روحاني في العراق لمواجهة العقوبات الأمريكية

أكد الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، أهمية رفع حجم التبادل الاقتصادى بين بلاده والعراق إلى 20 مليار دولار، في حين يبلغ حاليا نحو 12 مليار دولار، كما وصف العلاقات بين البلدين بالمتميزة، جاء ذلك قبيل مغادرته إلى العاصمة بغداد في أول زيارة له للعراق تستمر 3 أيام بدعوة من الرئيس العراقى برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدى، وعقب وصوله زار روحانى مدينة الكاظمية ومرقد الإمامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد، وعقد روحانى محادثات مع الرئيس العراقى ورئيس الوزراء وقال روحانى، في مؤتمر صحفى مع الرئيس العراقى: «كانت المحادثات طيبة وجيدة لم أجد نقطة خلاف بيننا»، وأضاف: «لقد كنا إلى جانب الشعب العراقى في الأيام الصعبة جدا وفى هذه الأيام»، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر العلاقات مع جيرانها أهم قضية في العلاقات الخارجية وكذلك يريد جيرانها أن تكون لهم علاقات وثيقة وطيبة معها.
وأكد أن بلاده لديها الكثير من الاحتياجات يمكن أن تؤمنها من العراق، كما أن هناك خططا لتطوير طرق المواصلات بين البلدين، وأشار إلى أن الاهتمام بإطلاق السكك الحديدية الإيرانية مع العراق، ودعم مجال التجارة العابرة ستكون في مصلحة البلدين، خاصة الزوار من البلدين، بجانب مجالات الصحة والاستثمار والنقل والسياحة والأمن، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
وقال إن أمريكا مكروهة في المنطقة، فالقنابل التي أسقطتها على العراق وسوريا لا يمكن محوها من الذاكرة، وتابع: «الأمريكيون يبحثون عن إثارة «الايرانوفوبيا» وهم يبحثون دائما عن الخلافات والانقسامات بين دول المنطقة بسبب مصالحهم الخاصة والحفاظ على الكيان الصهيوني، مؤكدا فشل الأمريكيين في كل محاولاتهم خلال العام الأخير، وتعرضوا للهزيمة في مؤتمر «وارسو» الذي حاولوا الضغط من خلاله على إيران، في إشارة إلى إعلان حلفاء أمريكا بقاءهم في الاتفاق النووى ودوام العلاقات الاقتصادية السياسية مع طهران.
وقال مسؤول إيرانى كبير يرافق روحانى إن العراق تعتبر قناة أخرى لإيران لتفادى العقوبات الأمريكية الجائرة، كما توفر هذه الزيارة فرصا للاقتصاد الإيرانى الذي يعانى من صعوبات منذ أن قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، في مايو الماضى، الانسحاب من الاتفاق النووى الموقع في 2015 بين إيران و6 قوى كبرى، فيما اعتبرت إدارة ترامب أن الاتفاق متساهل أكثر من اللازم وأخفق في كبح برنامج الصواريخ الباليستية وتدخل إيران في الصراعات الإقليمية.
ووصف الرئيس العراقى برهم صالح، قبل استقبال روحانى، العلاقة مع ايران بالمهمة جدا للعراق، وقال: «لا يمكن للمنطقة أن تستقر من دون منظومة إقليمية اقتصادية سياسية أمنية تضم إيران، مشيرا إلى ضرورة تخفيف التوتر في الدول والعمل على دعم الحل السياسى في سوريا، مشيرا إلى عدم وجود برنامج زمنى قريب للزيارة إلى دمشق، فيما يظل هناك تنسيق بين حكومتى البلدين، واصفا ما حدث في سوريا بالجريمة المروعة والخطرة، ونوه صالح بأن وجود خط سكك حديدية يربط إيران مع العراق وتركيا سيكون في مصلحة الجميع، وأكد أنه ينبغى أن تكون بغداد عونا لطهران من منطلق رد الجميل لإيران عندما احتضنت العراقيين كلاجئين أثناء الحرب بين البلدين خلال عهد الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، في إطار تخفيف العقوبات على إيران، وأضاف أن بلاده كانت ساحة للصراعات في المنطقة وينبغى أن تتحول إلى ساحة للتوافق، وردا على سؤال بشأن اختفاء أبوبكر البغدادى، قال إن الأجهزة الاستخباراتية العراقية تتابع قيادات داعش بصورة مستمرة وإن نهاية داعش العسكرية قريبة جدا لكن خطره يبقى.