نجح ضباط مباحث الإسكندرية في حل لغز اختفاء الطفلة «سما» من أمام منزلها بمنطقة سيدي بشر قبلي وإعادتها إلى أسرتها، وذلك بعد مرور 48 ساعة فقط. البداية كانت بلاغًا تلقاه قسم شرطة المنتزه أول من «عبدالرحمن. أ. ش»، يفيد باختفاء ابنته «سما»، 9 سنوات، مقيمة بمنطقة أرض الفضالي بسيدي بشر قبلي، منذ يوم الإثنين الماضي، وقدم والدها أسطوانة تحمل مقطع فيديو يظهر سير الطفلة بصحبة سيدة مجهولة. وبعرض البلاغ على اللواء محمد الشريف، مدير أمن الإسكندرية، وجّه بتشكيل فريق بحث، تحت إشراف اللواء شريف رؤوف، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الحادث. وتركزت جهود فريق البحث على عدة محاور باستجواب والد الطفلة، التي كانت تقيم بصحبته بعد انفصاله عن والدتها، وزوجة الأب، وشهود الواقعة من الجيران، فضلًا عن تفريغ كاميرات المراقبة، بعد استئذان المستشار أشرف المغربى، المحامى العام لنيابات المنتزه. وكشفت كاميرات المراقبة بموقع الحادث- في مقطع فيديو جرى تداوله على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»- عن اصطحاب سيدة مجهولة للطفلة بشارع القاهرة المجاور لمنزلها. وواجه فريق البحث صعوبات في البداية تتعلق بتحديد شخصية السيدة التي ظهرت الطفلة بصحبتها، حيث إنها ليست من المسجلين أو مَن لديهم معلومات أمنية، إلا أن التحريات قادت إلى شكوى الطفلة من الإقامة لدى والدها وزوجته، التي كانت تسيء معاملتها. ونجحت جهود البحث، التي قادها المقدم عبدالحميد السكران، رئيس مباحث قسم شرطة أول الرمل، في تحديد شخصية السيدة التي ظهرت في الفيديو، وتبين أنها ربة منزل، مقيمة بمنطقة الفلكي، تصادف مرورها صباحًا بمنطقة أرض الفضالي حيث سكن الطفلة «سما». وعقب تقنين الإجراءات وضبط السيدة المشار إليها وإعادة الطفلة، قالت إنها شاهدت الطفلة في الشارع تبكي وأخبرتها أنها تعيش بصحبة زوجة أبيها التي تسيء معاملتها، لذا قررت ترك المنزل، بعدما جمعت بعض أغراضها في حقيبة صغيرة وضعتها على ظهرها. وأضافت ربة المنزل أن قلبها رق لحال الطفلة، فقررت اصطحابها إلى منزلها حتى تتحسن حالتها النفسية ثم إعادتها إلى أسرتها مرة أخرى، وعللت السيدة تأخرها في ذلك لانشغالها بمرض طفلتها، ثم فوجئت بعد مرور يومين بالجيران يخبرونها بأن صورة الطفلة متداولة على نطاق واسع بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وأن أسرتها تبحث عنها. تحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة أول المنتزه، وجارٍ العرض على النيابة العامة للتحقيق.
