صحافة القاهرة: عبير تزيح كاميليا من المناشيت .. ومبارك يبكي أمام المحقق في المستشفى

تراجعت أصداء أحداث إمبابة في صحف الخميس الصادرة في القاهرة، إلا من خبر نقلته صحيفة الأخبار في صفحتها الثالثة على لسان مصدر عسكري، نفى فيه ما تردد حول قيام السيدة عبير فخري، التي أشعلت الأحداث الطائفية بإمبابة، بتسليم نفسها إلى إحدى الوحدات العسكرية، وفقا للتصريحات التي أدلت بها في إحدى الفضائيات.
وقال المصدر العسكري إن «البحث عن عبير وتأمينها هو مهمة الشرطة المدنية لا القوات المسلحة».
وفي المقابل اختفى اسم السيدة كاميليا شحاتة، التي ظلت بطلة لعناوين الصحف خلال الأسبوعين الماضيين عقب تظاهرات لأتباع التيار السلفي، طالبوا فيها باستعادتها قبل تفجر أزمة إمبابة، التي ارتفعت حصيلة القتلى فيها إلى 15 مواطنا بعد وفاة ثلاثة من المصابين ال242، حسب بيان وزارة الصحة.
وفي خبر آخر نقلته صحيفة الشروق، رجح مصدر قضائي أن توجه النيابة العامة تهمة التحريض على إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط إلى عبير والمدعو ياسين ثابت، الذي «ادعى كذبا أنه زوجها»، إلا أن محاميها استبعد ذلك وتوقع أن يجري استدعاؤها كشاهدة.
أحداث إمبابة نفسها كانت صانعة لحدث هام وهو إعلان مجلس الوزراء عن قرار قانون موحد لدور العبادة وآخر لمكافحة التمييز خلال شهر، بالإضافة لتشكيل ما يسمى ب«لجنة العدالة الوطنية للتصدي لمحاولات إثارة الفتنة الطائفية».
كما أصدر المجلس قرارًا بحظر التظاهر والتجمهر أمام دور العبادة، وتأتي هذه الخطوات بعد صدور بيانات عدة من القوى المشاركة في الثورة بالعودة إلى الشارع حال عدم قيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة بدورهما في حماية المنشآت والمواطنين والحفاظ على مكتسبات الثورة، بعد ما رأت هذه القوى «تقاعسا» في حماية المواطنين وحفظ سلامتهم وإطلاق يد جماعات معادية للديمقراطية والحريات المدنية بهدف تقويض الثورة.
دموع مبارك
على صفحتها الأولى، نشرت صحيفة الأخبار صورة للرئيس السابق وبجانبها عناوين جاء في أولها:
«الرئيس السابق يبكي أمام المحقق في المستشفى"»، وتلخصت هذه الاعترافات، التي نقلتها الأخبار عن التحقيقات التي أجريت الأربعاء مع مبارك في محبسه الاحتياطي بمستشفى شرم الشيخ، في أن «مبارك توقف عن ممارسة مهام وظيفته كرئيس للجمهورية عقب وفاة حفيده العام الماضي».
ونفت الأخبار، في تقرير نشرته حول التحقيقات، نبأ فقدان الرئيس السابق لوعيه أثناء التحقيق، والذي تداولته بعض المواقع الإلكترونية.
وسجلت الصحيفة أن «أسرة مبارك قد اختفت تماما من أروقة المستشفى عقب صدور قرار بتجديد حبسه لمدة 15 يومًا أخرى على ذمة التحقيقات الجارية معه بتهم الفساد والتربح وقتل المتظاهرين».
كما نشرت نفي مبارك لما جاء بأقوال ابنه الأصغر، جمال، بأن «الرئيس السابق يمتلك أرصدة وسندات وممتلكات لم يعترف بها أو يذكرها في إقرارات ذمته المالية».
وأكدت الصحيفة أن «مبارك بكى عند إعلامه بالتهم الموجهة لنجليه ونفى عنهما القيام بالتربح أو استغلال النفوذ، قائلا إن علاء وجمال لم ينالا نصيبيهما من الدنيا».
ونشرت صحف الخميس وقائع فساد جديدة بطلها وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، الذي كشفت تقارير للرقابة الإدارية عن «إخفائه لثروات ضخمة مسجلة باسم زوجته الألمانية». وذكر تقرير منشور بالأخبار على صفحتها السابعة تفاصيل حول هذه الثروات التي قدرتها الأخبار بمليار جنيه هي الحصيلة السوقية ل44 قصرا وقطع أراض استولى عليها العادلي من أملاك الدولة.
ورصدت الأخبار تفاصيل رشوة حصل عليها الرئيس السابق من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد لتورطه في قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.
وعلى ذات الصفحة نشرت الأخبار بيانات، نسبتها إلى تقارير حصلت عليها حول ثروات الوزير السابق كمال الشاذلي أمين التنظيم الأسبق في الحرب الوطني المنحل، وذكرت أن النيابة قررت حبس أحد أقارب الوزير السابق بتهمة إخفاء ثروات جمعها الوزير المتوفى «بشكل غير مشروع بالتواطؤ معه».
أزمة بالإخوان
وتبدو بوادر أزمة جديدة داخل جماعة الإخوان المسلمين حسبما نقلت صحيفة الأهرام على صفحتها الخامسة وذلك بقرار المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان بتحويل القيادي الإخواني الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للتحقيق لمخالفته لقرار مكتب الإرشاد بعدم قيام المنتمين للجماعة بترشيح أنفسهم لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وقال الشاطر، في تصريحات خاصة للأهرام، إن لجنة التحقيق التي أحيل إليها أبو الفتوح ستنظر في تداعيات قراره، مؤكدا أن من يدعم القيادي الإخواني المرشح في حملته الانتخابية ستجري إحالته للتحقيق كذلك.
وكان عبد المنعم أبو الفتوح قد أعلن، الثلاثاء، عن نيته الترشح لمنصب رئيس الجمهرية خلال الانتخابات المقبلة وذلك بعد فترة سادت فيها شائعات تفيد نيته للترشح دون تأكيد أو نفي من جانبه.
ونشر موقع «المصري اليوم» نبأ اعتزام أبو الفتوح للترشح في الوقت الذي كان ينفي فيه القيادي الإخواني، محمد مرسي، رئيس حزب العدالة والحرية المنبثق مؤخرا عن جماعة الإخوان، وجود أي مرشح ينتمي للجماعة خلال الانتخابات المقبلة.
وقال مرسي في برنامج «آخر كلام» للإعلامي يسرى فودة: «الجماعة ستنتظر صدور بيان رسمي عن أبي الفتوح لتعلن بعده موقفها من ترشحه».
يُذكر أن الجماعة تعرضت مؤخرا لانسحاب واستقالة عدد من قياداتها عقب رفض مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة أن تتحول إلى كيان سياسي رسمي معلن عبر حزب أو جمعية أهلية، وإنشائها لحزب يقتصر دوره على المنافسة في الانتخابات للوصول بالجماعة إلى السلطة.
كما سادت حالة من الغضب في صفوف شباب الإخوان المسلمين عقب قيام مجلس شورى الجماعة في اجتماعه الأخير بتسمية قيادات حزب «الحرية والعدالة» دون انتخاب.