قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل بدأت رسم خرائط بأراضى الضفة الغربيةالمحتلة التى سيجرى ضمها وفقًا ل«صفقة القرن»، التى اقترحها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بينما جددت واشنطن تحذيرها عبر سفيرها فى إسرائيل، ديفيد فريدمان، من سرعة ضم المستوطنات ومنطقة غور الأردن إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها، 2 مارس المقبل، وبعد تشكيل حكومة جديدة فى إسرائيل. وأوضح نتنياهو، خلال تجمع انتخابى بمستوطنة معاليه أدوميم، مساء أمس الأول: «نحن بالفعل فى ذروة عملية رسم خرائط المنطقة التى ستصبح، وفقًا لخطة ترامب، جزءًا من إسرائيل، لن يستغرق الأمر طويلًا». وأوضح أن المنطقة ستشمل كل المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن، وهى منطقة أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكرى بعد حرب 1967، لكن الفلسطينيين يطالبون بها كجزء من دولتهم المرتقبة. وقال نتنياهو لمجلس وزرائه، أمس، إن «الاعتراف الأمريكى بضم إسرائيل المستوطنات وغور الأردن هو أهم شىء ولا نريد أن نجازف بذلك». وأضاف: «سواء امتثل الفلسطينيون أو لم يمتثلوا للخطة، فإن إسرائيل ستتلقى الدعم الأمريكى لتطبيق القانون الإسرائيلى فى غور الأردن والبحر الميت وجميع مستوطنات الضفة دون استثناء، وسيتم دفع هذه العملية للحكومة عندما تكتمل»، وقال: «بدون الضفة الغربية كان وجودنا فى خطر»، وهدد نتنياهو بشن حملة عسكرية واسعة فى غزة، مع استمرار التوتر الأمنى وإطلاق القذائف الصاروخية والبالونات المتفجرة. وفى المقبل، قال فريدمان، أمس، إن اتخاذ اسرائيل خطوات أحادية لضم أراض بالضفة الغربية سيخاطر بخسارتها دعم الولاياتالمتحدة لتلك الخطط، وكتب على «تويتر»: «على إسرائيل أن تستكمل عملية رسم الخرائط فى إطار لجنة إسرائيلية- أمريكية مشتركة، أى إجراء أحادى قبل استكمال العملية من خلال اللجنة سيهدد الخطة والاعتراف الأمريكى». وقال نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى: «الخريطة الوحيدة التى يمكن القبول بها هى خريطة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 والقدسالشرقية عاصمة لها»،. ووصفت «حماس» التحركات الإسرائيلية بأنها امتداد للعدوان الأمريكى -الإسرائيلى المزدوج على حقوق الفلسطينيين، وأكد الناطق باسم «حماس»، فوزى برهوم، فى بيان أن واشنطن وتل أبيب تتحملان نتائج وتداعيات استمرار «هذا العدوان»، وقال: «شعبنا الفلسطينى بمقاومته الباسلة لن يتردد لحظة فى خوض كل المعارك وبكل السبل والأدوات لحماية حقوقه التاريخية والدفاع عنها مهما كانت التضحيات»، وطالب بتكثيف الفعل الشعبى والمقاوم وبكل وسائله وأشكاله فى خوض المعركة المقدسة. وشارك آلاف المغاربة، فى العاصمة الرباط، أمس، فى احتجاجات ضد «صفقة القرن»، مطالبين بإسقاطها. ويشكل المستوطنون جزءًا مهمًا من قاعدة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية الانتخابية، وفى مقدمتها حزب «الليكود»، ويعتبر المجتمع الدولى أن المستوطنات المقامة على أراض محتلة مخالفة للقانون الدولى ولقرارات الشرعية الدولية، وتجعل من قيام الدولة الفلسطينية المستقبلية غير قابلة للاستمرار. ونصت «صفقة القرن» على «حل الدولتين»، ووضعت شروطا صارمة رفضها الفلسطينيون، وتعطى الصفقة إسرائيل كثيرا مما كانت تسعى إليه، بما يشمل اعتراف واشنطن بالمستوطنات، والسيادة الإسرائيلية على غور الأردن، وستكون الدولة الفلسطينية المرتقبة منزوعة السلاح وعاصمتها بمناطق محدودة فى القدسالشرقية، وستخضع لسيطرة إسرائيلية على أمنها. وعلى صعيد متصل، حُذفت فقرة من نصّ مشروع قرار فلسطينى من المقرّر التصويت عليه فى مجلس الأمن، غدًا، يدين «صفقة القرن»، ويعتبرها تنتهك القانون الدولى والمعايير المرجعية لتحقيق السلام، كما حذفت فقرة تشير إلى الولاياتالمتحدة، لكن النسخة المعدلة تتضمن إدانة الاستيطان فى الأراضى المحتلةوالقدسالشرقية، وتؤكد ضرورة الحفاظ على حدود 4 يونيو 1967، وأضيفت فقرة تتضمّن «إدانة أعمال العنف ضد المدنيين بما فيها الإرهاب، والأعمال الاستفزازية، والتحريض على العنف والتدمير»، وحذفت من النص المعدل الدعوة لعقد مؤتمر دولى حول الشرق الأوسط فى أقرب وقت، وينتظر أن يطرح الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، غدًا، مشروع القرار للتصويت، ويتوقع أن تواجهه واشنطن بحق النقض «الفيتو».