سيرة فى صورة: جمال بدوى.. حارس تاريخ مصر

ونحن نستحضر هنا سيرة الكاتب الصحفى الكبير الراحل وأحد أبرز مؤرخى العصر الحديث كأننا نستضيفه فى بيته فهو أحد حراس التاريخ المصرى وواحد من أهم الأقلام التى وثقت للذاكرة التاريخية المصرية لقب بدوى ب«شيخ الصحافة المتحرر وجبرتى العصر» وقد تراوحت كتابات جمال بدوى بين الشأن العام والتاريخ والسياسة والفكر وقدم البرامج فى الإذاعة والتليفزيون، تميزت ببساطة سرده المشوق الغزير، ومن هذه البرامج «حكايات مصرية وقطايف» الرمضانى.
اسمه كاملاً محمد جمال الدين إسماعيل بدوى. وهو مولود فى 12 فبراير 1934 فى بسيون بالغربية، ونشأ وتعلم فى كتاتيبها ومدارسها الأولى وتخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة عام 1961، وأثناء دراسته اختاره مصطفى أمين للعمل فى أخبار اليوم، وانتدب فى عام 1972 مع آخرين إلى دولة الإمارات لإصدار صحيفة «الاتحاد» وعاد فى 1981 لأخبار اليوم، وفى 1984 شارك فى تأسيس صحيفة الوفد مع الراحل مصطفى شردى وعمل مديرا للتحرير، ثم رئيسا للتحرير فى 1989 إلى أن استقال وعاد إلى أخبار اليوم وتخصص المؤرخ جمال بدوى فى كتابة الدراسات التاريخية فى صحف مؤسسة أخبار اليوم ومجلة المصور بدار الهلال أسبوعيا والجمهورية والاتحاد الإماراتية والشرق القطرية.
حاز جمال بدوى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس مبارك عام 1995، والجائزة الأولى من جريدة الشرق الأوسط عن أفضل مقال نشر فى عام 1996وحاز كتابه «أنا المصري» على أوسكار أفضل كتاب فى المعرض الدولى للكتاب فى عام 2004 وقد أسس جريدة «صوت الأزهر» فى عام 1999، ودخل العديد من المعارك الصحفية منها معركته الشهيرة ضد الصحافة الصفراء وما تنشره من أخبار كاذبة تضر بسمعة كثيرين، ومعركته ضد قانون اغتيال حرية الصحافة رقم 93 لعام 1995التى انتهت برفض مبارك التصديق عليه.
وكان له برنامج كل اثنين على القناة الأولى، ول«بدوي» حوالى عشرين كتابا فى الفكر والتاريخ، منها «فى محراب الفكر، محمد على وأولاده، مسلمون وأقباط من المهد إلى المجد، فى دهاليزالصحافة، الطغاة والبغاة، الوحدة الوطنية بديلا عن الفتنة الطائفية، معارك صحفية، حكايات مصرية، أنا المصري». كان بدوى عضوا فى الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس لجنة الثقافة والفكر.
وإثر وفاة جمال بدوى فى 31 ديسمبر 2007 نفذت أسرته وصيته بإهداء مكتبته للمكتبة المركزية لجامعة القاهرة وإثر هذا صرحت سوسن عبد الحكم مدير إدارة تنمية المجموعات بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة قائلة إن مكتبة جمال بدوى تعكس موسوعيته المعرفية فى جميع المجالات فجمعت بين العلوم والآداب والتاريخ ولقد كان شخصية مؤثرة وحافظة للتراث والتاريخ المصرى والذى كان واحدا من أهم حراسهما كما كان أفضل من تحدث فى التاريخ فقد كان حكاء بارعا يصل أسلوبه الجاذب لكافة المستويات من أفراد الشعب ولقد أضافت مكتبته الكثير لمكتبة الجامعة وبخاصة فى الموسوعات والتاريخ.