المصري كيدز.. حدوتة: الفرشة والمعجون

على الرف الجميل فى بيت صاحبنا إبراهيم فرشة أسنان ملونة بأحلى الألوان. وجنبها المعجون اللى بطعم الفواكه موجود. وكل يوم الصبح الفرشة تقول أكيد النهارده إبراهيم هيستعملنى وهسلم على أسنانه الجمال وأنضفهم وأخلى شكلهم تمام.
رد عليها المعجون: وأنا هخلى ريحة بوقه جنان، وهقضى على أى سوسة فى الحال، علشان ما يحسش بأى آلام، وعمرى ما هخلى السوسة تاكل فى أسنانه فى يوم من الأيام.
بس زى كل يوم، نزل إبراهيم وما فكرش يغسل أسنانه. زعلت الفرشة جدا، وكمان المعجون. وقالوا: هو ليه مش بيحبنا؟ إحنا بنحبه جدا ونِفسنا نحافظ على أسنانه ونخليها نضيفة وما فيهاش أى تسوس.. قال المعجون: أنا بجد خايف عليه، دا بياكل حلويات كتييير، ولو فضل ما يغسلش أسنانه أكيد السوس هيقضى عليها.
نزل إبراهيم على المدرسة، وأول ما وصل كل ما يسلم على حد من أصحابه يستغرب هما ليه بيبعدوا عنه ويكلموه من بعيد! فضل إبراهيم مش فاهم وقضى اليوم. ولما روح البيت مامته قالتله: يلا اغسل ايدك عشان تتغدا. قالها: ما لهاش لزوم، أنا جعان وايدى نضيفة. قالتله مامته: الجراثيم فى إيدينا مش بتشوفها العين، لازم نغسل إيدينا قبل الأكل.
بس كان إبراهيم خلاص بدأ فى الأكل، وقالها المرة الجاية هبقى أغسلها. وهو بيتغدا قال لمامته إنه عنده بكرة رحلة ومتحمس جدا إنه يروحها وعايز ينزل السوبر ماركت علشان يشترى الشكولاتة والحلويات، قالتله مامته: «خلاص على الاتفاق، اغسل أسنانك بعد الأكل وننزل على طول». قالها: هبقى أغسلها قبل النوم، قالتله مامته: انت كدا مش مهتم بأسنانك وعنها كسول، وبتاكل حلويات كتير وبكدا هنروح للدكتور.
برضه ما سمعش الكلام وحضر حاجة الرحلة. وعلى السرير راح علشان ينام من غير ما يغسل الأسنان، والسوس فضل طول الليل يتغذا وياكل وكان آخر انبساط، وقال: أحلى حاجة فى إبراهيم إنه مش بيغسل أسنانه ومخلينا مزقطتين. وسوسة تانيه قالت: أنا خلاص بقى بيتى جوه الضرس محفور، وما يقدرش عليا لا فرشة ولا معجون، وهفضل كدا آكل وأكبر فى بقه على طول.
صحى إبراهيم على آلام فظيعة فى بطنه، وحرارة جسمه كانت مرتفعة، مامته قالتله: كدا لازم نروح للدكتور. قالها: والرحلة، كان نفسى أروح. وزعل جدا جدا. ولما راح للدكتور قال إنه عنده فى بطنه ميكروب، أكيد ما بيغسلش إيده قبل الأكل كل يوم. بص إبراهيم لمامته وقالها: كان عندك حق، الجراثيم فى الإيد مش بتشوفها العين.
وهما فى الطريق مروحين مامته قالتله: لازم تتعلم يا إبراهيم نظافتك الشخصية، لازم تغسل إيدك قبل الأكل، ولما ترجع من المدرسة تغير الشراب وتغسل رجلك بالصابون، وأسنانك تتغسل عشان ريحة بوقك تكون حلوة وما حدش يبعد عنك والسوسة ما تجيش فى أسنانك. تصدقى يا ماما، أنا عرفت ليه أصحابى بيبعدوا عنى وأنا بتكلم.
طبعا يا إبراهيم، الإنسان النضيف الناس كلها بتحبه وتحب تلعب معاه.
سألها إبراهيم: تفتكرى يا ماما هخف على طول وهعرف أحضر حفلة المدرسة؟ دا أنا اللى هقدمها وهكون ماسك الميكرفون، أنا خايف إنى ما أروحش زى الرحلة النهارده. قالتله مامته: طول ما بتحافظ على نفسك، إن شاء الله هتروح. بس إبراهيم برضه ما سمعش الكلام، وما جاش جنب الفرشة والمعجون، والسوس بقى فى بقه كتييير وما بقاش عارف ياكل على ضرسه وعلى طول موجوع. راحت مامته لدكتور الأسنان، قالها: كل دا سوس، وبدأ ينضف السوس وقال لإبراهيم: لازم تغسل أسنانك كل يوم بالفرشة والمعجون. ولأن إبراهيم بقه كان موجوع، وما كانش عارف يتكلم، ما قدرش يقدم الحفلة، وكان زعلان جدا، واتعلم المرة دى إنه يحافظ على نظافته الشخصية ويغسل أسنانه كل يوم بالفرشة والمعجون.
والفرشة بقيت مبسوطة وسعيدة، والمعجون قضى على كل السوس. وبقا إبراهيم ياخدهم معاه، وكل ما ياكل يجرى يستخدمهم على طول، وقال: دول أحلى أصحاب ليا، الفرشة والمعجون.