فى أكتوبر 2017 أطلق كل من سامح ثابت، شاب قبطى، وهناء كمال، فتاة مسلمة، مبادرة التعايش السلمى بين أصحاب الديانات المختلفة بصعيد مصر بشكل تطوعى وبتمويل ذاتى لاحتضان الأطفال المسلمين والمسيحيين على السواء، لإذابة أى فوارق أو حساسية يمكن أن تنشأ بينهم بسبب اختلاف الديانة. واحتفالًا بمولد المسيح، قرر الشابان الإعلان عن إقامة مأدبة تجمع هؤلاء الأطفال فى يوم ترفيهى عنوانه «المحبة». بقرية الشغب، إحدى القرى التابعة لمركز إسنا فى محافظة الأقصر، عمت أجواء الفرحة والبهجة على نحو ما يقرب من 40 طفلا من أبناء الصعيد احتفالًا بعيد الميلاد، يقول سامح ثابت: «برنامج اليوم تتخلله سينما وعرض فيلم عن التعايش وقبول الآخر، ومائدة تجمع الأطفال، وتوزيع هدايا أعياد الميلاد من بالونات وحلوى، وورشة إعادة تدوير». ويضيف: «فكرة المبادرة وردت على أذهاننا بعد أن وجدنا أن هناك حساسية بين الأطفال المسلمين والمسيحيين بالصعيد، ويخشى كل منهم الارتباط بصداقة مع الطرف الآخر، بسبب المفاهيم الخاطئة فى الفكر والسلوكيات». لم تكن مأدبة طعام المحبة هى المبادرة الأولى التى يطلقها سامح ثابت، باحث الماجستير بكلية التربية بجامعة جنوب الوادى، وهناء كمال، خريجة كلية الخدمة الاجتماعية، حيث قاما بإطلاق عدة ورش من ذى قبل للعمل على تقريب الأطفال من بعضهم البعض، يقول سامح: «عملنا (ورش) عن التربية المدنية والعلاج بالفن والألعاب الرياضية لنحو 100 طفل و100 من أولياء أمورهم من الأقباط والمسلمين». خلال الورش، يقوم الشاب الثلاثينى والفتاة العشرينية بتعريف الأطفال وأولياء أمورهم بالقيم الإيجابية وإنشاء علاقات محبة وصداقة بينهم، وتكوين فريق كرة قدم مشترك، كما أنه تم عمل مائدة إفطار خلال شهر رمضان الماضى، يقول سامح: «قام الأطفال بالمشاركة فى إعداد المائدة وخدمة الضيوف المشاركين فيها، كما تم عمل مسابقات كشافة وفرق نظافة وفرق فنية مشتركة ورحلات ثقافية وترفيهية». ويردف: «أهدافنا تكوين جيل قادر على قبول الآخر وتضمينه داخل المجتمع، وتضييق الفجوة الإنسانية بين النوع الاجتماعى، وتنشئة جيل يحارب الطائفية وينبذ التعصب الدينى». أحمد مصطفى
