150 شركة تشاهد محتوى الرسائل الشخصية على «فيس بوك»

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، أن عملاق التواصل الاجتماعى «فيسبوك» شاركت بيانات المستخدمين، بما فى ذلك رسائلهم الخاصة، مع شركات كبرى، منها «نتفليكس» و«مايكروسوفت» و«ياهو» و«سبوتيفاى»، وذلك بتصنيفها ك«شركاء بيانات»، ما أعفاها من ضوابط الخصوصية المعتادة.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير أن «فيسبوك» لا تقوم ببيع بيانات المستخدمين بل دخلت فى شراكات مع أكثر من 150 شركة، تقوم بإعطائها البيانات للاستفادة المتبادلة، موضحة أن «فيسبوك» زادت عدد المستخدمين ورفعت إيراداتها من الإعلانات، بينما استطاعت المؤسسات الشريكة اكتساب مزايا لجعل منتجاتها أكثر جاذبية، وفقا للتقرير الذى اعتمد على لقاءات مع نحو 60 شخصا، من بينهم شركاء وعاملون سابقون فى «فيسبوك» ومسؤولون حكوميون سابقون، بالإضافة إلى أكثر من 200 صفحة من المستندات التى تم إنشاؤها فى عام 2017 بواسطة متعقب الشراكة التلقائية فى «فيسبوك».
وبحسب الصحيفة، ترى «فيسبوك» أن شركاءها يلتزمون بإعدادات الخصوصية الخاصة بهم، وأنها تعتبر هؤلاء الشركاء امتداداً ل«فيسبوك»، لذا تقول الشركة إنها لا تنتهك قرار موافقة لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية فى عام 2011، ولا تقوم بمشاركة البيانات دون إذن.
وقال ديفيد فلاديك، الذى كان يدير مكتب حماية المستهلك فى لجنة التجارة الفيدرالية، للصحيفة، إن «ما فعلته (فيسبوك) يعطى طرفا ثالثا الحق فى جمع المعلومات الشخصية عنك دون إبلاغك أو الموافقة عليها».
وقالت متحدثة باسم «فيسبوك»: «لم نجد أى دليل على سوء التعامل مع البيانات من قبل شركائنا»، وقال بعض أكبر الشركاء، مثل «أمازون» و«مايكروسوفت» و«ياهو»، إنهم استخدموا البيانات بشكل مناسب. ولم تعترف «فيسبوك» بأنها أساءت إدارة بعض شراكاتها، ما سمح بمواصلة تدفق المعلومات الشخصية للمستخدمين لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الغرض من ذلك.
وقالت الصحيفة إنه «على عكس أوروبا، حيث تخضع شركات التواصل الاجتماعى لقواعد صارمة، لا يوجد لدى الولايات المتحدة قانون عام حول خصوصية المستهلك، ما يجعل شركات التكنولوجيا حرة فى استخدام المعلومات الشخصية، طالما أنها لا تضلل مستخدميها».
ومن اللافت أن بعض أشكال التعاون مع بعض الشركات مثل «نتفلكس» و«سبوتيفاى» و«البنك الملكى» فى كندا يسمح لها بقراءة الرسائل وأيضاً التدخل بحذف محتويات من رسائل المستخدمين دون علمهم، كما يمكنها الاطلاع على كافة المشاركين فى المحادثات وإضافة رسائل، وعلى الرغم من ذلك فإن «نتفلكس» و«سبوتيفاى» أنكرتا تمامًا معرفتهما بذلك.
كما تضمنت وثائق «فيسبوك» أسماء 60 شركة من مصنعى الهواتف الذكية التى تحصل على بيانات المستخدمين السرية دون علمهم، بحجة أنهم شركاء «فيسبوك»، ويساعدون على تقديم خدمة مميزة لمستخدمى هواتفهم على الشبكة الاجتماعية، أبرزها «أبل» التى أنكر مسؤولون بها تقرير الصحيفة الأمريكية، وبحسب التقرير، فإن هذه الشركات ليست الوحيدة التى لديها اطلاع واسع على بيانات المستخدمين، حيث سمحت «فيسبوك» لمحرك بحث مايكروسوفت «بينج» بمشاهدة أسماء أصدقاء المستخدمين دون إذن.