انطلقت، الإثنين، فعاليات مؤتمر التعليم في مصر تحت شعار «التحديات وآفاق النجاح»، الذي تنظمه مؤسسة «أخبار اليوم» بالتعاون مع جامعة القاهرة، بمشاركة الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ومكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام. وقال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بالنيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إن الحكومة تهدف لتحقيق تطوير شامل في التعليم في ضوء رؤيتها التي تتضمن إتاحة التعليم والتدريب للجميع دون تمييز في إطار مؤسسى كفء وعادل للجميع وأن يساهم أيضا في بناء الشخصية المتكاملة وإطلاق إمكانياتها لأقصى مدى لمواطن معتز بذاته يحترم قواعد الاختلاف وفخور بتاريخ بلاده وقادرا على التعامل التنافسى مع كل الكيانات الدولية والإقليمية. وأضاف «شوقى» أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تطوير كافة جوانب العملية التعليمية «المعلم والمبنى المدرسى وطرق التدريس والتقويم وإدارة المؤسسات التعليمية، ولكى تتمكن مصر من هدفها بدأت التفكير في حلول غير تقليدية لمشكلات متواكبة لمراحل التعليم المختلفة وخاصة التعليم ما قبل الجامعى فجاء نظام التعليم الجديدة يهدف لتغيير المبادئ الفكرية والثقافة المجتمعية وخاصة ثقافة البيت المصرى تجاه أهداف تطوير التعليم بدلا من اعتباره وسيلة لوظيفة. وأشار إلى أن المساعى الحالية تهدف إلى قناعة مجتميعية بأن التعليم غاية سامية ترقى بالشخص وتنمو بالشخصية المصرية لمواجهة تحديات المستقبل، موضحا أن تغيير الثقافات يعتبر الجزء الأصعب، وأن الحكومة المصرية تتخذ التدابير الكافية لطمأنة الأسرة المصرية تجاه مستقبل أطفالها والاتجاه لنظام تعليم ينمى مواهب الطالب ويدعم شخصيته مع العصر الرقمي في سياق التحديات العالمية والدولية. وأوضح وزير التعليم أن الحكومة تهدف إلى تعليم سبل الاهتداء للمعارف الصحيحة الموثقة علميا وغير المتطرفة، وأن الهدف الرئيسى من التطوير تأسيس الفكر البحثى من الطفولة المبكرة للثانوية والجامعة ليتمكن الطالب من الاعتماد على نفسه في الوصول للمعلومة وتوظيفها في السياق الصحيح وخلق جيل من العلماء والمفكرين والمبتكرين النافعين للوطن، قائلا: «خطونا خطوات كبرى في هذا الاتجاه وأطلقنا منظومة التعليم الجديد في سبتمبر وتستمر هذا العام وأسفرت عن نتائج إيجابية في مراحلها الأولى والتقويم الجديد في المرحلة الثانوية حسب الخطة الموضوعة وتطوير المرحلة التعليمية لرياض الأطفال وتدريب 300 ألف معلم في المراحل المختلفة ونصارع لتجيهز المبانى». وأكد «شوقى» أن الدولة المصرية تدعم سبل التعليم، قائلا: «طريق التنمية طويل وملئ بالتحديات ولابد من الرؤية الواضحة وإرادتنا ثابتة وعلى يقين بجنى ثمار ما بدأنا من تطوير وسيظهر ذلك على الطلاب ووطننا الغالى مصر». وأكد الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية أمين عام المؤتمر، على إنه لا يوجد قضية تستحوذ على الاهتمام وترتقي لقضية الأمن القومي اكثر من التعليم وبالتالي أي محاولة للنهوض بالتعليم هي محاولة للنهوض بالوطن، مشيرا إلى إنه واهم من يتوقع النهوض بالوطن في ظل نظام تعليم فاشل. وقال «الفقي» إن «مصر الحضارة والثقافة والمعرفة، والتعليم هو الأصل في البحث العلمي والعلوم والمعرفة والثقافة لا التعليم هي القضية الحاكمة للنهوض بالوطن، وبالتالي أعبر عن سعادتي أننا نقف على الطريق الصحيح في ظل رئيس يري ويعمل على تطوير التعليم ويتخذ خطوات جادة للنهوض بالتعليم، ومن هنا جب أن نعيد النظر فيما يخص التعليم لأنها قضية المستقبل». وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إنه «أرجوكم كفانا استراتيجيات وإضاعة الجهود في الأحلام، لأننا بدأنا بالفعل في خطط التطوير ولدينا رؤية واضحة في تطوير التعليم ما قبل الجامعي والتعليم العالي وبالتالي لابد أن نتناقش حول هذه الاستراتيجيات وكيفية تطبيقها على أرض الواقع وربطها بمؤشرات واضحة والعمل على ربط البحث العلمي بالصناعة». وأضاف «عبدالغفار»: «لدينا مشروعات وخطط على أرض الواقع ومنها على سبيل المثال ربط البحث بخطط التنمية في الدولة، وإنشاء الجامعات الدولية الأجنبية ودخول 19 جامعة مصرية ضمن التصنيفات الدولية وآخرها جامعة القاهرة التي حققت نجاح كبير في التصنيفات حتى وصلت بعض التخصصات إلى بين أفضل 150 و200 على مستوي العالم وهو إنجاز حقيقي لابد أن نقف أمامه، وبالتالي ارجوكم نحن في حاجة إلى البناء على ما هو قائم ولا نتباري في أفكار جديدة حتلا لا نشتت أنفسنا». وأشار إلى أن «العالم يدخل الآن مرحلة التحول الرقمي أو ما يسمي الرقمنة، وبالتالي لابد أن نعمل على تغيير المناهج وهو ما يتم حاليا بالفعل واتخذوا قرار بالمجلس الأعلى للجامعات بمنع إنشاء أي كلية جديدة في التخصصات التقليدية، قائلا: «أي حد عنده طفل أرجوكم متفكرش في المستقبل بالقطاع الطبي لان كليات القمة ستختلف نهائيا وفقا لوظائف المستقبل ومنها انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي». وأضاف الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن «التعليم هو الشغل الشاغل والدائم للقيادة السياسية الآن، وأن أي نظام تعليمي مهما كان قوي يفشل في مصر بسبب العقلية المصرية المرتبطة بالثانوية العامة والدروس والسناتر»، مشددا على أن القيادة السياسية تريد تنقلنا في التعليم من مكان إلى مكان آخر وبالتالي المشكلة في الأساس ليس في النظم وانما في العقل المصري لان المشكلة ليست في الاستقبال وإنما في الرسيفر الذي يتلقي الإشارات». وأوضح «الخشت» أن «جامعة القاهرة بدأت في العمل على تطوير العقل المصري لان مشكلتنا ليست في الأفكار وإنما في العقول التي تترجم الأفكار، بالإضافة إلى أننا اتخذنا خطوات جادة ليكون البحث العلمي لمنفعة الناس وليس لمجرد الأبحاث. وأشار «الخشت» إلى أن «الجامعة بدأت في تغيير طريقة الامتحانات حتى يكون لدي الطلاب قدرة على الفكر والإبداع وليس على التلقين والحفظ ومن هنا جاء سؤال حل المشكلات وكل طالب يكتب إجابة مختلفة عن الآخر وجميعها صحيح لأن الإجابة النموذجية تخلق الفكر الواحد وهي بداية التطرف لأن العقول لابد أن تحل مشكلاتها بشكل مختلف وليس متشابه». وشدد على أنه «لا تنمية اقتصادية إلا بتطوير العقل المصري والعقل الديني لأن مصر خاضت العديد من التجارب العالمية ولم تحقق النجاح في مصر لأن الأزمة في العقل المصري ومن هنا كان إعلان الرئيس السيسي مبادرة بناء الإنسان». وقال ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، إنه «يسعدني أن يكون مؤتمر التعليم هو باكورة أعمال عام التعليم الذي أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي بهدف إحداث طفرة في نظم التعليم واليوم نعقد مؤتمرنا الثاني بعد إعداد 3 جلسات تحضيرية للمؤتمر بحضور واسع من رجال التعليم والخبراء في كافة التخصصات بهدف تحقيق المؤتمر الهدف منه، لا نريد الخروج بتوصيات مكررة تحفظ في الإدراج وإنما الخروج بتوصيات تسهم في تطوير العملية التعليمية والنهوض بها لمصلحة الوطن».
