«المصرى اليوم» في جولة بوحدة قرية شها للتدريب المهنى في الدقهلية

بعدما اعتبرت وزارة القوى العاملة أن 2019 عام التدريب، خاصة في ظل تطوير وتجديد 4 وحدات، بدأ التدريب بها في قرى ومحافظات سوهاج والفيوم والوادى الجديد والدقهلية، ثم تجديد وتطوير 4 أخرى، نهاية نوفمبر الماضى، بدأت تطوير وتجديد المتبقى لتجوب باقى قرى ونجوع محافظات الجمهورية وتصل للشباب في محال إقاماتهم للتدريب على مهن التفصيل والخياطة والسباكة الصحية والتركيبات الكهربائية لتساعد بعضهم في مقتبل حياتهم.
وكانت الوحدات قد أصابها الإهمال منذ 27 سنة حتى ترهلت، قبل أن يتم تطويرها وتحديثها من خلال الموارد الذاتية للوزارة، وبتمويل من صندوق التدريب والتأهيل وعدم تحميل موازنة الدولة أي أعباء.
وانتقلت «المصرى اليوم» إلى أحد مواقع العمل بقرية شها في الدقهلية، لتلتقى المتدربين والمدربين، مستطلعة آراءهم فيما تقدمه الدولة للشباب.
أحمد القللى، مدير مديرية القوى العاملة بالدقهلية، قال إن هناك 13 وحدة قرر الوزير تطويرها، في ورشة الوزارة بأيدى أبنائها من الفنيين، وكانت وحدات متهالكة ومركونة وتعمل آلاتها بنظام قديم، وبدأنا بالتطوير وإعادة التأهيل بالجهود الذاتية.
ويضيف أنه تم إعداد 13 سيارة في 4 محافظات، على أن يتم التعميم تباعا، مؤكدا وجود وحدات متنقلة يمكن نقلها للقرى المختلفة فيستفيد منها أكثر من قرية من النجوع البعيدة، والتى يصعب على الشباب فيها الوصول إلى مراكز التدريب الثابتة، وتأتى تنفيذا لمبادرة «حياة كريمة» لدعم الأسر الأكثر احتياجا، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وتابع أنه يتم تدريب 15 سيدة على مهنة الخياطة والتفصيل لمدة شهر، وتدريب 15 متدرباً على مهنة السباكة لمدة أسبوعين، وكل وحدة تقوم بعقد ثلاث دورات تدريبية في كل قرية ستتواجد بها لمدة ثلاثة أشهر، بمعدل دورة كل شهر، ومن ثم تنطلق لقرية أخرى لتغطية قرى المحافظة.
ولفت إلى أن السيدات يتعلمن التريكو بجانب التفصيل والحياكة، وقريبا سيكون هناك دورات تدريبية للمهن المطلوبة حالياً، وهى صيانة المحمول والدش.
وطالب القللى بتعميم التجربة والمشاركة المجتمعية من رجال الأعمال والمسؤولين فيها، قائلا: إن أول مشاكلنا الدعم المالى، والوزير يضغط على قدر ما يستطيع لزيادة الميزانية، بالتعاون مع مجلس الوزراء، وهناك بروتوكول قريباً لتدريب طلبة جامعة المنصورة والأزهر.
وأكد أحمد معروف، وكيل مديرية القوى العاملة بالدقهلية، أنه في نهاية كل دورة تدريبية يتم تكريم المتفوقين الثلاثة الأوائل بمنح الإناث ماكينة خياطة، والذكور حقيبة معدات سباكة وأدوات صحية، وكهرباء، لفتح مشروع صغير يدر عليهم دخلًا.
وتضم كل دورة 15 متدربا ومتدربة، معظمهم من حملة المؤهلات العليا، وفوق المتوسطة، والمتوسطة، ويتم اختيار المتدربين والمتدربات الأكثر احتياجا من خلال قاعدة بيانات لراغبى التدريب بالمحافظة، وبلغ عدد أول دفعة 180 متدربا ومتدربة على المهن الثلاث.
وفى الوحدة المتنقلة، والتى تقوم بالتدريب على الحياكة للسيدات ويبدأ عملها من التاسعة صباحاً للواحدة ظهراً، قالت إيمان السيد، دبلوم صنايع قسم ملابس: بعد زواجى وإنجابى ثلاث بنات بعدت عن المجال، ولكن وحدة التدريب المتنقلة كانت مفاجأة سارة لنا، حيث تواجدها بالقرب من البيت وتوافر المدرب والمعدات والخامات، مضيفة: أتمنى أن أحصل على قرض بدون فوائد وأفتتح أتيليه للتفصيل.
وترى زينب، ليسانس حقوق، أن المشروع مفيد جداً، وأن «تعلم الحياكة يفيدنى في بيتى، وأشعر بأن الدولة عملت إنجاز فكروا بيه في سيدات البيوت، ولكن فترة تدريب شهر قليلة، و3 شهور في المنطقة الواحدة قليل».
وأعلنت صفاء المتولى، إحدى مدربات المشروع، أنه يوفر المكان والخامات والمعدات للمتدربة، وكل 15 سيدة التحقوا به وأردن عمل مشروع «أعطيناهن قرضا، وقمن بشراء مكن وفتحن مشروعات خاصة بهن».
وأشادت داليا صابر، دبلوم تجارة، بما تعلمته قائلة: «الحياكة حلم حياتى، والحمد لله حققت الحلم وأستطيع أن أقوم بحياكة ملابس أولادى، كما يمكننى عمل مشروع يغير حياتى، وابنى كمان تعلم السباكة وهو في أولى حقوق».
وفى الواحدة ظهرا كانت وحدة التدريب تستقبل شباب المتدربين على مهن السباكة والأعمال الكهربائية، والتى تستمر حتى السادسة مساء، وتضم 12 شابا، 6 منهم تحت العشرين، و6 آخرين انتهوا من الدراسة ويعملون.
وطالب المدرب إبراهيم عبدالسلام بإطالة فترة التدريب، مطالبا الإعلام بعمل دعاية للمشروع، مضيفا: «من إيجابيات المشروع استثمار طاقة الشباب الصغير في هذه المشروعات وحسن استثمار لوقته وتعليمه مهارات مختلفة».
وأعرب مدرب السباكة حسن صالح عن سعادته بتوفير العربة والآلات، التي جاءت حتى مكان إقامة الشباب، وهى فكرة رائعة، ووجود أشخاص تجاوزوا الأربعين ضمن المتدربين دليل على نجاح الفكرة.
ورأى محمد إبراهيم عبدالسلام، ثانية ثانوى صنايع، قسم كهرباء، أنها فرصة جيدة للتدريب، وأنه جاء ليحصل على خبرة عملية في السباكة.
أحمد محمود جاد، 40 عاما، يعمل في مجال الفلاتر والتكييفات، يقول إنه سعيد للغاية بوحدة التدريب وإنها تعلمه شيئا يفيده ويفتقده، ويتمنى أن يصاحب التدريب النظرى توفير ورشة يتوافر فيها التدريب العملى، وورش أخرى عن الإلكترونيات.