اللواء سمير فرج يكتب: المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر

أعلنت الخارجية الأمريكية أمس الأول، مساء الأربعاء، أن واشنطن قررت رفع القيود عن المعونة العسكرية لمصر بقيمة 195 مليون دولار من أموال التمويل العسكرى الأجنبى للسنة المالية 2016 وهى التى كانت قد تم تجميدها فى العام الماضى. وقال مسؤول الخارجية الأمريكية إن القرار جاء نتيجة للخطوات التى اتخذتها مصر فى العام الماضى استجابة لمخاوف أمريكية محددة. وتأتى قصة المعونة العسكرية الأمريكية لمصر بتحديد قيمة ثابتة فى أعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية بواقع 3 مليارات لإسرائيل و2.1 مليار لمصر منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية و1.3 مليار معونة عسكرية، ولقد استفادت الولايات المتحدة من تقديم هذه المعونة إلى مصر، حيث تسمح لهم بمرور الطائرات الحربية الأمريكية فى الأجواء المصرية بعد الحصول على استئذان، كذلك منحت مصر للسفن الحربية للولايات المتحدة أسبقية العبور فى قناة السويس، وكذلك كانت المعونة العسكرية الأمريكية مشروطة بشراء المعدات والأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية وتعود القصة قبل عام عندما قررت الولايات المتحدة عدم منح مصر مبلغ 95.7 مليون دولار وتأجيل 195 مليون دولار بحجة عدم إحراز تقدم فى مجال احترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية.
ولقد قامت الجهود المصرية مؤخرا بالاتصال بالإدارة الامريكية، حيث تم توضيح موقف مصر من هذه الاتهامات التى تقدم بها بعض النشطاء وأعضاء جماعة الإخوان فى الولايات المتحدة إلى لجنة الحريات بالكونجرس، وعلى أساسها تم اتخاذ هذا القرار، وجاءت جهود جهاز المخابرات العامة المصرية بقيادة اللواء عباس كامل بجهد مشكور فى توضيح الأوضاع الحقيقية فى مصر وتفنيد كل الادعاءات التى قدمتها هذه العناصر إلى الكونجرس، وبالفعل نجحت هذه الحملة فى توضيح صورة القاهرة لدى الولايات المتحدة والإجراءات التى تتخذها مصر فى مجال الحريات والتى أدت لإلغاء ذلك القرار وعودة المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر كاملة.
ونؤكد أن القاهرة تحتاج فعلاً إلى هذه المساعدات العسكرية؛ بشرط ألا تؤثر هذه المساعدات على القرار المصرى والسيادة المصرية، ولعل أبسط مثال على ذلك أنه فى السنوات الثلاث الأخيرة فى حكم أوباما عندما أوقفت أمريكا المساعدات العسكرية لم تهتم مصر على الإطلاق بذلك القرار، حتى جاء الرئيس ترامب، وأعاد هذه المساعدات مرة أخرى إلى ما كانت عليه.