دراسة جديدة تحذر: العالم مهدد بدخول حالة «الدفيئة» بسبب ارتفاع درجات الحرارة

فى ظل موجة حارة تخطت 40 درجة مئوية فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا واليابان، خلال الصيف الجارى، أسفرت عن جفاف وحرائق غابات ومقتل المئات، حذر علماء فى دراسة جديدة من أن العالم مهدد بدخول حالة «الدفيئة»، أو ما يطلق عليه اسم «البيت الزجاجى»، حال ارتفاع متوسط درجات الحرارة ما بين 4 و5 درجات مئوية، حتى مع الالتزام بأهداف تقليص انبعاثات الكربون بموجب اتفاق باريس بشأن المناخ.
وأضافت الدراسة التى جاءت بعنوان «مسارات نظام الأرض فى الأنثروبوسين»، أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدى إلى ما يشبه تأثير «الدومينو» حول ذوبان الجليد، وارتفاع درجة حرارة البحار، وتغير التيارات البحرية والزلازل، وتسارع انبعاث الميثان، وتأثير ذوبان الجليد فى جرينلاند على القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا»، وحقبة الأنثروبوسين هى حقبة جيولوجية تتميز بالتأثيرات التى أحدثها البشر على الأرض.
وأوضحت الدراسة التى نُشرت فى دورية الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم أن توقعات العلماء ليست قاطعة، ولكنها تحذر من أن الالتزام بتقليل درجات الحرارة بما يتراوح بين 1.5 درجة ودرجتين، أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، قد لا يكون كافيا لإبقاء الأرض فى درجة حرارة مستقرة.
وحذرت من أن ارتفاع درجات الحرارة ستنجم عنه الأضرار الناجمة عن العواصف الساحلية، وسيقضى على الشعاب المرجانية بحلول نهاية القرن الحالى أو قبل ذلك، مع ارتفاع مستويات البحار، ما يجعل بعض المناطق على الأرض غير صالحة للسكن، وأوضحت أن الانبعاثات البشرية للغازات المسببة للاحتباس الحرارى ليست العامل الوحيد لارتفاع درجات الحرارة.
وقال يوهان روكستروم، المدير التنفيذى لمركز استوكهولم للقدرة على التكيف، الذى شارك فى الدراسة: «نحن بحاجة لمعرفة أن تلك المخاطر ملحة للغاية، وتعتبر واحدا من أكثر الأسئلة الوجودية فى العالم»، وقالت الدراسة إن فقدان الجليد فى جرينلاند قد يعطل تيار المحيط، مما يرفع مستويات البحر وتتراكم الحرارة فى المحيط الجنوبى، الذى سيؤدى بدوره إلى تسريع فقدان الجليد فى القطب الجنوبى من جهة الشرق، موضحة أن تلك المخاوف تزايدت بعد تقارير تفيد بأن تيار الخليج كان فى أضعف مستوياته منذ 1600 عام.
كانت نحو 200 دولة وافقت فى 2015 على وضع حد لارتفاع درجات الحرارة بما لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ويزيد متوسط درجات الحرارة حاليا بمقدار درجة مئوية عن مستواه فى فترة ما قبل الثورة الصناعية، ويرتفع بمقدار 0.17 درجة كل 10 سنوات. وقال العلماء الذين أعدوا الدراسة إنه من المرجح أن يحدث تغير مفاجئ إذا تم اجتياز الحد الحرج، مؤكدين أن تعظيم فرص تجنب الدخول فى حالة «الدفيئة» يقتضى ما هو أكثر من مجرد تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، وبخاصة تحسين إدارة الغابات والإدارة الزراعية وإدارة التربة والحفاظ على التنوع الحيوى والتقنيات التى تزيل غاز ثانى أكسيد الكربون من الغلاف الجوى وتخزنه تحت الأرض.
وفى الوقت نفسه، يقترب حريق مجمع ميندوسينو، شمال كاليفورنيا، من أن يصبح الأكبر فى تاريخ الولاية الحديث، ويشمل حريقين هما «حريق النهر» و«حريق المزرعة»، وقد دمّر 110748 هكتارًا بحجم مدينة لوس أنجلوس، وكان حريق توماس فى الولاية العام الماضى دمر 114078 هكتارًا، كما دمر حريق «كار» بالولاية 1600 مبنى بما فيها 1000 منزل، ونشرت إدارة الإطفاء 4200 رجل لمكافحته، إلا أنهم لم ينجحوا سوى فى احتواء 45% منه حتى الآن، كما تم احتواء نحو 38% من حريق فيرجسون فى كاليفورنيا.