عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اجتماعًا الأربعاء، في كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وأشار قداسته خلال عظته والتي القاها مساء أمس الأربعاء، إلى حلول صوم أهل نينوى الأسبوع المقبل ،والذي يعطينا لمحة عن الصوم الكبير في طقسه والصوم الانقطاعي فيه، موضحا بأن اجتماع الأسبوع القادم ملغى للتركيز في قداسات الصوم وقداس فصح أهل نينوى في اليوم التالي. وذكر البابا بأن نينوى المدينة العظيمة التي أرسل الله يونان إليها، مشيرا إلى أن أخر عاصمة لأمبراطورية أشور، وهى تقع على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة في العراق -شمالا- وخربت عام 612ق.م، (7 قرون ق. م) ،وهي المدينة التي أسسها نمرود ونقرأ عنه في سفر التكوين أصحاح 10. وقال البابا في عظته «يونان النبي كان معاصرًا لثلاث أنبياء عاموس وهوشع وميخا، قصة نينوى قصة غريبة ومثيرة والسفر لا يسجل أقوال نبوة ولكن السفر يحكي مشهد من مشاهد حياة يونان النبي»مضيفا، «يونان النبي عاش عمر طويل تعدى الثمانين ولكن يونان في حياته كلها كانت هذه الواقعة وسجلها، ويونان هو النبي الوحيد الذي استخدمه السيد المسيح وشبه بنفسه من بين كل أنبياء العهد القديم، استخدم تشبيه يونان الذي ظل في بطن الحوت ثلاث أيام وثلاث ليالي كرمز ابن الإنسان، القصة معروفة ولكن أريد أن أتكلم عن النعمة وصور النعمة في سفر يونان. وتابع البابا «جميعنا نعرف القصة ونقرأها كل يوم في صوم يونان وهذا الصوم يمهدنا للصوم الكبير، وهي تمثل خمسة صور للنعمة الله يصنعها معنا وقد لا نشعر بها وهي نعمة التكليف، والتأديب، والتخليص، والتتويب، والتعليم» . وواصل البابا «النعمة لها صور عديدة وسفر يونان مليء بصور النعمة، نعمة التكليف يكلفه ونعمة التأديب يأدبه لينتبه ونعمة الخلاص ينقذه ويخلصه ونعمة التوبة يتوب ويتوب غيره وأخيرًا نعمة التعليم من كل مشاهد السفر . ووجه البابا رسالة لشعب الكنيسة بالاستعداد للصوم الكبير بصوم يونان، قائلا «حاول تقابل أب أعترافك وتجلس في جلسة روحية وتضع نظام وخريطة للصوم لتفرح بأيام الصيام، ويعطينا الله توبة ونقاوة، لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين» .