قالت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن الكويت والسعودية وقعتا، أمس، اتفاقا ومذكرة تفاهم بشأن تقسيم المنطقة المحايدة بينهما، التى تحتوى على حقول نفطية أهمها حقلا الوفرة والخفجى، يجرى تشغيلها على نحو مشترك. وينهى الاتفاق نزاعا استمر أكثر من 5 سنوات بين البلدين ويؤدى إلى استئناف إنتاج النفط من حقول المنطقة المعروفة أيضا بالمنطقة المقسومة. وأشاد وزير النفط الكويتى، خالد الفاضل، بالاتفاق مع السعودية، وما سيعقبه من استئناف إنتاج النفط من المنطقة، وقال فى بيان: «أرفع أسمى آيات التهانى لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بمناسبة توقيع مذكرة التفاهم مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية وعودة الإنتاج فى المنطقة المقسومة». كانت السعودية والكويت أوقفتا الإنتاج من حقلى الوفرة والخفجى منذ أكثر من 5 أعوام ليتقلص معروض النفط العالمى نحو 500 ألف برميل بما يعادل 0.5% من الإنتاج النفطى العالمى. ويتوزع إنتاج المنطقة المقسومة، التى يرجع تاريخها إلى اتفاقيات لترسيم الحدود أُبرمت فى عشرينيات القرن الماضى، بالتساوى بين السعودية والكويت، وتغطى المنطقة المقسومة مساحة 5770 كيلومترا مربعا على الحدود بين البلدين، إلا أنه لم يشملها ترسيم الحدود بين البلدين فى 1922. كان وزير النفط الكويتى قال قبل يومين من توقيع الاتفاق: «نأمل أن تعود الأمور لطبيعتها فيما يخص المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية بنهاية 2019»، وأضاف: «لكن استئناف إنتاج النفط من المنطقة مسألة سياسية ينبغى مناقشتها على مستويات أرفع». وسيتم تعويض أى زيادة فى إنتاج النفط من المنطقة المقسومة بخفض إمدادات كل من السعودية والكويت من حقول أخرى نظرا لالتزام البلدين بأهدافهما بموجب اتفاق خفض إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» مع روسيا. وتدير حقل الخفجى شركة النفط الوطنية السعودية العملاقة «أرامكو»، مع الشركة الكويتية لنفط الخليج عن طريق شركة مشتركة. وتقرر إغلاقه فى أكتوبر 2014 لأسباب بيئية وتراوحت طاقته الإنتاجية قبل الإغلاق بين 280 و300 ألف برميل يوميا. أما حقل الوفرة، فتديره الشركة الكويتية لنفط الخليج التى تديرها الدولة وشركة «شيفرون» نيابة عن السعودية. والحقل مغلق منذ مايو 2015 بسبب مشكلات تتعلق بتشغيله، وكانت طاقته الإنتاجية تبلغ نحو 220 ألف برميل يوميا من الخام العربى الثقيل. واندلعت التوترات منذ العقد الماضى، حين ثار غضب الكويت جراء قرار سعودى بتمديد امتياز «شيفرون» فى حقل الوفرة حتى عام 2039، دون استشارة الكويت، وأغلقت السعودية حقل الخفجى فى 2014 بسبب مشكلات بيئية، وفى 2015 أغلقت شيفرون حقل الوفرة بعدما فشلت فى الاتفاق على حقوق التشغيل مع الكويت.