اغتيال ناشط جديد فى مظاهرات العراق

واصل آلاف العراقيين احتجاجاتهم، أمس، فى عدد من المحافظات، مرددين هتافات ضد إيران وأمريكا وإسرائيل، ومطالبين بإنهاء أى نفوذ أجنبى فى بلادهم، فيما استهدف مجهولون ناشطا عراقيا جديدا ب4 رصاصات من مسدس كاتم للصوت. يأتى هذا بينما سقطت 8 صواريخ على قاعدة «بلد» الجوية فى محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، والتى تضم جنوداً أمريكيين، ما أسفر عن إصابة 4 عسكريين عراقيين.
وتواصلت التظاهرات فى عدد من المدن العراقية، غير أن الاشتباكات احتدمت بشكل رئيسى فى بغداد وكربلاء وواسط بين قوات الأمن والمحتجين، إذ سقط 52 مصابًا بين صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية، فى كربلاء وواسط وحدهما، بحسب مفوضية حقوق الإنسان. وقالت المفوضية فى بيان إنها «وثقت سقوط 46 مصاباً قرب جامعة واسط، و6 مصابين فى ساحة زيد بمحافظة كربلاء، من المتظاهرين والقوات الأمنية بسبب التصادمات بين الجانبين».
واغتال مجهولون، أمس، الناشط العراقى حسن هادى مهلهل، بسوق الشيوخ فى محافظة ذى قار العراقية، ب4 رصاصات من مسدس كاتم للصوت، ليضاف إلى سجل الاغتيالات التى تستهدف الناشطين المشاركين فى الاحتجاجات. وكشفت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فى 23 ديسمبر، أن 29 جريمة اغتيال طالت ناشطين منذ مطلع أكتوبر الماضى.
فى الوقت نفسه، سقطت 8 صواريخ على قاعدة «بلد» الجوية فى محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، والتى تضم جنوداً أمريكيين، بحسب بيان للجيش العراقى، الذى أكد أن القصف أسفر عن إصابة 4 عسكريين عراقيين، وقالت خلية الإعلام الأمنى إن قصف قاعدة «بلد» تم ب8 صواريخ من طراز كاتيوشا.
وكانت غالبية القوات الأمريكية غادرت قاعدة «بلد» بعد التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضى العراقية، وأوضح مصدر عسكرى عراقى أنه لم يبق فى القاعدة أكثر من 15 جندياً أمريكياً وطائرة واحدة. فى المقابل، أشار مسؤولون أمنيون عراقيون إلى أن أكثر من 90% من المستشارين الأمريكيين وعناصر شركتى «لوكهيد مارتن» و«ساليبورت» المتخصصة بتشغيل طائرات «إف- 16» العراقية، انسحبوا من قاعدة «بلد» الجوية إلى معسكرى التاجى وأربيل.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، عن غضبه لتعرض القاعدة لقصف صاروخى، داعيا الحكومة العراقية لمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، وبحث بومبيو مع نظيره الفرنسى جان إيف لودريان الجهود التى تبذلها كل من واشنطن وباريس فى العراق، وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، أن الوزيرين ناقشا مواصلة التعاون بين البلدين فى مواجهة الأنشطة الخبيثة لإيران فى المنطقة.
وكشف السفير العراقى لدى طهران، سعد جواد قنديل، عن حجم التجارة بين بلاده وإيران، وأكد أن العراق ليس جزءا من منظومة العقوبات الأمريكية على طهران ولا يعترف بشرعيتها.