تقرير: قادة عسكريون أمريكيون يوصون باحتفاظ الأكراد بالأسلحة المقدمة من واشنطن.. والبنتاجون: حديث سابق لأوانه روسياوتركيا تبحثان تداعيات الانسحاب الأمريكى من سوريا.. وأنباء عن زيارة محتملة لرئيس موريتانيا إلى دمشق قريبا أعلن مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، أمس الأول، أنه سيقوم بزيارة تركيا وإسرائيل للتنسيق بشأن سوريا، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا. وقال بولتون إنه سيتوجه فى يناير إلى تركيا التى دعمت بشدة تحرك ترامب المفاجئ وإسرائيل، حليفة واشنطن المقربة التى أثار القرار قلقها. وأوضح بولتون فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «سنناقش عملنا المتواصل فى معالجة التحديات الأمنية التى يواجهها الحلفاء والشركاء فى المنطقة، بما فيها المرحلة المقبلة من القتال ضد تنظيم داعش الإرهابى فى وقت تبدأ الولاياتالمتحدة بإعادة جنودها من سوريا»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ومن المتوقع أن يلتقى وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو رئيس الوزراء الإسرائيلى فى البرازيل لبحث الشأن السورى. فى سياق متصل، قال أربعة مسئولين أمريكيين إن قادة أمريكيين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون «داعش» بالاحتفاظ بالأسلحة التى قدمتها لهم واشنطن، فى خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة الولاياتالمتحدة فى حلف شمال الأطلسى «الناتو». وقال ثلاثة من هؤلاء المسئولين، الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، لوكالة «رويترز» إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجرى بشأن مسودة خطة للجيش الأمريكى. ولم تُعرف التوصية التى سترفعها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى نهاية الأمر للبيت الأبيض. وأضاف المسئولون إن المناقشات فى مراحلها الأولى داخل البنتاجون ولم يتم اتخاذ قرار بعد. وسيتم عرض الخطة بعد ذلك على البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كى يتخذ الرئيس ترامب القرار النهائى. من جهته، قال البنتاجون إن التعليق عما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمرا «غير ملائم» وسابقا لأوانه. وقال المتحدث باسم البنتاجون، شين روبرستون إن «التخطيط جار ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات فى الوقت الذى يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا». وقال المسئولون الأمريكيون إن إعلان ترامب أثار قلق القادة الأمريكيين الذين يعتبرون قراره بمثابة خذلان لوحدات حماية الشعب الكردية التى قادت القتال الذى أدى إلى القضاء على «داعش» بشمال شرق سوريا. وتنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب على أنها امتداد لحزب العمال الكردستانى وتصنفها منظمة إرهابية، وهددت تركيا بشن هجوم على وحدات حماية الشعب مما أثار مخاوف من حدوث تصعيد فى أعمال العنف يمكن أن يلحق الأذى بمئات الآلاف من المدنيين. وقال أحد المسئولين الأمريكيين إن الولاياتالمتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد داعش، مضيفا أن «القتال لم ينتهِ. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ فى طلب إعادة السلاح». وسيؤدى اقتراح ترك الأسلحة التى قدمتها الولاياتالمتحدة مع وحدات حماية الشعب والتى قد تشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر إلى طمأنة الحلفاء الأكراد على أنه لن يتم التخلى عنهم. ولكن تركيا تريد أن تستعيد الولاياتالمتحدة هذه الأسلحة ولذلك فإن توصية القادة، إذا تأكدت، قد تؤدى إلى تعقيد خطة ترامب بالسماح لتركيا بإنهاء القتال ضد «داعش» داخل سوريا. ويحتفظ البنتاجون بسجلات الأسلحة التى زود وحدات حماية الشعب بها وسلسلة حيازتها. ولكن المسئولين الأمريكيين قالوا إن تحديد أماكن كل هذه الأسلحة ستكون عملية شبه مستحيلة. وتساءل أحد المسئولين «كيف سنستردها ومن الذى سيستردها؟». وكانت الولاياتالمتحدة قد بدأت فى مايو 2017 فى توزيع السلاح والعتاد على وحدات حماية الشعب لشن هجوم ضد الرقة معقل «داعش». وأبلغت الولاياتالمتحدةتركيا أنها ستسترد الأسلحة بعد هزيمة التنظيم الإرهابى الذى فقد كل الأراضى التى كان يسيطر عليها فى شمال شرق سوريا باستثناء بضع مساحات صغيرة. وقال مسئول أمريكى «فكرة أننا سنستطيع استعادتها تتسم بالحمق. لذلك سنتركها فى مكانها». وقال مصدر مطلع على المناقشات الخاصة بخطة الانسحاب الأمريكى إن البيت الأبيض والرئيس التركى رجب طيب أردوغان سيعارضان اقتراح السماح باحتفاظ وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة التى حصلت عليها من الولاياتالمتحدة. وأضاف المصدر، الذى طلب عدم كشف هويته، أن هذه التوصية تمثل «رفضا لسياسة ترامب بالانسحاب من سوريا». وفى موسكو، قال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو فى مستهل اجتماع أمس، مع وزيرى الدفاع والخارجية التركيين بحضور وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن الاجتماع يتناول ما يجب القيام به بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، والوضع فى إدلب وكذلك كل ما يخص شرق الفرات». من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «الجواهر» الموريتانية، أمس الأول، نقلا عن مصادر مطلعة، أن «الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز سيقوم بزيارة رسمية إلى سوريا للقاء نظيره السورى بشار الأسد، فى ثانى زيارة لرئيس عربى لسوريا منذ ثمانى سنوات، مشيرة إلى أن الرئيس الموريتانى قرر الاستجابة لدعوة من الأسد لزيارة سوريا مقدمة منذ فترة حيث حدد لها بداية الشهر القادم». وأوضحت الصحيفة، أن «المصادر أشارت إلى أن بعض موظفى السفارة السورية فى نواكشوط أكدوا موضوع الزيارة لمقربين منهم». وكان الرئيس السودانى عمر البشير، قد قام بزيارة قصيرة ومفاجئة إلى دمشق منتصف الشهر الحالى، لم يعلن عنها إلا بعد انتهائها.