وزيرة الثقافة من الإسكندرية: الفن يحمي من التطرف.. وندرس إقامة مهرجانات مسرحية شتوية على «الثغر»

قالت الدكتورة إيناس عبدالدائم، وزيرة الثقافة، أن «تقريب الفن للعقول يبعد الشباب ويحميهم من التطرف والتشدد»، مشيرة إلى أن «إعادة إحياء مسرح محمد عبدالوهاب الذي تم افتتاحه أمس هو ترجمة حقيقية لإحياء الفن وترسيخه بين وجدان الشباب».
وأضافت الوزيرة –خلال افتتاح أعمال التطوير والتوسعة بمسرح محمد عبدالوهاب في الإسكندرية بعد غلق دام 5 سنوات مساء أمس بحضور الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية والفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الانتاج الثقافى وعادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعرضية– أن «الوزارة تدرس إمكانية إقامة مهرجان شتوى خاص للمسرح بمحافظة الإسكندرية، خاصة مع تزايد المنارات المسرحية والفنية الموجودة بالمحافظة، آخرها مسرح عبدالوهاب، مشيرة إلى أن الفكرة لا تزال قيد الطرح والدراسة، وتم مناقشتها مبدئيًا مع محافظ الإسكندرية، وبصدد إضافة للفعاليات الصيفية وبهذا تكون الإسكندرية منشغلة بالعروض الثقافية والفنية طوال العام صيفًا وشتاءً».
وأشارت الوزيرة إلى أن «إعادة إحياء مسرح عبدالوهاب، مع باقى المسارح في الإسكندرية، مثل بيرم التونسى ودار الأوبرا المصرية، ومكتبة الإسكندرية، ومركز الحرية للإبداع وقصور ثقافة الأنفوشى والشاطبى، أمر يدعو للفخر، لأن الفن يحمى العقول من التطرف ومخاطره خاصة الشباب».
وأوضحت «عبدالدايم»، أن «إعادة إحياء مسرح محمد عبدالوهاب يمثل إضافة هامة للبنية الثقافية في مصر، فهو أحد روافد الإبداع في الإسكندرية ومحطة لنشر الثقافة والفنون، كما أنه شريان جديد للتنوير، وانضمامه إلى منظومة العمل الثقافى والفنى يعكس السعى الدائم والخطوات الجادة لنوافذ تنويرية تنشر الوعى والثقافة في ربوع مصر».
ولفتت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الزخم الفنى في الإسكندرية، حيث ستقدم دار الأوبرا العديد من العروض الفنية والموسيقية بالتزامن مع موسمها الجديد، سواء عروض مصرية أو أجنبية، علاوة عن احتفالات مئوية ميلاد الفنان محمد فوزى ومرور 25 عامًا على وفاة الفنان بليغ حمدى، وذكرى 35 عامًا على وفاة الفنانة فايزة أحمد.
وأكدت وزيرة الثقافة أن الإسكندرية مدينة رائعة وتستحق الكثير من الجميع ومن وزارة الثقافة.
بدوره قال الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية أن «إعادة افتتاح مسرح محمد عبدالوهاب هو خطوة على الطريق لاستعادة أمجاد الإسكندرية مدينة العراقة والتاريخ لتكون منارة للعالم واحتضنت مكتبة الإسكندرية التي نشرت الثقافة في كل بقاع العالم».
وأضاف «قنصوة» أن «العرس الثقافي الذي تشهده الإسكندرية حاليا هو رسالة مفادها أننا عائدون مرة أخرى للريادة لنملأ عقول أبنائنا بالثقافة والأدب والإبداع ولن نتركهم لأي فصيل آخر»، مشدداً على أن «أزمة مصر الحقيقية ليست في المال ولا معدلات النمو، إنما أزمتنا الحقيقة في كيفية عودة هويتنا وثقافتنا مرة أخرى وهذه هي مهمتنا الحقيقة لنستعيد مكانتنا مرة أخرى».
وبدأت فعاليات الافتتاح بالأوبريت الغنائى «فرحانة» والذى يعد أضخم عرض غنائى استعراضى كوميدى من إنتاج فرقه رضا، تأليف وأشعار محمد الصواف، إخراج حسام الدين صلاح، ويضم نخبة كبيرة من النجوم وهم الفنان أحمد سلامة، المطربة شاهيناز، الفنان ماهر سليم، الفنان ماجد القلعى، المطربة فريدة عمر، الفنانة ليلى صدقى، الفنان محمد شلش والفنانى مروة نصير ونخبة كبيرة من شباب فرقة رضا.
ويقع مشروع تطوير وترميم مسرح محمد عبدالوهاب في 3 مراحل بتكلفة بلغت نحو 35 مليون جنيه، حيث تم في المرحلة الأولى عمل أساسيات المشروع والبنية التحتية والمرحلة الثانية تم إنشاء وتطوير خشبة المسرح والإضاءة والصوت والكراسى والحمامات والمبنى الإدارى وفى المرحلة الثالثة تم عمل تقنيات الصوت والشاشات وقاعات البروفات والسيرك وتنمية المواهب الفنية المشاركة في العروض الشعبية والاستعراضية المقدمة على خشبة المسرح.
وشمل مشروع التوسعة والتطوير اعادة بناء خشبة المسرح بالكامل لتكون أحد أكبر خشبات المسرح في مصر حيث تصل مساحتها إلى حوالي 670 متر مربع وتم تزويدها بأحدث أجهزة الإضاءة والصوت مع مراعاة طبيعة الموقع على كورنيش البحر مباشرة، إضافة إلى 22 سكة وبرجين للديكور والإضاءة وغرف التحكم في الاجهزة الخاصة بالصوت والإضاءة مع تركيب ستارة أمامية جديدة وبراقع وبناطيل معالجة بمواد ضد الحريق، هذا إلى جانب ممرات بصالة العرض يمينا ويساراً لتسهيل دخول ذوي القدرات الخاصة، وتسع صالة المسرح لنحو 1000 مشاهد وتم تزويده بشاشات عملاقه تواكب أساليب العرض العالمية الحديثة.
كما تم تركيب شاشة عملاقة بمساحة 35 متر مربع على واجهة المسرح لعرض مشاهد من الأنشطة مع استحداث إطارات على الأسوار الخارجية خاصة بالمواد الدعائية وتتناسب مع طبيعة الشكل العام للمسرح، ايضاً تم تحديث غرف الفنانين وقاعة كبار الزوار والمبني الإداري وتغيير نظام التأمين بالكامل حيث تم تجهيز غرفة التحكم الأمنية بتقنية تخزين البيانات المسجلة من شاشات متابعة كاميرات المراقبة الثابتة والمتحركة التي تم توزيعها بطول أسوار المسرح، إلى جانب تغيير شامل لخطوط خدمات المبنى من شبكات كهرباء ومياه وصرف مع مراعاة متطلبات ذوى القدرات الخاصة، بالإضافة إلى تجهيز 3 قاعات مكيفة للتدريبات وتنمية المواهب ومكتبة عامة اضافة إلى مدرسة لتعليم فنون السيرك.