انطلاق «تجمع الأخوة» الإعلامى بأبوظبى

انطلقت أمس بالعاصمة الإماراتية، أبوظبى، فعاليات «التجمع الإعلامى العربى من أجل الأخوة الإنسانية»، الذى يستمر إلى اليوم، وينظمه مجلس حكماء المسلمين ولجنة الأخوة الإنسانية، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتى، والدكتور سلطان الرميثى، الأمين العام للمجلس، والمستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة الأخوة الإنسانية.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتى، فى كلمته بافتتاح التجمع، أن العالم بحاجة ماسة للسير على خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، فى الحكمة وبُعد النظر اللذين كان يتمتع بهما، وهو ما تجسد فى «وثيقة أبوظبى للأخوة الإنسانية»، التى ستؤدى بالمجتمع العالمى إلى إطلاق ما يترتب على التسامح والأخوة الإنسانية من قدرة على مواجهة القضايا ذات الأهمية فى هذا العصر، وإلى إيجاد حلول ناجحة لها. وقال الوزير الإماراتى إن دعوة مجلس حكماء المسلمين للملتقى هى إعلان قوى بأن الأخوة الإنسانية وما يتصل بها من سلوك متسامح، وما يترتب عليها من نتائج ملموسة فى سبيل تقدم المجتمع، ورفعة الإنسان، وهى تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف، و«فى هذا التجمع الإعلامى العربى عليكم واجب ومسؤولية فى تعريف البشر فى كل مكان بما يقدمه الإسلام من نموذج متكامل للحياة السعيدة والمنتجة وللعلاقات المثمرة بين الجميع، عليكم واجب ومسؤولية فى أن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية جزءاً مهماً فى عمل وسائل الإعلام فى المنطقة، لتسهموا بذلك فى تنمية العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والمعتقدات». يشارك فى الفعاليات عدد من القيادات الإعلامية والصحفية، من بينهم: مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، والدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة «المصرى اليوم»، وعبداللطيف المناوى، العضو المنتدب، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، و200 إعلامى من جميع الدول العربية، بهدف ترسيخ مفهوم الأخوة الإنسانية ليكون واقعاً ممارساً وملموساً فى الحضارة الإنسانية، بجانب الاتفاق على إيجاد ميثاق.
من جانبه، قال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن استراتيجية اللجنة قائمة على مد يد التعاون إلى كل من يعملون بصدق وإخلاص من أجل إخوانهم من البشر، وتشجيع كل أصحاب المبادرات الإنسانية لتحقيق الإخاء الإنسانى، لافتاً إلى أن الإعلام يقع فى القَلْبِ من هذا المشروعِ الإنسانى الكبير، وشريك فى كلِّ تفاصيلِه، ويتحمَّل جُزءًا كبيرًا من المسؤولية.
وتطلع عبدالسلام إلى أن تتبنى الصحافة مفهوم المسؤولية الإنسانية لها، والموازنة بين الإنسانية والمهنية فى العمل الصحفى، مؤكدًا ثقته فى قدرة الإعلاميين العرب على صناعة تغيير على صعيد الإعلام العالمى. بدوره، قال الدكتور سلطان بن فيصل الرميثى، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن قيم الصحافة، كالاستقلالية والنزاهة والموضوعية، مهمة جدًا، إلا أنها يجب ألا تتحول لمبرر لانعدام الإنسانية، وهو ما يحدث عندما تصبح الموضوعية ورقة توت للصحفيين الذى لا يريدون التعامل بصدق مع إنسانيتهم، مؤكدًا ضرورة أن تقدم الإنسانية الصادقة على قواعد الكتابة وصناعة العناوين. وأوضح الرميثى أن أحد أبرز أهداف التجمع محاربة خطاب الكراهية والتمييز فى الإعلام العربى، وتغيير نمط التعاطى مع القضايا الإنسانية، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين يسعى جاهدًا للعمل على تطبيق القيم النبيلة الواردة فى وثيقة الأخوة الإنسانية بالعمل مع شرائح المجتمع كافة، ومن أهمها الإعلام. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الدكتور قيس العزاوى، إن الاحتفال بالذكرى الأولى للوثيقة يحمل دلالات إيجابية فى حياة الشعوب العربية، باعتبار الوثيقة خطوة مؤسسة لعالم أكثر انفتاحًا وتسامحًا، مؤكدًا اهتمام الجامعة الكبير بمد جسور التعاون بين الأديان والثقافات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وحرصها على مساندة المبادرات والمساهمات الفكرية. من جانبه، قال باولو روفينى، وزير إعلام الفاتيكان، إن التجمع الإعلامى العربى يمثل فرصة لتجديد الالتزام بالتطبيق الفعلى لبنود الأخوة الإنسانية الذى يمهد الطريق للسلام والطريقة الإنسانية التى نتواصل بها مع بعضنا البعض.
وأكد روفينى أن زيارة البابا فرانسيس لأبوظبى تمت متابعتها عبر البث المباشر باللغة الأصلية أو مترجماً إلى 6 لغات، نحو 163 ألف مرّة على يوتيوب، و400 ألف مرة على «فيسبوك»، وبلغ عدد المستخدمين الذين تابعوا الحدث بشكل مباشر باللغة الإنجليزية مليون شخص.
وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، إن هناك أملا كبيرا بأن تكون وثيقة الأخوة الإنسانية نقطة انطلاق جديدة لمستقبل خالٍ من الحروب والفتن، والمطلوب من العالم شرقاً وغرباً أن يتعقب كل صور الإرهاب ويمنع تمويل جماعاته ويجتثها من جذورها. وأضاف مكرم أن وثيقة الأخوة الإنسانية التى تم توقيعها العام الماضى بين الأزهر والفاتيكان قادرة على تجنيب الشعوب ويلات الحروب والأزمات الكبرى، مشيراً إلى أن هناك فارقًا بين لقاء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، فى أبوظبى، وبين الفكر التكفيرى لسيد قطب.