استنكرت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تحريضات تنظيم داعش الإرهابى، المتزايدة ضد اليهود والمسيحيين المسالمين في البلاد الإسلامية وغيرها، مؤكدة أنها دعوة لإشعال نار الفتنة في العالم كله باسم الأديان، والأديان براء من ذلك وممن دعا إليه من دعاة الشر والتخريب. وقالت المنظمة في بيان لها، السبت، إن «من الأسس العظيمة التي قام عليها التشريع الإسلامي تحقيق مصالح العباد جميعًا والحفاظ عليهم، ومن أجل ذلك كان من الضروريات التي أوصت بها الشريعة: حفظ النفس البشرية، الذي يعني حفظ الدماء البشرية من أن تهدر وتسفك بغير حق، قال تعالى في صفات عباد الرحمن: «وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»[الفرقان: 68_70]، وقال عز وجل:«مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» [المائدة: 32]، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حرامًا» [رواه البخاري]». وأوضحت المنظمة أن «حرمة الدماء ليست قاصرة على المسلمين فحسب، بل تشمل كذلك غير المسلمين الذين لا يحاربون أحدًا ولا يعتدون على أحد، فأولئك حرم الإسلام الاعتداء عليهم، لأنه اعتداء على الإنسانية كلها»، مشددة على «ضرورة إشاعة روح المحبة والرحمة والتعاون على سلام البشرية وأمنها وتقدمها، كما أمر الله ورسوله، وأن يتصدى المجتمع الإنساني كله لهؤلاء الذين يريدونها فتنة وحربًا تأكل الأخضر واليابس». وطالبت المنظمة «شباب الإسلام بعدم الانسياق وراء تلك الدعوات الخبيثة التي تخالف هدي الله تعالى وهدى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم». كان تنظيم داعش الإرهابي قد أصدر عدة نشرات على مواقع التواصل الاجتماعي يحرض فيها شباب المسلمين على «استهداف المواطنين المسالمين من اليهود والمسيحيين، زاعمًا أن في هذا نصرة للإسلام والمسلمين، وقصاصًا من أعداء الإسلام، وأعداء دولة الخلافة المزعومة».
