تسابق الصين والعديد من دول العالم الزمن، وتكثف من إجراءاتها الوقائية لاحتواء وباء فيروس كورونا الجديد، الذى أسفر عن وفاة 56 شخصا وإصابة 1975 وانتقل إلى 11 دولة أخرى. قال وزير لجنة الصحة الوطنية بالصين، ما شياوى، إن قدرة الفيروس على الانتقال تزداد قوة، وإن عدد حالات الإصابة بالعدوى قد يواصل الارتفاع، وأضاف أن معرفة السلطات بالفيروس الجديد محدودة، كما أن المخاطر الناجمة عن تحولاته غير معلومة. ظهر الفيروس فى البداية فى مدينة ووهان بإقليم هوبى وسط الصين أواخر العام الماضى، وانتقل إلى مدن صينية أخرى، من بينها بكين وشنغهاى، وتم تسجيل إصابات فى الولاياتالمتحدةوفرنساواليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وأستراليا وسنغافورة وتايلاند ونيبال وفيتنام وإقليم هونج كونج ومكاو وكندا. وذكرت محطة «سى.سى.تى.فى» المحلية الرسمية الصينية، أن إقليم هوبى، وسط الصين، أعلن 13 حالة وفاة و323 إصابة جديدة بسبب الفيروس، وأعلنت شنغهاى تسجيل أول حالة وفاة بالفيروس، وأعلن إقليم خنان الصينى أن شخصًا توفى بسبب الفيروس. كانت السلطات الصينية قد أغلقت مدينة ووهان التى يقطنها 11 مليون نسمة، وعلقت وسائل النقل العام بالمدينة بما فى ذلك القطارات والطائرات. وذكرت المحطة أن مدينة شانتو الساحلية بإقليم قوانجدونج لن تحظر دخول السيارات والسفن والأشخاص، لكنها ستعزز إجراءات الرقابة على انتشار المرض مثل التطهير والتعقيم.. وكان بيان حكومى قد أكد أنه تم حظر سيارات الأجرة والسفن للمدينة، أمس.. وتقع شانتو على بعد أكثر من 800 كيلومتر من مدينة ووهان. وفى إجراء جديد لحصار تفشى الفيروس، ذكرت محطة «سى.سى.تى.فى» الحكومية الصينية، أمس، أن ملاهى «ديزنى لاند» و«أوشن بارك» بهونج كونج تم إغلاقهما، أمس، وقالت إن العمل يسير كالمعتاد فى فنادق «ديزنى لاند». كانت الصين قد بدأت الجمعة الماضى عطلة السنة القمرية الجديدة التى تستمر 7 أيام، وهى فترة تزدحم فيها الملاهى.
وأكدت أستراليا، وهى مقصد شعبى للزائرين من الصين، أول 4 حالات إصابة بالفيروس فى مسافرين قادمين من الصين، وكلهم زاروا ووهان، وأعلنت كندا أن سلطات الصحة فى تورنتو تلقت إخطارًا بأول إصابة مؤكدة لمواطن عاد من ووهان، وأكدت ماليزيا إصابة 4 بالفيروس، وأعلنت فرنسا أول حالات إصابة فى أوروبا الجمعة الماضى، وأعلن مسؤولون بقطاع الصحة أن مقاطعة أورنج بولاية كاليفورنيا الأمريكية سجلت ثالث إصابة بفيروس كورونا، وسجلت اليابان رابع حالة إصابة بالفيروس لشخص وصل البلاد من مدينة ووهان، فى حين ألغت فرنسا احتفالات رأس السنة الصينية التى كانت مقررة فى ساحة الجمهورية بباريس بسبب مخاوف من تفشى الوباء. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستجلى موظفيها العاملين بقنصليتها بمدينة ووهان الصينية إلى الولاياتالمتحدة، وستوفر عددًا محدودًا من المقاعد للمواطنين الأمريكيين العاديين على متن طائرة لمغادرة بؤرة تفشى فيروس كورونا، وقالت الوزارة فى بيان، إنه سيكون بإمكان بعض الأمريكيين العاديين ركوب طائرة تغادر ووهان اليوم متجهة إلى سان فرانسيسكو، وطلبت من الراغبين فى ذلك الاتصال بالسفارة الأمريكية فى بكين وتقديم بياناتهم الشخصية. وأضاف البيان أن «السعة المتاحة محدودة للغاية، وإذا كانت لا توجد قدرة كافية على نقل جميع من يعبرون عن رغبتهم فى المغادرة، فسيتم إعطاء أولوية للأفراد المعرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بفيروس كورونا»، وقالت دول أخرى، بينها فرنساوأستراليا، إنها تدرس خيارات لإخراج مواطنيها من ووهان. وأصدرت بريطانيا تحذيرا من كل أشكال السفر إلى إقليم هوبى الصينى، وطلبت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية فى بيان على موقعها الإلكترونى من البريطانيين مغادرة إقليم هوبى. فى الوقت نفسه، ذكرت دراستان منفصلتان عن مخاطر الفيروس الجديد، أن أى شخص مصاب بفيروس كورونا ينقل هذا المرض إلى ما بين شخصين وثلاثة أشخاص فى المتوسط بمعدل العدوى الحالى، وقال العلماء الذين أجروا الدراستين إن استمرار تفشى المرض بهذه الوتيرة يعتمد على كفاءة إجراءات الحد منه، ولكن يجب أن توقف إجراءات السيطرة على المرض انتقال العدوى فى ما لا يقل عن 60% من الحالات حتى يمكن احتواء الوباء ووقف انتقال العدوى. وقال نيل فيرجسون، إخصائى الأمراض المعدية فى «إمبريال كوليدج» بلندن، والذى شارك فى رئاسة إحدى الدراستين: «ليس من الواضح فى الوقت الحالى ما إذا كان يمكن احتواء هذا التفشى داخل الصين»، ويشير فريق فيرجسون إلى أن 4 آلاف شخص فى ووهان أصيبوا بالفيروس بالفعل حتى 18 يناير الماضى، وأن كل مصاب ينقل العدوى إلى اثنين أو ثلاثة فى المتوسط. وقال العلماء: «إذا استمر انتشار الوباء بلا توقف فى ووهان، نتوقع أن يصبح أكبر بكثير بحلول 4 فبراير المقبل»، وقدروا أن يبلغ عدد المصابين فى ووهان إلى 190 ألف شخص بحلول 4 فبراير. وأوضحت رئيسة برنامج أبحاث الأمن البيولوجى فى معهد «كيربى» بجامعة «نيو ساوث ويلز» فى أستراليا، راينا ماكنتاير، إن اتساع نطاق العدوى فى الأيام الأخيرة أمر يثير قلقا كبيرا، وأضافت: «كلما امتدت الإصابة إلى مناطق أخرى من الصين، زاد خطر انتشارها عالميًا»، وأشارت إلى أن «ما نحتاجه هو نشر قدر أكبر من البيانات بشأن عوامل الخطر والعدوى وفترة الحضانة وعلم الأوبئة حتى نستطيع معرفة أكثر الإجراءات ملاءمة للحد من المرض».