«فضيحة الستة» تُربك حسابات سارى فى نهائى «الرابطة الإنجليزية»

عند الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت القاهرة، تنطلق المواجهة النارية بين تشيلسى ومانشستر سيتى، على أرض معلب «ويمبلى» فى نهائى كأس رابطة المحترفين الإنجليزية 2019.
ويجد المدرب الإيطالى ماوريتسيو سارى نفسه فى مواجهة ضغط مزدوج، اليوم، عندما يلاقى مانشستر سيتى فى نهائى كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم، باحثا عن إخراج فريقه تشيلسى من دوامة النتائج السيئة، والتصدى لطموح نظيره الإسبانى جوسيب جوارديولا بحصد الألقاب.
وللمرة الثانية فى أسبوعين، يجد الفريق اللندنى نفسه فى مواجهة حامل لقب الدورى الإنجليزى الممتاز، ساعياً لأن ينتزع منه لقب كأس الرابطة الذى تُوج به العام الماضى على حساب نادٍ آخر من العاصمة هو أرسنال.
ويدخل سارى الذى يُشرف على النادى الإنجليزى فى موسمه الأول بعدما حل بدلا من مواطنه أنطونيو كونتى فى صيف العام 2018، المباراة على خلفية سلسلة تعثرات فى الفترة الماضية، أبرزها الخسارة أمام سيتى صفر-6 فى الدورى المحلى، فى أسوأ نتيجة ل«البلوز» فى مختلف المسابقات منذ العام 1991، وفقدان لقب كأس الاتحاد الإنجليزى إثر الخسارة أمام مانشستر يونايتد بثنائية نظيفة فى الدور الخامس.
ورفعت جماهير تشيلسى، الذى يملكه الثرى الروسى رومان أبراموفيتش، الصيحات عاليا فى وجه المدرب السابق لنابولى الإيطالى، مطالبة بإقالته بسبب سوء النتائج. وما كاد سارى يلتقط بعض أنفاسه بالفوز بثلاثية نظيفة على مالمو السويدى وبلوغ ثمن نهائى مسابقة الدورى الأوروبى «يوروبا ليج» الخميس، حتى عاجله الاتحاد الدولى «فيفا» الجمعة بعقوبة منع التعاقدات لفترتى انتقالات على خلفية خرقه قواعد انتقال اللاعبين القصَّر.
وسيكون سارى أمام فرصة تحقيق لقب أول مع تشيلسى فى موسمه الأول معه، ما سيمنحه حجة قوية فى وجه إدارة النادى ومشجعيه، إذ إن مدربين آخرين يحققون نتائج جيدة مع أنديتهم فشلوا حتى الآن فى نيل الألقاب رغم تمضيتهم فترات أطول منه، مثل الألمانى يورجن كلوب مدرب ليفربول، والأرجنتينى ماوريتسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام.
وفى تصريحات سبقت مباراة الأحد على ملعب ويمبلى الشهير فى العاصمة الإنجليزية، أكد سارى أنه لا يتفهم الضغوط التى تحيط به.
وقال: «نحن نخوض النهائى الأول لنا هذا الموسم. نحن على بعد نقطة واحدة فقط من المركز الرابع فى الدورى الممتاز، آخر المراكز المؤهلة إلى دورى أبطال أوروبا الموسم المقبل، نتساوى بالنقاط مع أرسنال، والناس يقولون إن أرسنال يقدم أداء جيدا».
أضاف: «نحن نقدم أداء أفضل بقليل من أرسنال لأننا فى نهائى، لكن الناس يعتبرون أن موسمنا كارثى. لا أفهم ذلك. أريدكم أن تذكروا أنه فى الموسم الماضى هذا الفريق حصد 70 نقطة وليس 100. ثم فى الصيف غيرنا كل شىء. لذا ثمة مشكلة أخرى لحلها، الأمر ليس سهلا».
لكن سارى، الذى يأمل فى قيادة تشيلسى للقب سادس فى كأس الرابطة، أقر بأنه يدرك أن «فى عملى أحتاج إلى النتيجة، وليس أى أمر آخر».
وقبل الخسارة السداسية القاسية أمام سيتى فى الدورى المحلى فى العاشر من فبراير، حقق سارى وتشيلسى نتيجة قوية بفوز بثنائية على جوارديولا وفريقه على ملعب ستامفورد بريدج فى ديسمبر، كانت الأولى التى يتلقاها الفريق الشمالى فى البريميرليج هذا الموسم.
ورأى سارى أن هاتين النتيجتين لا تشكلان المعيار لقدرة فريقه، معتبرا أن الأخير «هو فى مكان وسطى. من المهم جدا بالنسبة إلينا أن نبقى فى المباراة لوقت طويل جدا، وعندها يمكننا القيام بأمر ما».
وفى ظل الأداء المتفاوت لتشيلسى مؤخرا وصعوبة وضع سارى، يجد جوارديولا نفسه فى موقع المتحكم براحة كبرى بفريقه الذى يقدم أداء ثابتا فى مبارياته المحلية والقارية، بعد فترة صعبة فى ديسمبر خسر خلالها ثلاث مرات فى أربع مباريات فى الدورى.
ويخوض سيتى المنافسة على أربع جبهات توازيا: فإضافة إلى خوضه النهائى غدا وفرصة لقب أول هذا الموسم، يتصدر ترتيب الدورى الإنجليزى بفارق الأهداف (ومباراة أكثر) عن ليفربول، وبلغ ربع نهائى كأس الاتحاد الإنجليزى، ووضع قدما فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا بعد تغلبه فى ذهاب ثمن النهائى على مضيفه شالكه الألمانى 3-2.
إلا أن جوارديولا، الذى يقود سيتى للموسم الثالث، يذكر جيدا أن بدايته مع الفريق، الذى يملكه الوزير الإماراتى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، لم تكن سهلة، وفشل فى موسمه الأول فى إحراز أى لقب.
وقال جوارديولا: «الموسم الأول كان صعبا، قلت إننا نحتاج إلى الوقت ودعمونى فى ذلك (النادى والمشجعون)، واللاعبون كانوا يعرفون من كان المدرب، ومن سيكون المدرب المقبل».
أضاف: «هذه هى الطريقة الأمثل، القيام بالأمور على مدى طويل». وبشأن مباراة الغد التى سيكون فيها سيتى أمام فرصة لقب سادس فى كأس الرابطة، اعتبر جوارديولا أن النتيجة الساحقة التى حققها فريقه عندما استضاف تشيلسى فى وقت سابق هذا الشهر، قد ترتد سلبا الأحد.
وأوضح: «فى تلك اللحظة كنت سعيدا، لكن الآن أقول ليتنا لم نفز عليهم بنتيجة 6- صفر، لا أحب أن أواجه الفريق نفسه (مرتين) فى فترة وجيزة، بعد أن أكون قد تغلبت عليه»، مشيرا إلى أن لاعبى تشيلسى «محترفون وسيبذلون الكثير» من أجل رد الخسارة التى تلقوها. وتابع: «سنخوض النهائى، نحاول أن نتحسن، نقدم أسلوب اللعب الذى يجب تقديمه فى مباراة نهائية، ونحاول الفوز بها».