أعمال درامية مهمة كتبها السيناريست والأديب والكاتب المسرحى محفوظ عبدالرحمن مسلسل «بوابة الحلوانى» والذى يمكن أن نصفه من خلال هذا العمل بأنه مؤرخ الدراما المحايد، فقد فارق هذا العمل الرؤى المسبقة والشائعة عن كون الخديو إسماعيل زير نساء مثلما شاهدنا فى فيلم «ألمظ وعبده الحامولى»، وأعمال درامية أخرى، ففى هذا العمل قال محفوظ عبدالرحمن ما للخديو إسماعيل وما عليه، وهو نفس الحياد الذى تجلى فى عمله عن أم كلثوم، هذا فضلا عن أعماله المسرحية المهمة والأعمال الدرامية التى أنتجت له فى دول عربية أخرى مثل المتنبى وعنترة وغيرها. امتدت المسيرة الإبداعية للكاتب محفوظ عبدالرحمن لأكثر من نصف قرن وقد بدأها بالكتابة للمسرح وكتابة القصة القصيرة ثم خاض مجالى الدراما التليفزيونية والسينما وهو مولود فى 11 يونيو 1941 وتخرج فى جامعة القاهرة فى عام 1960، وعمل بعدها فى مؤسسة دار الهلال، واستقال عام 1963 ليعمل فى وزارة الثقافة وقد كتب القصة القصيرة والنقد الأدبى والمقالات فى مجلات الآداب والثقافة الوطنية والهدف والمساء والكاتب والرسالة الجديدة والجمهورية وفيما بعد فى الأهرام والبيان الإماراتية والهلال وكاريكاتير والعربى والأهالى، كما شارك كسكرتير تحرير فى إصدار ثلاث مجلات هى مجلة السينما ومجلة المسرح والسينما ومجلة الفنون، وقد نشرت له مجموعة من الأعمال الأدبية. كتب محفوظ عبدالرحمن سهرة للتليفزيون بعنوان «ليس غدا» وقدم أول مسلسل تليفزيونى «العودة إلى المنفى» عن قصة أبوالمعاطى أبوالنجا 1971، ليعمل من 1974 إلى 1978 فى تليفزيون الكويت قدم فيها العديد من الأعمال القيمة ومن أشهر مسرحياته حفلة على الخازوق وعريس لبنت السلطان والحامى والحرامى وكوكب الفيران ومحاكمة السيد م، وما أجملنا! وقد حاز العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية أحسن مؤلف مسرحى 1983 والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل أم كلثوم وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون 2002 وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ومن المسلسلات التى كتبها للتليفزيون ليلة سقوط غرناطة وعنترة وسليمان الحلبى ومحمد الفاتح والفرسان يغمدون سيوفهم وليلة مصرع المتنبى والسندباد والكتابة على لحم يحترق وأم كلثوم وبوابة الحلوانى. ومما يذكر أن محفوظ عبدالرحمن كان يكتب الدراما وهو قادر على خلق مساحات إبداعبة دون الإخلال بالثوابت التاريخية، ولعل أبرز دليل على هذا مسلسل «بوابة الحلوانى» الذى يعد العمل الأكثر دقة والذى يؤرخ لعهد الخديو إسماعيل بما له وما عليه دونما أدنى تشويه لسيرته مثلما حدث فى فيلم «ألمظ وعبده الحامولى»، أو مثلما حدث فى مسلسل «سراى عابدين»، ومن الأفلام التى كتبها فيلم القادسية إخراج صلاح أبوسيف، وفيلم حليم فى عام 2005 وهو من إخراج شريف عرفة، وفيلم ناصر 56 فى عام 1996. واليوم يكون قد مر عامان على رحيل محفوظ عبدالرحمن، حيث توفى يوم 19 أغسطس 2017.
