رئيس موريتانيا يستعد لزيارة سوريا.. والبنتاجون: الانسحاب مدروس جيداً

حذر المبعوث الأممى إلى سوريا، ستيفان دى ميستورا، من إمكانية تعزيز تنظيم «داعش» لمواقعه، بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا، بينما أوصى قادة أمريكيون بالسماح للمقاتلين الأكراد بالاحتفاظ بأسلحة تمكنهم من التصدى لداعش، فيما ظهرت أنباء عن استعداد رئيس موريتانيا لإجراء زيارة وشيكة إلى سوريا.
وقال المبعوث الأممى إلى سوريا، ستيفان دى ميستورا، الذى سيغادر منصبه بداية العام المقبل، فى حوار مع قناة «آر تى إس»، إن سحب القوات الأمريكية سيوجه ضربة إلى الأكراد بالدرجة الأولى، واصفا إياهم بأنهم «مكون مهم جدا فى سوريا، ولا يجب أن نتجاهله بأى حال من الأحوال».
وأشار دى ميستورا إلى أن الولايات المتحدة تستطيع أن تواصل مشاركتها فى تسوية الأزمة السورية من خلال العمل الدبلوماسى.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، على حسابها الرسمى بموقع تويتر، إن «المرحلة التالية من الدعم الأمريكى للتحالف الدولى فى سوريا عملية محكمة ومدروسة بشكل جيد، ومن خلال دعم متبادل (بين أطراف التحالف)، وتركز على انسحاب أفراد قواتنا مع اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لضمان سلامتهم وحمايتهم».
ونقلت وكالة رويترز عن 4 مسؤولين أمريكيين إن قادة أمريكيين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم داعش بالاحتفاظ بالأسلحة التى قدمتها لهم الولايات المتحدة فى خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن فى حلف شمال الأطلسى.
وقال 3 من هؤلاء المسؤولين الذين لم يتم الكشف عن هويتهم إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجرى بشأن مسودة خطة للجيش الأمريكى. ولم تُعرف التوصية التى سترفعها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى نهاية الأمر للبيت الأبيض.
وأضاف المسؤولون أن المناقشات فى مراحلها الأولى داخل البنتاجون ولم يتم اتخاذ قرار بعد. وسيتم عرض الخطة بعد ذلك على البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كى يتخذ الرئيس دونالد ترامب القرار النهائى. وقال البنتاجون إن التعليق عما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمرا «غير ملائم» وسابقا لأوانه.
وقال شين روبرستون، المتحدث باسم البنتاجون، إن «التخطيط جار ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات فى الوقت الذى يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا».
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الولايات المتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب الكردية فى سوريا أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد تنظيم داعش. وأضاف أن «القتال لم ينته. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ فى طلب إعادة السلاح».
وسيؤدى اقتراح ترك الأسلحة التى قدمتها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب والتى قد تشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر إلى طمأنة الحلفاء الأكراد على أنه لن يتم التخلى عنهم، لكن تركيا تريد أن تستعيد الولايات المتحدة هذه الأسلحة، ولذلك فإن توصية القادة، إذا تأكدت، قد تؤدى إلى تعقيد خطة ترامب بالسماح لتركيا بإنهاء القتال ضد داعش داخل سوريا.
ويحتفظ البنتاجون بسجلات الأسلحة التى زود وحدات حماية الشعب بها وسلسلة حيازتها. ولكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن تحديد أماكن كل هذه الأسلحة ستكون عملية شبه مستحيلة. وتساءل أحد المسؤولين: «كيف سنستردها ومن الذى سيستردها؟».
ويتزامن النقاش بشأن ما إذا كان سيتم ترك الأسلحة مع وحدات حماية الشعب مع زيارة جون بولتون، مستشار الأمن القومى الأمريكى، لتركيا وإسرائيل هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن الوضع فى سوريا.
وقال مسؤول أمريكى: «فكرة أننا سنستطيع استعادتها تتسم بالحمق. لذلك سنتركها فى مكانها».
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «الجواهر» الموريتانية أن «الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز سيقوم بزيارة رسمية إلى سوريا للقاء الرئيس السورى بشار الأسد، فى ثانى زيارة لرئيس عربى لسوريا منذ 8 سنوات»، مشيرة إلى أن «الرئيس الموريتانى قرر الاستجابة لدعوة من الأسد لزيارة سوريا مقدمة منذ فترة، حيث حدد لها بداية الشهر القادم».
وأوضحت الصحيفة أن «مصادر أشارت إلى أن بعض موظفى السفارة السورية فى نواكشوط أكدوا موضوع الزيارة لمقربين منهم».
يأتى ذلك بعد قيام الرئيس السودانى عمر البشير بزيارة قصيرة ومفاجئة إلى دمشق منتصف الشهر الجارى، لم يُعلن عنها إلا بعد انتهائها، حيث عقد خلالها مباحثات مع الرئيس السورى.
وتعتبر أول زيارة لرئيس عربى إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية قبل نحو 8 سنوات.
كما تداولت وسائل إعلام أخرى أنباء مفادها بأن الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى يستعد لتوجيه دعوة إلى الرئيس السورى بشار الأسد لزيارة تونس وحضور القمة العربية المقبلة فى مارس 2019».
من جانبه، نفى وزير الخارجية التونسى خميس الجهيناوى، فى تصريح ل«موزاييك إف أم»، هذه الأنباء، قائلا: «تونس لم ترسل دعوات حاليا إلا للسعودية والإمارات». وأشار وزير الخارجية التونسى إلى أن اتخاذ قرار حول سوريا قد يتم بعد اجتماع الرؤساء العرب فى القمة، قائلا: «هم من يقررون وليست تونس».