قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن البنية الأساسية في أفريقيا مازالت تحتاج إلى مزيد من العمل، خاصة أن افريقيا بها عدد سكان يبلغ 1.2 مليار نسمة، مضيفا أن فيلم «استثمر في مصر» الذي عرض خلال الجلسة يعكس إرادة مصر لفتح مجال الاستثمار في مصر لدول العالم، مضيفًا: «اليوم نقول استثمر في مصر وأفريقيا». اضاف الرئيس، خلال مشاركته في جلسة المائدة المستديرة حول فرص الاستثمار في افريقيا ضمن فعاليات مؤتمر افريقيا 2019، السبت، أن الموارد الطبيعية في افريقيا تمثل فرصة حقيقية للاستثمار الدولي، وهناك ارادة سياسية لدول أفريقيا للتغيير والتطوير، وهناك أمل لمستقبل أفضل إشراقا لدول أفريقيا. وتابع: «التنمية حق من حقوق الإنسان، موضحا أنه لابد تغيير حياة الشعوب إلى الأفضل وإعطاء فرص حقيقية للحياة والجميع يساهم فيها»، مضيفًا: «لدينا فرص وتحديات أيضا، وإذا كانت التحديات مصدر قلق وتردد نتصور إننا نستطيع أن نتحرك بسرعة، ونتكلم عن مشروعات بتريليونات الدولارات في القارة الافريقية، حيث اننا نستطيع التحرك سريعا لاستغلال الفرص ومواجهة التحديات«، موضحا أن القارة الإفريقية تستطيع ان تجذب استثمارات ومشاريع بترليونات الدولارات وليس الملايين فقط». وأشار الرئيس إلى أن المشاركة المتنوعة في مؤتمر أفريقيا تعكس إرادة حقيقية للتحرك نحو التنمية، لافتا إلى أن هناك فرقا بين سوق كبير قادر وأخر محدود القدرات، داعيا جميع دول العالم للاستثمار في القارة الأفريقية، قائلا: «كلكم مدعوون للاستثمار في إفريقيا وتغيير واقعها إلى الأفضل». وتابع الرئيس: «نحن كدول وكقادة مسئولون عن شعوبنا ومسئولون عن تغيير الواقع إلى الأفضل والأحسن ولدينا الفرصة»، مواصلا حديثه: «انتم كمستثمرين ومؤسسات التمويل لا تترددون في الاستثمار في القارة السمراء، وارجو ان تكون تكلفة التمويل نستطيع أن نتحملها بعيدا عن المخاطر». واكد الرئيس أنه اذا تم ربط خمسين دولة أفريقية ببعضها بشكل كامل، يمكن أن يتكلف أكثر من 250 مليار دولار، ويمكن البداية بربط 8 أقاليم فقط كمرحلة اولي، مضيفا أنه يمكن أن يتم توقيع قروض من جانب الدول لتمويل هذا المشروع، مشيرا إلى أن نسبة المخاطر في هذا المشروع قليلة. وأوضح الرئيس أن تطوير البنية الاساسية في افريقيا تنقل القارة، إلى موضع اخر، مؤكدا أن الدول الأفريقية مازالت في طريقها إلى التقدم، وقد يكون العمل ليس بنفس الكفاءة في الدول المتقدمة، حيث ان البنية الأساسية القوية في إفريقيا هي السبيل الوحيد لإسهام إفريقيا بفاعلية في الاقتصاد العالمي، وتأثيرها على العالم والتطور في افريقيا واستقرار استثمارها. وأكد الرئيس أنه رغم التحرك بقوة في اتجاه بناء القارة الافريقية، إلا ان لم يتم التعامل مع خطة البنية الأساسية القارية بشكل جذري وحاسم، وليس فقط على حجم طريق القاهرة- كيب تاون أو بحيرة فيكتوريا-البحر المتوسط، مضيفا أنه يأمل بالبنية التحتية القارية التي تستطيع ان تربط أكثر من 50 دولة، من حيث الطرق والسكة الحديد وشبكة الكهرباء بما تتضمنه حتى شبكة تكنولوجيا المعلومات والانترنت. وناشد الرئيس السيسي البنوك الدولية والعالمية بالاهتمام في التمويل والاستثمار في البنية التحتية في أفريقيا فهو استثمار مربح، والبنوك تستهدف تغيير الواقع ليس في افريقيا فقط كعامل اقتصادي وانما كإنساني ايضا. وأشار الرئيس إلى أن معظم أسواق العالم وصلت لمرحلة التشبع وقدرتها على استيعاب المزيد من التجارة العالمية مرتبط بالتقدم التي حققته، وقد وصلت لمستويات عليا من التقدم وبالتالي لا يوجد بها الفرص الكبرى للاستثمار. وشدد على أن الدول الكبرى تتصارع حول الاستثمار في التجارة والصناعة وما تحصل عليه من حصص التجارة العالمية، ولذلك اذا ارادنا ان نحقق الاستقرار الاقتصادي في أفريقيا، فإنه ليس امامنا إلا البنية الأساسية القارية. وقال الرئيس ان البلاد الأفريقية مثل مصر لم يصل كفاءة العمل فيها مثل الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن ذلك هو التحدي أمام الدول مثل مصر، مؤكدًا أن البنية التحتية تمثل مشكلة المشاكل في مصر وافريقيا، مشيرا إلى أن مصر نفذت مشاريع لصالح البنية التحتية بقيمة 4 تريليونات جنيه خلال الخمس سنوات الاخيرة، مضيفا أن البعض تساءل عن قيمة هذه المشاريع، قائلا: «الناس ممكن ماتستوعبش ده، واهميته، وكتير من الناس ممكن ماتستوعبش ان عشان يكون لدينا فرص استثمارات كبيرة محتاجين نصرف مبالغ كبيرة». وأوضح الرئيس السيسي أنه يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لتمويل مشروعات تطوير البنية التحتية في دول القارة الافريقية دون خوف، مشيرا إلى أن ذلك سيساهم في الدفع والتحرك نحو الافضل بشكل كبير. ووجه «السيسي» حديثه للمستثمرين الأجانب: «لو لم يتم الاستثمار في بلاد مثل مصر وافريقيا الارهاب اللي فيها هيطلع عليكوا في شكل هجرة غير شرعية وغيرها من الطرق»، موضحا أن هناك فرصًا استثمارية حقيقية في الدول الافريقية، مشيرا إلى أنه يتم التحرك في مصر للتحوّل إلى الميكنة والحوكمة، ويتم التحرك بسرعة شديدة منذ 3 سنوات لأنه أمر مهم. ودعا الرئيس السيسي الشركات الكبرى للاستثمار في مجال صناعة السيارات في مصر، مشيرا إلى أن مصر تتحرك بقوة في مجال الصناعة والزراعة والطاقة، رغم التحديات الكبيرة، مشددا على ان الدولة عملت على جذب الشركات العالمية في الاستثمار في مصر في صناعة السيارات أو المكونات، ولكن لم تنجح الحكومة في هذا الأمر، رغم توفير كل شىء للمستثمرين. وناشد الرئيس الدول الصناعية الكبرى بإعطاء جزء من نصيبها للدول الافريقية من اجل التقدم والنهوض، لافتا إلى أنه لابد من تقديم مشاريع تكون أكثر جذبا لعمل تنمية مشروعات تنموية في القارة السمراء. وأوضح الرئيس ان ما قامت به الدولة المصرية بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، والعمل على نقل القاهرة وكياناتها ومؤسساتها إلى تلك العاصمة بهدف بناء وإعادة هيكلة الدولة المصرية وإعادة ميكنتها وقواعد بياناتها، التي تم العمل عليها منذ 3 سنوات، حتى تستطيع الحكومة الذكية التخاطب فيما بينها، وذلك بشكل يقلل من العمل البشري والوقت والأخطاء. وتابع أن نجاح الدولة في الوصول لهذا الشكل النهائي وتنفيذه بالطريقة التي وصلت اليها العاصمة الادارية الجديدة، اصبحت تمثل عقل الدولة المصرية باستخدام احدث التكنولوجيا هو الهدف المرجو من بناء الدولة، مشيرا إلى أنه بالرغم من أننا دولة مستوردة للتكنولوجيا إلا انه تم التعامل معها واستغلالها بشكل صحيح يفيد الدولة ويخدم مصالحها، فضلا عن عمل شبكة قوية لصالح هذه القواعد لنقلها للدول الأفريقية الشقيقة. وأكد الرئيس ان الدولة تسعى للتطوير الرقمي وتشجيع القوى الاستثمارية في مصر، موضحا أن مصر تعرضت لمشاكل أمنية كبيرة بعد 2011، وهو ما أثر على الاقتصاد والاستثمار، مشيرا إلى أن هناك نظاماً جديداً وفريداً في بناء قواعد بيانات الدولة، وهو ليس موجوداً في دول متقدمة كثيرة جدًا، منوها إلى أن هناك سيرفرات خاصة بقواعد بيانات الدولة مدفونة على اعمال كبيرة من سطح الأرض، ولا يمكن الوصول لها بأي طريقة. ولفت الرئيس إلى أن «الإرهاب لا يستهدف القتل فقط، ولكنه يدمر الدول ومؤسساتها ويجعلها في حالة شلل كاملة»، موضحا أن الدولة المصرية استطاعت تحقيق تطور كبير خلال حربها على الإرهاب الغاشم، الذي حاول تدمير البلاد. ونوه بأن أستقبال «أوبر وكريم» داخل مصر كان يمثل نجاحا كبيرا في العمل بمصر، وقد أقترح عليهم العمل في مجال النقل الجماعي. وتابع حديثه قائلًا: «انتم كمستثمرين ومؤسسات تمويل لا تترددوا في الاستثمار في القارة السمراء، وأرجو ان تكون تكلفة التمويل نستطيع أن نتحملها بعيدا عن المخاطر». وعلق الرئيس السيسي على التشريعات الخاصة بشركتي نقل الأفراد «أوبر» و«كريم» قائلا: «نحن أول من استقبلنا أوبر وكريم وحدث تناغم للعمل في مصر»، مؤكدا ان نجاج «أوبر» يسعدنا، موضحا أنه طالب شركات نقل الافراد بالدخول في قطاع آخر وهو النقل الجماعي مع نقل الأفراد فكان رد المسئولين: «فكرة جيدة ولك حق براءة الاختراع في الموضوع».