أدان قادة ورؤساء وفود الدول العربية أعمال الميليشيا الحوثية الإرهابية وما تقوم به إيران من سلوك ينافى مبادئ حسن الجوار، ما يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم. جاء ذلك في البيان الختامى الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط في ختام أعمال القمة العربية الطارئة التي عقدت الخميس، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة في قصر الصفا بمكةالمكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وذكر البيان أن القمة بحثت التداعيات الخطيرة للهجوم الذي قامت به الميليشيات الحوثية الإرهابيه المدعومة من إيران على محطتى ضخ نفط بالمملكة العربية السعودية وما قامت به من اعتداء على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأوضح البيان أنه إعمالا للمادة الثالثة من ملحق ميثاق جامعة الدول العربية الخاصة بالانعقاد الدورى للقمة، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، دورة غير عادية في مدينة مكةالمكرمة، وتدارس القادة العرب تلك التطورات كافة وما تحمله من مخاطر وتداعيات على المصالح العربية العليا، وخلصت المداولات إلى التأكيد على إدانة الأعمال التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من العبور بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة العربية السعودية وما قامت به من أعمال تخريبية طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما أكد على أن الدول العربية تسعى إلى استعادة الاستقرار الأمنى في المنطقة وأن السبيل الحقيقى والوحيد لذلك إنما يتمثل في احترام جميع الدول في المنطقة لمبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها، وأن سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة ينافى تلك المبادئ ويقوّض مقتضيات الثقة وبالتالى يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم تهديداً مباشراً وخطيراً مع التأكيد على أن علاقات التعاون مع الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن تقوم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها. وأضاف البيان التأكيد على تضامن وتكاتف الدول العربية بعضها مع بعض في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر بهدف زعزعة أمنها واستقرارها وتكثيف سبل التعاون والتنسيق بينها في مواجهة المخاطر التي تنتج من ذلك. كما أدان استمرار عمليات إطلاق الصواريخ البالستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضى اليمنية من قبل ميليشيات الحوثى التابعة لإيران وعدّ ذلك تهديداً للأمن القومى العربى والتأكيد على حق المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وفق ميثاق الأممالمتحدة ومساندتها في الإجراءات التي تتخذها ضد تلك الاعتداءات في إطار الشرعية الدولية، وإدانة استمرار الدعم الإيرانى المتواصل لميليشيات الحوثى المناهضة للحكومة الشرعية في اليمن. وشدد البيان على استنكار وإدانة التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وإدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وتأييد الإجراءات والوسائل السلمية كافة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة، واستمرار حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران على الأقمار الصناعية العربية. وتكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران التي تعرض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولى باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربى والممرات المائية الأخرى، سواء أقامت به إيران أو عبر أذرعها في المنطقة. كما ندد البيان بالتدخل الإيرانى في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، وأن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة السورية وفقا لمضامين جنيف واحد، والقرارات الدولية ذات الصلة، وبخصوص القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية أكدت القمة على تمسكها بقرارات القمة العربية 29 بالظهران «قمة القدس» وكذا قرارات القمة العربية الثلاثين في تونس. وفى ختام اجتماعهم عبّر قادة العرب عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين ولشعب المملكة العربية السعودية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعلى ما لمسوه من حسن تنظيم وإعداد متميز لأعمال هذه القمة.