الاستفتاء لدى «نجاح وجمعة»: «واجب وطني وفسحة»

في إحدى الشوارع الجانبية لميدان تريامف بمصر الجديدة، وتحديدًا أمام مدرسة جمال عبدالناصر قُبالة لجنتهم الانتخابية، وعلى بُعد محطتين من مسكنهم، ومحل عملهم، وقفا، الإثنين، آخر أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية، في مشهد رومانسي على إحدى الدراجات النارية، بملابس ريفية يداعبان بعضهما البعض، مُتخذان ذهابهما للاستفتاء، واجب ونزهة يُفصلان فيها عن الشقاء والأبناء.
«جُمعة ونجاح»، زوجان في العقد الخامس، حُرّاس عقار، جاءا من دمياط إلى العاصمة منذ 10 أعوام، واستقرا بحي مصر الجديدة، حيث عملهما، يقضيان معظم أيامهما في تربية أولادهما الأربعة، وحراسة العقار، وتلبية طلبات السكان.
ساعتان قررا أن يتخذهما «جُمعة» وزوجته، كفاصل من عبء الحياة، ليذهبا للإدلاء بصوتهما في استفتاء التعديلات الدستورية، ويأخذها في جولة على دراجته في محيط الحي «مش بنخرج خالص من بيتنا، وما صدقنا إننا هنعرف نيجي نستفتي، وأفسحها شوية وأجبلها عصير».
البساطة، كانت سمة الزوجين، في الهيئة والحديث، وكذلك أحلامهما «أنا الصراحة معرفش الدستور بيقول إيه، لكن أنا نفسي مصر تبقى حلوة ونعيش في سلام وآمان أنا وولادي وجوزي»، هكذا قالت «نجاح» عن التعديلات الدستورية، ليكمل زوجها قائلًا: «إحنا بنرضى بأقل حاجة، ومش عاوزين غير أكل وأمان وناس مبسوطة«.
يذكر أن عملية تصويت المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية داخل جمهورية مصر العربية انطلقت، السبت الماضي، عبر اقتراع سري مباشر،
ومن المقرر أن تنتهي، اليوم الإثنين، ويحق التصويت ل61 مليونًا و344 ألفًا و503 ناخبين.
كانت الهيئة الوطنية للانتخابات قالت إن إجمالي عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء يبلغ 368 لجنة، تضم 10878 مركزًا انتخابياً، و13919 لجنة
فرعية، تفتح أبوابها على مدار 3 أيام من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً.