سكان الكرة الأرضية على موعد الأحد مع تساوى الليل والنهار في كل المناطق على سطح الأرض، حيث موعد بداية الاعتدالين الخريفى في النصف الشمالى، والربيعى في النصف الجنوبى للأرض، وخلال ساعات تتعامد أشعة الشمس على خط الإستواء، وتكون في هذا اليوم منطبقة تماما عليه قادمة من نصفها الشمالى الذي يضم أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والقطب الشمالى نحو النصف الجنوبى من الأرض، الذي يضم أستراليا ونصف أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعضا من شبه القارة الهندية. وعليه يتساوى عدد ساعات الليل والنهار ولذلك يتم تسميتها بالاعتدالين الخريفى والربيعى، حيث يتعادل فيهما ساعات الليل والنهار من ناحية، كما يتعادل فيهما سقوط أشعة الشمس على نصفى الكرة الأرضية الشمالى والجنوبى من ناحية أخرى، أي أنه في حين يكون الخريف شمالا يكون هناك ربيع في نصف الكرة الجنوبى والعكس صحيح. والاعتدال بشكل عام هو الزمن الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار في شتى أنحاء العالم، ويصادف الاعتدال الربيعي والخريفي يومين في العام عندما تكون الشمس عمودية فوق خط الاستواء بشكل مباشر، ويحدث هذا نتيجة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، كما يسبب دوران الكرة الأرضية حول الشمس في حدوث الفصول الأربعة، مسببة فصل الخريف، ثم تتحرك الشمس ظاهريا إلى الجنوب حيث تتعامد أشعتها على مدار الجدي الذي يقع على خط درجته (23.5) جنوب خط الاستواء في يوم 22 ديسمبر، وهو أقصى ما تصل اليه الشمس إلى الجنوب مسببة فصل الشتاء. ثم تعود الشمس بحركتها مرة أخرى متجهة إلى الشمال حتى تتعامد مرة أخرى على خط الاستواء (خط الصفر) في يوم 21 مارس فيحدث فصل الربيع، ثم تواصل رحلاتها نحو الشمال إلى يوم 21 يونيو حيث تتعامد الشمس على مدار السرطان على خط درجته (23.5) شمالا في أقصى مدى تصله الشمس في الشمال، وبهذا يكون الوقت قد حان لحلول فصل الصيف. وتبلغ أشعة الشمس في يوم غد (الاحد) وهو يوم الاعتدالين الربيعى والخريفى أقصى ارتفاع لها في السماء وقت الظهيرة في ذروة الخريف والربيع، ويلاحظ سكان الدول الواقعة على خط الاستواء أنه ليس لهم ظل على الأرض في هذا التوقيت حيث تكون الشمس وقت الظهيرة متعامدة تماما عليهم. وكشف المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الاعتدال الخريفى سيحدث هذا العام عند الساعة الثالثة فجرا و54 دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة في مصر والمنطقة العربية وكامل دول النصف الشمالى للكرة الأرضية. وسيسجل فصل الخريف أطول فصول هذا العام، حيث سيستمر 93 يوما و16 ساعة و47 دقيقة إلى وقت حدوث الانقلاب الشتوى حول يوم 21 ديسمبر القادم، ويرجع السبب في حدوث الاعتدالين الخريفى والربيعى لميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.5 درجة، ودورانها المتواصل حول الشمس، فعندما يكون محور دوران الأرض في وضعية لا مائلا بعيدا عن الشمس، ولا مائلا باتجاهها يحدث الاعتدال. وتشرق الشمس يوم غد ( يوم الاعتدال الخريفى)، من نقطة الشرق تماما، وتغرب في نقطة الغرب تماما، ويكون طول الليل والنهار متساويين تقريبا في كامل أنحاء العالم، ولكن هذا التساوى لن يستمر طويلا نظرا لحركة الأرض الدائمة حول الشمس، فبعد حدوث الاعتدال الخريفى ستستمر الشمس ظاهريا في الانتقال نحو الجنوب وكذلك الطيور المهاجرة، ويبدأ محيط القطب الشمالى في التجمد في حين يبدأ الجليد في القطب الجنوبى في الذوبان، وتبدأ عجلة الفصول في التغير. وبحلول شهر أكتوبر المقبل يتغير هذا الوضع بشكل دراماتيكى، حيث ستشرق الشمس بشكل ملحوظ من الأفق الجنوبى الشرقى، وتغرب في الأفق الجنوبى الغربى، وهذا يعنى ساعات نهار أقصر، وساعات ليل أطول في النصف الشمالى للكرة الأرضية. وقال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن مواعيد فصول السنة الأربعة فلكيا هي منتصفات لهذه الفصول وذروتها، وليست بداياتها، مشيرا إلى أنه اعتبارا من يوم بعد غد (الإثنين ) يبدأ طول النهار في النقصان تدريجيا حتى دخول الشتاء ووصولا إلى ذروته في يوم السبت الموافق 22 ديسمبر القادم بعد منتصف الليل ب 23 دقيقة، لافتا إلى أن نهار ذلك اليوم هو أقصر نهار في العام وليله هو الأطول.
