خبراء يدعون للتحول إلى «الطرق الخرسانية» بدلًا من الأسفلت

دعا الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمطارات بهندسة عين شمس، إلى حتمية التحول إلى استخدام الطرق الخرسانية بدلا من التوسع في استخدام الأسفلت في الطرق.
وأشار «عقيل»، خلال مؤتمر «الطرق المستدامة» التي نظمتها شركة لافارج للأسمنت، إلى أن هناك وفرة محلية في خامات تصنيع الأسمنت مع إمكانية تحول مصر إلى مركز إقليمي لصناعة الأسمنت وتصديره إلى السوق الخارجية، قائلا: إن «الحاكم الرئيسي في المنافسة بين الدول على التجارة الدولية هو تخفيض تكلفة النقل».
ولفت إلى أن الاتجاه العالمي هو تكثيف أحجام النقل على الشاحنات والوصول إلى أقصى حمولة ممكنة لكل شاحنة، بهدف تخفيض تكلفة النقل، مشيرا إلى أن الطرق الأسفلتية لا تتحمل هذه الأحمال، وهو ما يفسر تلف الطرق، نظرا لزيادة الحمولات عليه، وليس لوجود خطأ في تنفيذ الطريق.
وقال «عقيل»: إن «العمر الافتراضي للطرق الأسفلتية يصل إلى 20 سنة، بينما يصل إلى 40 سنة في الطرق الأسمنتية»، موضحا أن التكلفة الأولى لسعر الرصف الخرساني ستكون أعلى بقليل من الأسفلت، ولكن مع احتساب معدل الصيانة ومعدل العمر الافتراضي للطريق ستكون الطرق الخرسانية أقل بكثير.
وأكد أن الدراسات أثبتت أن هناك وفرا يتحقق في الوقود لدى سير السيارات النقل على الطرق الخرسانية، حيث يسهم استخدام لتر وقود في تسيير النقل نحو 2.3 كيلو، بينما تصل المسافة إلى 1.9 كيلو على الطرق الأسفلتية.
وتابع: أن «هناك وفرا أيضا في استخدام الإضاءة بنسبة 30 % المطلوبة على الطرق الأسمنتية، بالمقارنة للطرق الأسفلتية».
وأشار إلى أن هناك زيادة بنسبة 46% في أسعار البيتومين العالمية خلال عام 2017، متوقعا مزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اتجاه الدولة لتخفيض الدعم، مشيرا إلى أن الأسمنت لم يشهد زيادة مشابهة في الأسعار.
وقال حسين منسي، الرئيس التنفيذي لشركة لافارج، إن التحول إلى الطرق الخرسانية هو الأفضل، نظرا لطول عمر الطريق، حيث تكون أول صيانة له بعد 12 عاما، بالمقارنة بنحو 4 أعوام للطرق الأسفلتية.
من جانبه، أشار الدكتور مروان شديد، مستشار وزير النقل لمتابعة المشروعات، إلى إمكانية التحول المرحلي إلى الطرق الأسمنتية، خاصة في الطرق المتهدمة، لافتا إلى أن الملف مطروح لدى الوزارة منذ فترة، وأنه حان الوقت للتنفيذ.
وأكد العميد يحيى سليمان، مدير الطرق بإدارة المهندسين العسكريين، على ضرورة الالتزام بحمولات سيارات النقل على الطرق، لأنها تفسد الطريق حتى لو كانت خرسانية، مشيرا إلى أن الغرامات المحصلة لا تكفي الملايين التي تحتاجها الطرق لإجراء الصيانات.