«البشري»: «الوفد» هو التيار السياسي الوحيد الذي وصل للقرية المصرية

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، أمس الأول، ندوة بعنوان «ثورة 1919.. وصف وتقييم»، ضمن الاحتفالات بمئوية ثورة 1919، وشارك فيها المفكر والمستشار طارق البشرى، والدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ المعاصر، وأدارها محمد سلطان أبوعلى. وأكد أن كافة الثورات بدأت بحراك شعبى ثم هيمنة للدولة بعد ذلك، إلا ثورة 1919 التى اختلفت فى هذا الأمر، كونها خلّفت حزب الوفد الذى استمر بالعمل لنحو 30 عامًا بشكل مستقل عن الدولة، واستطاع الوصول للقرية، موضحًا أنه لا كيان سياسى أو اجتماعى استطاع الوصول للريف المصرى سوى الوفد والطرق الصوفية. وأضاف «البشرى» أن من أسباب تجمع الشعب فى ثورة 1919 أن مصر لم تعرف القبائل أو الطوائف طوال عمرها، لهذا اجتمعت كافة جموع الشعب، وأضرب الموظفون فى أجهزة الدولة، وكان هذا هو العائق الأول للاحتلال الإنجليزى الذى كانت سلطته داخل هيئات الدولة استشارية فقط، ومع إضراب الموظفين شلت يده عن العمل، مؤكدًا أن شخصية سعد زغلول كانت ملهمة ومجمّعة للشعب، وأنه إذا كانت ثورة 1919 لم تقدم شيئا سوى «الوفد» فذلك يكفيها.
وقال أحمد زكريا الشلق إنه ربما كان الحراك الشعبى لثورة 1919 بدأ فى ذلك العام، لكن مقدماتها بدأت منذ مطلع القرن ال20 أو حتى فى نهاية القرن ال19، وقام بها ما يمكن أن نسميه الجيل الثانى من الحركة الوطنية بعد جيل الثورة العرابية، وكانت أدواتهم صحفا وخطابات ومظاهرات وبعض التنظيمات السرية، وكانت مطالبهم الحرية والديمقراطية أو بشكل أدق الاستقلال والدستور، ومهّد للثورة قيام أحزاب مثل حزب الأمة والحزب الوطنى وهو ما نسميه الموجة الحزبية الأولى، والتى تلاها إنشاء حزب الوفد. وأوضح «الشلق» أن هناك كثيرين نسبوا لأنفسهم فكرة تشكيل الوفد، لكن الحقيقة أنها كانت فكرة عامة وليست فردية لشخص بعينه، موضحًا أن شخصية الزعيم سعد زغلول، كانت شخصية كاريزمية وقيادية، لكن رغم هذا فهو له ما له وعليه ما عليه، فقد وجهت له اتهامات بالديكتاتورية والتعصب لرأيه وحده وهذا على لسان زملائه أنفسهم، موضحًا «نحن هنا لا ننتقص من قيمة سعد زغلول لكن نقول إن معارضة زملائه له لم تكن من فراغ فهم لم يكونوا أقل منه وطنية إلا أنه كان زعيمًا شعبيًا يمتلك كاريزما خاصة».