الله المحبة تجسدت رحمته على مائدة رمضانية بأقصى الصعيد، أقامها شاب مسيحي من قرية حجازة بمركز قوص لإفطار أخوته من المسلمين، تحت شعار "أفراحنا واحدة". عدسة "مصراوي" زارت مائدة الرحمن التي أقامها سامح ثابت ابن محافظة قنا، وجسدت حالة التلاحم الوطني بين المسيحيين والمسلمين بصعيد مصر، وتجلى فيها صدق المشاعر الجنوبية البسيطة بين عنصري الأمة. "صُمت اليوم لأجلهم وليعلم العالم أن صعيد مصر ليس منبعًا للفتن الطائفية كما يروج البعض أو يفهم بعض الحوادث الفردية خطأ"؛ يقول سامح ثابت الشاب الثلاثيني الذي أكد أن أهالي صعيد مصر نسيج واحد يتلاحم في الأفراح والأحزان. من جانبه، رحب الأب فرانسيس سليمان راعي كنيسة ماري جرجس للأقباط الكاثوليك بحجازة بقوص بمبادرة سامح ثابت، وقال إنها خير مثال على فطرة الشعب المصري النقية التي حث عليها السيد المسيح، في قوله: "الله محبة". وأضاف أن سامح حينما جاء إليه ليستأذنه في إقامة مبادرته قرر مشاركته المحبة بالمساهمة في تكاليف المائدة التي أقيمت داخل حرم الكنيسة الكاثوليكية بمركز قوص. وقالت هناء علي منسقة المائدة والمسؤولة بمؤسسة مبادرة التعايش السلمي بصعيد مصر إن مائدة الإفطار المسيحية أدخلت السرور على جميع أهالي قرية حجازة وأكدت فعليًا أن الشعب المصري نسيج واحد لن يستطيع أحد أن يمزق ترابطه أو يفرق أبناء الوطن الواحد. وأشارت هناء إلى أنها حرصت على أن تدعو الأطفال المسيحيين والمسلمين المائدة، ليتشاركوا الطعام والشراب بما يزرع فيهم روح المحبة والتعايش بشكل راسخ منذ الصغر تسموا معه نفوسهم وعقولهم بعيدًا عن التطرف والانغلاق الفكري. الشيخ سعود محمد الإمام بالأوقاف وجه، من جانبه، الشكر لسامح ثابت، في كلمة على رأس المائدة، أكد فيها أن مثل هذه الفعاليات تقوي مناعة المجتمع المصري ضد أي محاولات للتشكيك في حصانته ضد أي توترات طائفية، مؤكدًا أن الأصل في هذا الشعب المصري الاعتدال والتعايش مهما كانت المكائد.
