واشنطن تعاقب الفلسطينيين بدمج قنصليتها بسفارتها في القدس

في خطوة عقابية أمريكية جديدة بحق السلطة الفلسطينية والفلسطينيين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، خفض تمثيلها الدبلوماسى لدى الفلسطينيين، عبر دمج قنصليتها في القدس بسفارتها لدى إسرائيل في القدس، وقالت الخارجية الأمريكية، إن دمج القنصلية داخل السفارة لتأسيس وحدة تسمى «بالشؤون الفلسطينية» من أجل تشكيل بعثة دبلوماسية واحدة، وذلك بعد قرار وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، وكانت القنصلية الأمريكية في القدس تمثل بحكم الأمر الواقع سفارة لدى الفلسطينيين منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
وأثار هذا الدمج المخطط مسبقا مخاوف الفلسطينيين، من أن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب تقلل من شأن التعامل مع مخاوفهم بشأن القدس، بعدما أثار ترامب العالم العربى والعالم، باعترافه بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، في ديسمبر 2017، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في مايو 2018، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، إن القرار جاء من أجل كفاءة العمل، لتكون هناك استمرارية كاملة للنشاط الدبلوماسى، مضيفا أن القرار لا يشير إلى تغير في السياسة الأمريكية بشأن القدس، وتابع: «الحدود المفصلة للسيادة الإسرائيلية في القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائى، بين الطرفين».
وأكدت الإدارة الأمريكية قطع المعونات الموجهة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وأنهت إدارة ترامب تمويلا بأكثر من 60 مليون دولار لقوات الأمن الفلسطينية بعد إعلان إسرائيل تأييدها لقطع معونات أمريكية أخرى عن الفلسطينيين في وقت سابق، ضمن الإجراءات العقابية التي بدأت بوقف المساعدات الأمريكية، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن دمج القنصلية الأمريكية بالسفارة يمثل المسمار الأخير في نعش دور الإدارة الأمريكية في صنع السلام، وأضاف على «تويتر»: «القنصلية عملت منذ 175عاماً في القدس، إغلاقها لا علاقة له بالأيديولوجيا المتعصبة التي ترفض أن يكون للشعب الفلسطينى الحق في تقرير المصير».
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عباس زكى، إن هذه الإجراءات تأتى كحلقة جديدة من مسلسل الإجرام الذي ينتهجه ترامب لصالح إسرائيل، وأوضح في تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن واشنطن أطلقت رصاصة الرحمة على العلاقات مع الفلسطينيين، مؤكدا أن ترامب عرض عليهم 25 مليار دولار للضفة وغزة إن تنازلوا عن القدس، مقابل 40 مليارا للعرب أجمع ممن يريدون تمرير «صفقة القرن» وأشار زكى إلى أن هذه السياسة لا تليق بدولة عظمى مثل أمريكا، موضحا أنهم يسعون لوقف أي ابتزاز سياسى وأمنى لهم.
وأكدت مصادر وفق وكالة الأناضول- التركية، أن تركيا وكندا وبريطانيا، أبلغت واشنطن وقف المشاركة في برنامج «منسق الأمن الأمريكى» بعد دمج القنصلية بالسفارة، لرفضهم مواصلة المشاركة في برنامج لدعم الأمن الفلسطينى انطلاقا من القنصلية الأمريكية العامة في القدس، وتأسس برنامج «المنسق الأمنى الأمريكى» في مارس 2005 لتقديم المساعدة المهنية لأجهزة الأمن الفلسطينية، ويضم 45 شخصا، من الجيشين الأمريكى والكندى، وضباطا بريطانيين وأتراكا، ومنذ انطلاقه اتخذ البرنامج من مقر القنصلية الأمريكية العامة في القدس الغربية مقرا له.
وأمنيا، قتلت قوات الاحتلال فلسطينيين بعدما صدما بسيارتهما مجموعة من الجنود في الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى إصابة عسكرى إسرائيلى وعنصر من حرس الحدود بجروح، واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، منزل وزير شؤون القدس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسينى، في مدينة القدس، وسلّمته قرار استدعاء للتحقيق معه، في إطار ملاحقة الاحتلال للرموز الوطنية والدينية بالقدس على خلفية إعادة فتح مصلى الرحمة داخل المسجد الأقصى.