الصين تعزل مدينة جديدة مصابة ب«كورونا»

أكد الرئيس الصينى شى جين بينج لنظيره الأمريكى دونالد ترامب، أمس، أن الصين تبذل كل ما فى وسعها للسيطرة على فيروس كورونا المستجد، الذى أودى بحياة نحو 640 شخصًا، منهم طبيب حذر من تفشى الفيروس لكنه تعرض لترهيب من الشرطة.
وذكر التليفزيون الصينى أن شى قال لترامب، فى اتصال هاتفى، إن الصين تحرز نتائج على نحو تدريجى وعبر عن ثقته فى هزيمة المرض دون تبعات طويلة الأمد على التنمية الاقتصادية، وبدوره أعرب ترامب عن ثقته فى قدرة بكين على هزيمة الفيروس.
وأعلن شى، فى وقت سابق، «حرب الشعب» على الفيروس، بقوله إن بلاده ردت بكل قوتها و«بأشد إجراءات المكافحة والسيطرة».
وبادرت الصين إلى عزل مدينة جديدة، هى مدينة تيانجين، شمالى البلاد، وأبلغت جميع السكان هناك بأنه تقرر إغلاق المدينة بهدف الوقاية والسيطرة على تفشى الفيروس، ودعت سلطات المدينة السكان لإغلاق المداخل غير الضرورية إليها، وارتداء الكمامات الواقية، وإجراء فحص طبى، ووجهت بضرورة تعليق أعمال البناء بما فيها الديكور والتجديد، وإغلاق جميع أماكن التجمعات العامة، مثل الملاعب ودور السينما.
وقال باحثون صشينيون إن آكل النمل الحرشفى، وهو حيوان من الثدييات يجرى الاتجار به بطريقة غير مشروعة بسبب حراشيفه ولحمه، يعد عائلاً وسيطاً محتملاً للفيروس.
وقالت جامعة جنوب الصين الزراعية، التى قادت البحث، فى بيان بموقعها على الإنترنت: «هذا الاكتشاف الأخير سيكون ذا أهمية كبيرة للوقاية والسيطرة على منشأ (الفيروس)».
وسادت حالة من الحزن والغضب مواقع التواصل الاجتماعى بعد وفاة طبيب العيون الصينى، لى ون ليانج، 34 عامًا، صباح أمس، الذى كان واحدًا من 8 أشخاص تعرضوا لترهيب من الشرطة فى مدينة ووهان، بؤرة تفشى الفيروس، الشهر الماضى، بعد اتهامهم بنشر معلومات «كاذبة وغير قانونية» بشأن فيروس شبيه بالأنفلونزا، وتوفى الطبيب لى ون ليانج، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، وأعلنت الصين بدء تحقيق فى ظروف الوفاة.
وكان ليانج حذر، فى تعليقات له على مواقع التواصل الاجتماعى، من فيروس كورونا الجديد، الشبيه بفيروس متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد «سارس»، الذى نشأ فى الصين وأودى بحياة نحو 800 شخص فى أنحاء العالم، عامى 2002 و2003، ما أثار غضب الشرطة، إذ كانت اتهامات وجهت لبكين بمحاولة التغطية على تفشى فيروس سارس.
وأُجبر ليانج على توقيع خطاب فى 3 يناير الماضى قال فيه إنه ألحق «أضراراً كبيرة بالنظام العام»، كما جرى تهديده بتوجيه اتهامات له.
وقالت لجنة الصحة الوطنية إن عدد وفيات الفيروس فى بر الصين الرئيسى ارتفع إلى 636 شخصا، أمس، حيث توفيت 73 حالة جديدة، إضافة إلى 3143 إصابة جديدة مؤكدة، مما يرفع عدد الإصابات الإجمالى إلى 31161 شخصا.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبرييسوس، إنه لم يُعرف سوى القليل عن فيروس «كورونا» الجديد، عدا حقيقة أنه أكثر خطورة على كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة. وأضاف أنه على الرغم من تحديد تسلسل الحمض النووى الخاص بالفيروس، فإنه لا يوجد لقاح بعد لمنع انتقال العدوى، ولا يوجد دواء للمرض، الذى يسببه الفيروس.
وأوضح أن المختصين والخبراء لم يتوصلوا إلى إجابات على العديد من الأسئلة، مثل قابلية الفيروس على التنقل أو حدّته، و«نحن نحارب شبحاً ونحتاج إلى إخراج هذا الفيروس إلى النور حتى نتمكن من مهاجمته بشكل صحيح».
بدوره، قال مدير الطوارئ فى المنظمة، مايكل راين، إن «التراجع الطفيف فى عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد مرحب به، ولكنه لا يمثل حدثاً يستدعى الاحتفال به».
وانتشر الفيروس فى أنحاء العالم، ليزيد على 320 حالة إصابة فى 27 دولة ومنطقة خارج الصين.
وارتفع عدد الحالات المصابة فى سفينة سياحية قيد الحجر الصحى قبالة ساحل اليابان إلى 61، بعد اكتشاف 41 حالة جديدة بين 3700 شخص على متنها. وفى هونج كونج، ظلت سفينة سياحية على متنها 3600 شخص قيد الحجر الصحى لثالث يوم، بعدما تبين إصابة 3 عليها بالفيروس.
وأكدت بريطانيا اكتشاف ثالث إصابة بالفيروس بعدما زار المصاب بلدا آسيويا آخر غير الصين. ولم تذكر الحكومة هذا البلد لكنها أصدرت قائمة بالأماكن التى يتعين على القادمين منها وظهرت عليهم أعراض، عزل أنفسهم، وتشمل هونج كونج واليابان ومكاو وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند، إضافة إلى الصين.
وسجلت سنغافورة 3 إصابات جديدة، فيما أكدت إيطاليا إصابة إيطالى بفيروس كورونا الجديد، فى ثالث إصابة مؤكدة فى البلاد، بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة اثنين من السائحين الصينيين الأسبوع الماضى.
والإيطالى، الذى تأكدت إصابته، واحد من 56 مواطنا إيطاليا أعيدوا هذا الأسبوع من مدينة ووهان الصينية فى إقليم هوبى، مركز الفيروس، وتم احتجازهم فى الحجر الصحى لمدة 14 يومًا فى قاعدة عسكرية بجنوب روما.
فى ألمانيا، ذكرت مجلة «دير شبيجل»، أمس، أن الحكومة تسعى لإجلاء نحو 20 ألمانيًا باقيًا من منطقة ووهان، بعد إجلاء أكثر من 100 ألمانى وأفراد أسرهم، نهاية الأسبوع الماضى.