«اضطراب النوم المفرط» أثناء النهار .. أطباء يشرحون الأسباب وطرق التخلص منه

يُعد النوم حاجة فسيولوجية مثل الحاجات الفسيولوجية الأخرى كالجوع والعطش والحاجة إلى الهواء، ويحتاج الشخص البالغ إلى النوم لفترة تتراوح من 6 إلى 9 ساعات يوميا، وذلك حسب السن والصحة العامة والعادات اليومية، ويقوم الجهاز العصبى أثناء النوم بمجموعة من الوظائف البيولوجية التي لا تقل في أهميتها عن وظائفه أثناء الاستيقاظ، ففضلا عن الراحة والاستعداد لمهام يوم جديد يقوم المخ بإعادة ترتيب المعلومات التي يتعرض لها أثناء اليوم توطئة لحفظها والاستفادة منها.
وقالت الدكتورة شهيرة لوزة، استشارى طب النوم مدير مركز القاهرة لاضطرابات النوم، إن المخ يقوم بافراز مجموعة من المواد الكميائية أثناء النوم التي تلعب دور في النمو وللتمثيل الغذائى والوظائف الحيوية للجسم، ويحتوى الجهاز العصبى على مراكز تقوم بضبط مواعيد النوم والاستيقاظ وفق للتعرض لضوء الشمس في النهارو عدم وجودة في المساء، فهى تمثل الساعة البيولوجية الداخلية لجسم الأنسان، تختلف مواعيد النوم والأستيقاظ من شخص إلى شخص لأسباب تتعلق بالاستعداد الوراثى والفئة العمرية والعادات اليومية وطبيعة ومواعيد العمل. تتراوح اضطرابات النوم ما بين صعوبة الدخول أو الاستمرار في النوم (الأرق) «Insomnia» واضطراب النوم المفرط أثناء النهار«Hypersomnolence».
وأضافت، أن اضطراب النوم المفرط اثناء النهار، يعتبر من أهم وأخطر اضطرابات النوم وذلك لما قد ينتج عنة من حوادث أثناء القيادة أو العمل، هذة الحوادث عادة تنتج عن الشعور الشديد بالنعاس «Excessive Daytime Sleepiness» أو نوبات النوم المفاجئ التي قد تداهم المريض أثناء القيادة أو العمل مما يعرض حياة المريض والآخرين للخطر. وقد يترتب على ذلك سحب تراخيص القيادة أو فقدان الوظيفة وعدم استرجاعها إلا بعد الخضوع للكشف والعلاج.
وقالت الدكتورة عالية عادل صالح، أستاذ مساعد الطب النفسى – كلية الطب جامعة القاهرة، وأخصائى طب النوم مركز القاهرة لاضطرابات النوم، أن الأسباب التي تؤدى إلى النوم الزائد أثناء النهار متعددة ولكن أكثرها شيوعا هو الحرمان من النوم أو نقصان عدد ساعات النوم «Sleep Deprivation» أوعدم انتظام مواعيد النوم. ينتج عن هذا الحرمان المتكرر من النوم الشعور المتواصل بالنعاس والإرهاق وعدم التركيز والعصبية وعدم القدرة على العمل.
ولوحظت هذة الأعراض ايضا لدى الأشخاص الذين يعملون في ورديات عمل مسائية «Shift-work Disorder» خاصة إذا كانت غير منتظمة والأشخاص دائمى السفر عبر أكثر من توقيت وخاصة من الغرب إلى الشرق «Jet Lag». قد تنتج هذة الأعراض أيضا من سوء استخدام بعض الأدوية المنومة أو المخدرة أوالكحليات أو كعرض جانبى لبعض الأدوية العلاجية مثل مضادات الهيستامين وأدوية البرد والسعال ومضادات الصرع.
أما الأسباب الأخرى التي قد تؤدى إلى اضطراب النوم المفرط فمنها أضطرابات التنفس أثناء النوم «Sleep-related Breathing Disorders» مثل توقف التنفس الإنسدادى أثناء النوم «Obstructive Sleep Apnea» الذي يصيب من 5 إلى 17% من الأشخاص خاصة الرجال فوق سن الخمسين، يحدث هذا الاضطراب بسبب ضيق الجزء العلوى من الجهاز التنفسى أثناء النوم ومن أهم أعراضة الشخير المتواصل بصوت مرتفع وانقطاع التنفس أثناء النوم مما يؤدى إلى انخفاض نسبة الاكسوجين في الدم أثناء النوم ويزداد حدوث هذا الاضطراب في المرضى الذين يعانون من السمنة وزيادة معدل كتلة الجسد ومحيط الرقبة أو كسل في وظائف الغدة الدرقية.
من الأسباب الأخرى مرض النوم القهرى «Narcolepsy» الذي ينتج عن خلل وراثى في المراكز المسئولة عن الاستيقاظ والانتباة أثناء النهار. وهو بالرغم من ندرة حدوثة ( 25 إلى 50 مريض لكل 100000 شخص) إلا اأنة يؤدى إلى معاناة كبيرة للمريض ويؤثر بالسلب على حياتة العملية والاجتماعية وحالتة النفسية.
تستخدم دراسة النوم «Polysomnography» التي تقوم بتسجيل الوظائف الحيوية المختلفة مثل (رسم المخ والقلب ونسبة الأكسوجين ووظائف التنفس وحركة الأرجل) أثناء النوم في تشخيص اضطرابات النوم المختلفة والوقوف على أسبابها لاختيار العلاج الأمثل لها.
وتابعت أنه قد يحتاج المريض الذي يعانى من اضطراب النوم الزائد إلى استعمال بعض الأدوية المنبة أثناء النهار مثل (المودافينيل الذي أجازتة منظمة الصحة العالمية للاستعمال في هذة الحالات)«MODAFINIL» والمتوافر في السوق المصر باسم برافاماكس «BRAVAMAX»، وذلك للتغلب على الشعور الشديد بالنعاس
أثناء النهار بشرط النوم الطبيعى ليلا ومعالجة الأسباب الأخرى إن وجدت.