق مع تشغيل السدود المائية على امتداد النيل الأزرق ونهر النيل الرئيسى شمال الخرطوم، وصولًا إلى السد العالى فى مصر، مرورًا بسدود مروى شمال السودان على النيل الرئيسى- 500 كيلومتر جنوب الحدود المصرية السودانية- وسدى سنار والروصيروص على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية الإثيوبية، مشيرة إلى أن آلية تشغيل هذه السدود تتطلب الاتفاق على تصريف كمية مياه من سد النهضة الإثيوبى لا تقل عن 40 مليار متر مكعب سنويًا حدًا أدنى، وألّا ينخفض منسوب المياه أمام السد العالى عن 165 مترًا، وفقًا للشواغل المصرية، وأن تراعى إثيوبيا سنوات الفيضان المنخفض والجفاف الممتد. وشدد الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، على أهمية الوقت فى مفاوضات سد النهضة، معربًا عن أمله فى حدوث تقدم فى المفاوضات. وقال «عبدالعاطى»- فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات سد النهضة، التى انطلقت أمس فى الخرطوم، بمشاركة وزير الرى السودانى، ياسر عباس، والوزير الإثيوبى، سيلشى بيكيلى، وممثلى وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى- إن الوقت ثمين، وأعتقد أننا يجب أن نواصل مباشرة مناقشاتنا الفنية، وآمل أن نحقق تقدمًا. وأضاف: «نحن بالفعل فى منتصف الطريق لعملية التفاوض، التى بدأت بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث، والذى عُقد فى واشنطن 6 نوفمبر الماضى»، لافتًا إلى عقد اجتماعين فى أديس أبابا والقاهرة، تم خلالهما تبادل وجهات النظر فى القواعد التى تحكم ملء وتشغيل السد، وتحديد العديد من نقاط الاختلاف، ومجالات التقارب. وعبّر عن أمله فى تحقيق انفراجة وتقدم فى مفاوضات سد النهضة، مشيرًا إلى أن مصر أبدت مرونة فى التفاوض، مردفًا: «نأمل أن نتوصل إلى اتفاق بشأن قواعد ملء بحيرة السد والإجراءات اللاحقة». وشدد على أولوية بحث موضوع التشغيل وسنوات الملء وفترات الجفاف والتصحر، منوهًا بأن مصر تفضل الوصول إلى اتفاق شامل فى كل قضايا سد النهضة، وأن تكون المرجعية اتفاق المبادئ 2015. وشدد وزير الرى السودانى على ضرورة استغلال موارد نهر النيل بين الدول الثلاث بشكل عادل دون إلحاق ضرر بأى طرف، موضحًا: «النيل هو مصدر حياة مصر، فمصر بحاجة إلى مياه النيل، وأيضًا السودان، ونؤكد حقوقنا فى مياه النيل». وقال وزير الرى الإثيوبى إن بلاده ستبدأ ملء السد فى يوليو المقبل، مؤكدًا التزام بلاده بالعمل المتكامل مع الأطراف للوصول إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث. وتأتى اجتماعات الخرطوم ضمن سلسلة من جولات المفاوضات الأربع، التى بدأت فى إثيوبيا خلال يومى 15 و16 نوفمبر الماضى، بينما عُقد الاجتماع الثانى بالقاهرة خلال الفترة بين 2 و3 ديسمبر الجارى، واجتماع يوم 9 ديسمبر الجارى فى واشنطن، بحضور وزراء الخارجية والمياه من الدول الثلاث، والتى تضمنت عقد لقاءات ثنائية بين وزير الخزانة الأمريكى مع وزراء الخارجية والرى فى كل من مصر والسودان وإثيوبيا.