معتز الألفى رئيس مجلس الأعمال المصرى الكويتى ل«المصرى اليوم»: ندرس الاستثمار فى سيناء وغياب «تنظيم عمل الأجانب» يعوق تواجدنا

أكد معتز الألفى، رئيس مجلس الأعمال المصرى الكويتى، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الكويتية أن شركته تفكر فى إقامة شركة استثمار فى سيناء ولكن المشكة الوحيدة أنه لا يوجد قانون حتى الآن ينظم الاستثمار فى سيناء خاصة للأجانب .
ووصف، فى حواره ل«المصرى اليوم الاقتصادى»، اتجاه الدولة للمشروعات القومية بال«ممتاز»، مشيرا إلى أن العاصمة الإدارية توفر فرص عمل لمدة 20 سنة. وقال إن مصر تستطيع تحقيق معدل نمو 7% لو تم حل المعوقات والتخلص من البيروقراطية، مؤكدا أن الصناعة تعتبر عجلة التنمية فى أى دولة، وأشار إلى أن بعض المصانع لديها مشاكل مالية ومعوقات فنية.. وإلى نص الحوار:
■ يستعد مجلس الأعمال المصرى الكويتى لعقد اجتماعه خلال فبراير الجارى فما هى أجندة اللقاء؟
- قررنا عقد الاجتماع الرابع فى القاهرة الأحد المقبل ومن المقرر أن يحضر الاجتماع عدد من أبرز رجال الأعمال والمؤسسات والشركات العاملة فى الكويت وكان الاجتماع السابق هناك وتم الاتفاق على ضرورة الاجتماع فى الوقت الحالى لمناقشة العديد من القضايا والمشاكل التى تواجه الاستثمارات الكويتية.
■ هل هناك مشروعات محددة من المقرر طرحها خلال الاجتماع؟
- هناك تفكير فى إقامة شركة استثمار فى سيناء تحديدا ولكن المشكة الوحيدة أنه لا يوجد قانون حتى الآن ينظم الاستثمار فى سيناء خاصة للأجانب، فقانون الاستثمار الحالى يطبق على كافة أرجاء مصر ماعدا سيناء وهناك محاذير على إقامة غير المصريين استثمارات هناك.
■ أشرت إلى أن الاجتماع هدفه مناقشة مشكلات الاستثمارات الكويتية فما هى أبرز هذه المشاكل؟
- لدينا قائمة تتضمن 25 مشكلة ومعظمها يتركز فى حل مشاكل تقنين الأراضى.
■ هل تم حل مشاكل سابقة والانتهاء منها؟
- 5 % فقط والباقى مازال قائما، وكل ما يحتاج إليه المستثمرون حاليا هو تقنين وضع الأراضى فقد تم إقامة مشروعات على أراضى وضع اليد وعندما تم الاتجاه لتقنين وضع هذه الأراضى نجد هناك مبالغة فى تسعير الأراضى والمطالبة بدفع سعر اليوم فيها وهو أحد أكبر المعوقات حاليا.
■ هل هناك مشروعات محددة يسعى الجانب الكويتى إلى تنفيذها أو مناقشتها خلال الاجتماع؟
- إحدى الشركات العقارية تسعى إلى بحث الفرص المتاحة فى السوق المصرية وآخرون لديهم فرصة لإقامة مصنع للحديد ولكن فى ظل البيروقراطية التى مازلت سائدة حاليا أجد أنه من الصعب تنفيذه.
■ ما أبرز الصعوبات الموجودة؟
- خلال الفترة الماضية تم اتخاذ العديد من الإجراءات الجيدة يأتى فى مقدمتها إصدار قانون للاستثمار واتخاذ العديد من الخطوات نحو تحسين بيئة العمل ولكن بعض المستثمرين مازالت لديهم مشاكل عالقة من الماضى وتحتاج إلى حلول. وأرى أن العلاقات المصرية الكويتية على مستوى الدولة جيدة جدا فهناك، مثلا، الصندوق الكويتى للتنمية فهو أكبر مستثمر قام بتمويل مشروعات فى البنية التحتية فى مصر من كهرباء وطرق وكل ما طلب منه قام بتنفيذه ولكن القطاع الخاص الأجنبى يعانى من مشاكل كما فى القطاع الخاص المحلى، أهمها البيروقراطية.
■ كيف زادت رغم صدور قانون الخدمة المدنية الذى يقيس أداء الموظف وجودة عمله؟
- على مستوى الحوار مع الرئيس والوزير ونائب الوزير كله سهل التنفيذ ويتم تحقيقه، ولكن الأجهزة من الصعب التعامل معها.
■ هل تعنى أن الأجهزة لا تتخذ قرارات؟
- نواجه صعوبة فى ذلك.
■ طلبت فى وقت سابق تأسيس لجنة برئاسة الرئيس شخصيا لحل مشاكل الاستثمار فهل مازلت ترى أننا نحتاج لهذه اللجنة؟
- مازلت أطالب بها، وفى وقت سابق كان هناك مجلس للاستثمار يضم 2 من المستثمرين السعوديين و2 من الإمارات و2 من السعودية لعرض مشاكل الاستثمار العربى، ولكن الآن لا يوجد مثل هذه النوافذ لمناقشة المشاكل وهو ما يؤجل حلها.
■ ولكن هناك مجلس أعلى حاليا للاستثمار؟
أعتقد أنه عقد اجتماع واحد ومنذ أكثر من عام كامل لم يجتمع.
■ توقع تقرير للبنك الدولى أن يحقق الاقتصاد المصرى معدل نمو يصل لنحو 7 % فكيف يتم هذا؟
- لو تم حل المعوقات والتخلص من البيروقراطية وتقليصها سنكون قادرين على تحقيق معدل نمو 7 % ويزيد ولكن «العجل مفرمل».
■ هناك جدل واسع حول الجدوى الاقتصادية للمشروعات القومية ومنها العاصمة الإدارية وغيرها فكيف ترى هذه المشروعات؟
- الاتجاه للمشروعات القومية الكبيرة «ممتاز»، ومشروع العاصمة الإدارية يوفر فرص عمل جديدة لمدة 20 سنة وهذا جيد جدا، وأيضا إقامة مشروعات كبرى فى مجالات الطرق والكهرباء ومشروعات الصرف الصحى فى القرى جيد جدا وتسهم فى تقديم خدمة عامة ممتازة للشعب المصرى.
■ البعض يرى أنها جيدة ولكن يجب التوقف والعمل فى مجالات الإنتاج؟
- الصناعة عجلة التنمية فى أى دولة.
■ وما تقييمك لوضع الصناعة حاليا؟
- الصناعة بطيئة جدا، فبعض المصانع لديها مشاكل مالية ومعوقات فنية بالإضافة إلى التعثر المالى وعدد كبير من المصانع مغلق، ربما يصل العدد لنحو ألف مصنع.
■ ولكن البنك المركزى طرح مبادرة للمتعثرين ولكن لم يتقدم الجميع؟
- البيروقراطية هى السبب مرة أخرى فالمبادرة جيدة ولكن فى التنفيذ كل مسؤول يخاف ولا يفضل تحمل مسؤولية القرار.
■ ما رأيك فى وتيرة التنمية فى مشروع منطقة تنمية قناة السويس؟
- المشروع واعد جدا، وتباطؤ التنمية طبيعى فمثل هذه المشروعات تحتاج إلى إجراءات وليست سهلة.
■ هناك تفاؤل بأن لها قانونا خاصا وأسلوبا مستقلا للإدارة فهل ترى أن هذا يقلل من البيروقراطية؟
- المنطقة لها قانون مستقل وأرى أنه من الأفضل تكرار هذه التجربة فى العديد من المناطق الصناعية، وأتمنى أن تكون أكتوبر وغيرها منطقة مستقلة تستطيع اتخاذ قرارات بتخصيص الأرض ومد المرافق ومنح رخص البناء وكافة الإجراءات ما يسهم فى تسريع تنفيذ المشروعات وكسب الوقت المهدر فى إصدار الموافقات والتراخيص.
■ ولكن هناك نظام الشباك الواحد فى الاستثمار وهو مسؤول عن تسهيل الموافقات لمختلف الجهات؟
- ليس كما ينبغى، فلو أن المستثمر يحتاج إلى أرض لإقامة مصنع فإن عليه التوجه إلى هيئة التنمية الصناعية، ولو مشروع إسكان فلابد أن يتجه إلى الوزارة نفسها، وبالتالى هناك جهات كثيرة غير متوافرة ولا يمكنه إنهاء كافة الإجراءات.
■ كيف ترى قرار عودة شركة مرسيدس للاستثمار فى مصر؟
- يعطى أملا أن هناك مؤشرا جيدا وفرصا واعدة للاستثمار فى مصر.
■ لماذا لم ينعكس قرار تعويم الجنيه على معدل الصادرات بصورة كبيرة؟
- القرار جيد جدا ولم ينعكس على معدل الصادرات لأنه يحتاج إلى وقت ونحن كدولة نعتمد على الاستيراد بصورة كبيرة تتجاوز الصادرات ولابد من الاهتمام بالإنتاج وتوفير الدعم الكافى لزيادة الصادرات.
■ ولكن هناك صندوقا فعليا لمساندة الصادرات ولديهم مخصصات مالية؟
- لا يكفى والتصدير يحتاج إلى دعم إضافى وحل مشاكل المستثمرين وتقديم كافة التسهيلات، وهناك نموذج ناجح فى دبى من خلال جبل على وحاكمها يسعى وراء كل صاحب مصنع لحل مشكلته وتوفير أرض له وتوفير مياه واستثمارات.
■ هناك اهتمام واضح بقطاع المشروعات الصغيرة فهل سيكون له دور فعال فى تحسين الوضع الاقتصادى؟
- المبادرة الحالية جيدة جدا ولكن المشروعات الصغيرة لا تقيم اقتصاد دولة ولابد من إقامة مشروعات كبيرة قادرة على الإنتاج والتصدير.
■ هل من الأفضل تحديد قطاع صناعى له ميزة تنافسية وتقديم كل أشكال الدعم له أم دعم قطاع الصناعة بصفة عامة؟
- لابد من تشجيع كل القطاعات الصناعية.
■ هل رؤوس الأموال المحلية تكفى أم نحتاج إلى استثمارات أجنبية؟
- هناك رؤوس محلية تبحث عن فرص استثمار ولكنها تواجه تحديات البيروقراطية وعندما يجد الاستثمار الأجنبى أن هناك صعوبات تواجه الاستثمار المحلى يكون القرار صعبا.
■ مصر إحدى الدول التى لديها اتفاقيات تجارية وتسهيلات للدخول للعديد من الأسواق بتخفيضات جمركية.. هل ترى أنها حققت المطلوب منها؟
- الاتفاقيات جيدة ولكن نتائجها ليست بالقوة المطلوبة لأنه ليس لدينا إنتاج كافٍ ولابد من التوسع فى إقامة المصانع خاصة من منتجات السلع المعمرة من بوتجازات وثلاجات فضلا عن الملابس الجاهزة وبالتالى يمكن زيادة معدلات التصدير ولكن مجددا ستواجه هذه المشروعات «الأيدى المرتعشة».
■ بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى كيف ننطلق فى أفريقيا؟
- الدول الأفريقية لا تقارن بأوروبا وأمريكا فى الاستيراد، وتعانى من البيروقراطية والمركزية فى القرارات ولا تعمل جيدا والبلد الأفضل بينها جنوب أفريقيا.
■ تعد المغرب أحد المنافسين الكبار فى قطاع الصادرات الزراعية فهل لديهم تجربة علينا أن نستفيد منها؟
- المغرب لديهم علاقات جيدة فى غرب أفريقيا ولكن لدينا علاقات أقوى بشرق أفريقيا وعلينا الاهتمام بغرب أفريقيا أيضا، بالإضافة إلى أن المغرب لديهم تجربة فى منح الاقتصاد فرصة النمو بلا حدود والانفتاح على الجميع ولا توجد أيدٍ مرتعشة، ومؤخرا دخلت الاستثمارات المغربية إلى مصر فى قطاع البنوك والتأمين.
■ هل إنهاء مشكلة توفير الطاقة له أثر على تشغيل المصانع؟
- الفترة الماضية شهدت طفرة فى حل مشاكل الطاقة ولم يعد لدينا مشكلة فى الوفرة وما نعانى منه حاليا وفرة المياه للمشروعات الزراعية.
■ نعم نعانى من ندرة المياه فهل يمكن تعويضها بمشروعات تحلية المياه؟
- صدر قانون فعلا لتحلية المياه ولكن المشكلة فى منح التراخيص والموافقات لإقامة هذه المشروعات.
■ وماذا عن التكلفة؟
- ليست مشكلة.
■ وماذا عن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة؟
- لدينا مشروعات كبيرة فى مصر فى هذه القطاع وتختلف تماما عن الماضى ومنها أكبر محطة فى أسوان وحققنا خطوات مهولة فى البنية التحتية والطرق والمياه والصرف ولكن نريد أن نشجع الاستثمار.
■ المجلس الرئاسى الأمريكى ليس له نشاط فهل ترى ضرورة تفعيله حاليا؟
- لا أعرف نشاطه حاليا وكان جيدا فى حينه واستطاع السماح للقطاع الخاص بشراء بنوك وشركات تأمين وفتحوا الباب على الاقتصاد ولكن الأن الوضع مختلف.
■ كنت أحد المتحمسين للنظام الجديد للتعليم فى الوقت الذى يعارضه عدد ليس بالقليل من الأسر المصرية لماذا؟
- لابد من الاهتمام بالتعليم، وأنا موافق جدا على النظام التعليمى الجديد وإدخال التابلت وقد استمعت إلى شرح وافٍ من الوزير فى قمة المعرفة بدبى والتقيت وزير التعليم العالى وربما يحتاج الوزير إلى استمرار شرح النظام الجديد للمواطن حتى يرى أهميته وجدواه.
■ هل الناس فى مصر لديها خوف من التغيير؟
- الناس تعودت على شىء معين ولا تريد التغيير تحت مسمى «إحنا كده كويسين».
■ باعتبارك عضوا فى مجلس إدارة الجامعة الأمريكية.. هل إقامة جامعات جديدة سواء كندية أو ألمانية تمثل منافسة؟
- أنا عضو فى مجلس إدارة الجامعة الأمريكية من 22 سنة وأرى أن المنافسة صحية وكلما زاد عدد الجامعات كان هذا أمرا جيدا وهناك توصية من الرئيس بإقامة عدد من الجامعات الخاصة فى العاصمة الإدارية وهذا أمر جيد.